jo24_banner
jo24_banner

هل تمهد الازمة الحالية لنظام عالمي جديد

حاتم رشيد
جو 24 :
 اغرى مقال لوزير الخارجية الأمريكية الاسبق هنري كيسنجر واخرون من الخبراء في الاقتصاد والسياسة بالقول ان العالم سيشهد نظاما جديدا تاليا للازمة التي أطلقها فيروس الكورونا.
ربما درامية المشهد تغري بهذا الاستنتاج حيث يسود حظر تجول يكاد يشمل الكوكب مع تحول المدن الى حالة من الموات غير المسبوق. وشبه شلل اقتصادي.
لكن مع توقع انحدار منحنى الازمة في غضون عدة أسابيع فان الة الاقتصاد الرأسمالي ستعاود نشاطها في مراكزها الكبرى في الصين واوروبا وامريكا واليابان. وستباشر بتعويض خسائرها دون ان يعني هذا أن بعض الشركات الكبرى لن تخرج مفلسة او متضررة بشدة.
النظام الرأسمالي اثبت في ازمات كبرى قدرة على التكيف وامتصاص الصدمات رغم وجود منافس اشتراكي شديد الاغراء.
اليوم يغيب النقيض الاشتراكي لسببين اولهما اولهما انه لم ينجح بتقديم مخارج نظرية عقب انهيار التجربة السوفيتية. كما ان القوى الاجتماعية الحاملة موضوعيا للبديل الاشتراكي هشة وغير فاعلة. وهذا ما يسهل مراكز الثقل الرأسمالية على لئم جراحها سريعا باقل قدر من الازعاج.
بتقديري ستجعل الازمة الحالية خيار دولة القطاع العام اكثر جاذبية على حساب الحضور الحالي المهيمن للقطاع الخاص. وسيتعزز بالتالي مفهوم الدولة القومية الميالة للتعارض النسبي مع ضغوط العولمة.
افترض ان التغيرات المتوقعة لن تمس اسس النظام الدولي الراهن ولكنها ستمس بقوة تناسبات القوى الدولية. وطابع العلاقات الدولية. فقد نشهد المزيد من الميول للتفلت من الاتحاد الأوروبي وحلف الاطلسي دون ان تصل الى حدود تهديد جدي لبقاء هذه المنظومات.
ثمة دول ستعزز حضورها على المستوى الدولي على حساب حصة دول اخرى لكن المسرح ما زال قادرا ان يحتمل وقوف كل اللاعبين الكبار على نفس الحلبة. والظاهر ان الكبار يدركون ذلك مبكرا بدليل حضور مؤكد ومشخص لرغبة في استمرار الحدود الدنيا من مؤشرات التعاون الدولي.

 
تابعو الأردن 24 على google news