عطلة ما بعد الكورونا.. إلى متى يستمر هذا السبات الاقتصادي
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - بعد السيطرة على وباء الكورونا، عبر اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية طيلة الفترة الماضية، لم يعد هنالك أي مبرر منطقي لبقاء عجلة الإنتاج مجمدة عصية على الدوران. حالة الطوارئ يفترض أنها انتهت علميا مع الاحتواء الكامل لبؤر انتشار الفيروس، وما نشهده اليوم من استمرار لتعطيل العمل في القطاع العام، وبعض مؤسسات ومنشآت القطاع الخاص ما هو إلا مبالغة، سيكون لها من التداعيات السلبية ما لم تكن مضطرين إلى جلبه بمحض إرادتنا!
العودة التدريجية للحياة الطبيعية تمضي ببطء غير ضروري، ولا قيمة للسماح لبعض المنشآت باستئناف العمل في ظل استمرار العطلة وتقييد الحركة. العالم بأسره مقبل على ركود اقتصادي قد يبلغ مرحلة الكساد، وكل ساعة اليوم لها بالغ الأهمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فليس من المعقول أن نخرج من وباء، نجحنا في احتوائه، إلى شلل اقتصادي قاتل.
الأسواق عامرة بالمواطنين، والمولات لم يعد في مساحاتها موطئ قدم شاغر، فما هو مبرر استمرار إغلاق بعض الشركات الحيوية، أو عملها بالحد الأدنى، نتيجة لاستمرار هذه العطلة التي طال أمدها؟! هل يتربص فيروس كورونا بهذه المؤسسات، بينما ينأى بنفسه عن الأسواق؟ هل هنالك أي مبرر أو تفسير لهذه التناقضات الغريبة في القرارات الرسمية؟!
ما نحتاجه لإنقاذ الاقتصاد الوطني ليس استئناف العمل فحسب، بل مضاعفته إلى درجات لتعويض الخسائر التي ترتبت على هذا السبات الإنتاجي. في بداية الأزمة كان من الضروري والمبرر تعطيل الحياة الاقتصادية، ولكن استمرار حالة الشلل هذه إلى ما بعد مرحلة احتواء الوباء ليس سوى انتحار عن سبق إصرار وترصد!
بصراحة، لا يمكن الحديث عن أي استئناف حقيقي للعمل في ظل استمرار قرار هذه العطلة الثقيلة. فماذا يعني السماح للمحامين مثلا بفتح مكاتبهم في ظل استمرار تعطيل المحاكم، أو السماح للمهندسين بالذهاب إلى أعمالهم في ظل استمرار إغلاق المنشآت الحيوية المرتبطة بهذه الأعمال، أو إتاحة العمل لعدد من مؤسسات القطاع الخاص، في ظل تعطيل القطاع العام المرتبط جوهريا بأعمال تلك المؤسسات.
ما يحدث من مبالغة غير مبررة قد تكون نتائجه أخطر من الوباء، لا قدر الله. الأردن بلغ مرحلة الأمان بعد طول انتظار، ومنطق الأمور يفرض استئناف الحياة الطبيعية على الفور، فلقد تأخرنا بما فيه الكفاية. والخسائر المستمرة بالتراكم لا تعترف بمزاجية رغبات استمرار السبات..