jo24_banner
jo24_banner

حتى لا ينفذ الاعتلال عبر نسيج دفاعاتنا المتماسك ضد فيروس كورونا..

حتى لا ينفذ الاعتلال عبر نسيج دفاعاتنا المتماسك ضد فيروس كورونا..
جو 24 :
محرر الشؤون المحلية - سيطرت حالة من الذهول والصدمة وخيبة الأمل على الأردنيين الذين كانوا يترقبون يوم اعلان هزيمة فيروس كورنا بعدما نجح الأردن في تجاوز ثمانية أيام دون توثيق اصابة أي مواطن، حيث سجّلت المملكة (36) اصابة جديدة بالفيروس لسائق شاحنة في محافظة المفرق ومخالطين له.

صحيح أن الحادثة شكّلت صدمة أيضا لدى الحكومة وخلية ادارة أزمة فيروس كورونا اللذين أحسنا نسبيا ادارة الأزمة، لكن ذلك لا يعفيهما من المسؤولية عن خطأ السماح بتسلل فيروس كورونا مع سائقي الشاحنات، لا سيّما أن كثيرا من الأصوات تعالت محذّرة من سائقي الشاحنات القادمين من الخارج، والمطالبة بايجاد حلّ لهذه المعضلة..

الحكومة أعلنت على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام "صعوبة حجر سائقي الشحن، لأن عدد حاملي تأشيرات الدخول إلى المملكة العربية السعودية من السائقين كان يبلغ 1400 سائق فقط، يدخل منهم 250 سائقاً بشكل يومي؛ وفي حال حجر هذا العدد يومياً سيؤثر ذلك سلباً على عمليات تدفق السلع والمواد الغذائيّة بين البلدين". والحقيقة أن هذا المنطق الغريب من شأنه نسف كلّ الجهود التي بُذلت إذا ما تمسّكت به الحكومة!

جيّد أن العضايلة أعلن توصّل الحكومة إلى حلّ وسطي يقوم على حجر السائقين في المدارس وتوفير مرافقة أمنية لسائقي الترانزيت لحين استكمال تجهيز البنية التحتية للعمل بنظام المناولة "باك تو باك" وتسهيل حصول السائقين على تأشيرة لدخول السعودية، فمنطق "تأثر تدفق السلع والمواد الغذائية" بسبب حجر السائقين، والذهاب نحو ترك الأمور على الغارب قد يقودنا إلى كارثة حقيقية تبدد كل ما تحقق من منجز على صعيد مكافحة الفيروس، وقد يضيع علينا التعب والعناء الذي تحمّلناه على مدار الشهرين الماضيين، ويضيع الجهد والضرر الاقتصادي الذي تحملته الدولة والمواطنون هباء منثورا، هذا بالاضافة إلى الضرر الصحي الذي سنتكبده ولن يسأل معه أحد عن تدفق السلع أو توفّرها.

لم ولن يضير الحكومة وخلية ادارة الأزمة أن تعترفا بارتكاب خطأ في هذا الملف أو غيره، بل إن ذلك يعزز نهج الشفافية الذي تعاملت به منذ بداية الأزمة، فلا يمكن استمرار القاء اللائمة على سائقي الشاحنات وحدهم؛ من غير المعقول أن ترهن الحكومة وادارة الأزمة مصير البلاد في يد شخص قد لا يكون مدركا لحجم المسؤولية والخطر المحيق بنا جراء التساهل في التعامل مع هذا الوباء.

اليوم، نحن نعيش أزمة طارئة على العالم كلّه، لذلك، نحن لسنا معنيين بجلد الحكومة وخلية ادارة الأزمة وتقريعهما، بل علينا أن نتعلّم فيها من أخطائنا، ونطوّر أدواتنا ومعرفتنا، ونضع دليلنا الخاصّ "Guidebook" في التعامل مع الأوبئة، وأن نعمل حسب الأصول لنتجاوز الأزمة، مؤمنين بقدرة الحكومة وخلية ادارة الأزمة على احتواء هذه البؤرة الساخنة الجديدة، ومنع ظهور بؤر أخرى، والذهاب نحو نظام الـ "باك تو باك"، فلا يدخل إلينا سائق مصاب، ولا ينقل أحد الفيروس إلينا من جديد.
 
تابعو الأردن 24 على google news