هل يحتاج الرزاز إلى حجر الفلاسفة لحل طلاسم الواقع وكشف شيفرة التردي الاقتصادي
جو 24 :
رئيس الوزراء، د. عمر الرزاز، قال إن الأردن يقف على أبواب مرحلة وصفها بالمهمة، مرجحا سيادة حالة من الانفراج التي سيجري التعامل معها بإجراءات ومعايير منهجية سيتمّ الاعلان عنها قريبا.
وأسهب الرزاز في عرض تفاصيل تفاؤله غير الواقعي، مغردا عبر موقع "تويتر" بقوله: "تميّزنا كأردنيين بالصبر والالتزام بالمسؤولية في مواجهة كورونا وهذا هو مفتاح إعادة تشغيل غالبية القطاعات والتخفيف الموسّع من إجراءات الحظر".
كلام جميل، يثلج الصدر، طالما بقي في إطاره التجريدي، النظري. ولكن مع الأسف للواقع العملي رأي آخر، يختلف تماما عن تنظير رئيس الوزراء، الذي يتفوه به عبر منصاته ومواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة توحي بأنه منفصل تماما عن الواقع وأبجدياته..
الوضع الاقتصادي، بعد أشهر من الإغلاق التام، لا يمكن إلا أن يكون كارثيا.. هذا هو الواقع المحض، الذي لا يحتاج إدراكه إلى شيفرة سحرية تفك طلاسم الوجودية والعدم، ولا إلى فلسفة توغل في عوالم الميتافيزيقيا.. فهل بلغ الرئيس حالة دفعته إلى عدم احترام عقول الناس، عبر إقحام مفردات من قبيل النهضة والانفراج، على واقع لا يبشر بذلك؟!!
لم نكن نتوقع من الرئيس اعترافا بالمسؤولية عن تردي الأوضاع الاقتصادية، وتداعياتها التي لا تترك مجالا للمواطن كي يتنفس.. ولكن من غير المقبول إطلاقا أن يسخر من عقول الناس على ذلك النحو، عبر تغريداته المحلقة في الخيال، في ظل تداعي منشآت في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، وبعد إعلانه الأخير، المستند إلى قانون الدفاع، والذي جعل كل عامل وموظف في هذا الوطن في مهب جحيم البطالة والفاقة!!
تصريحات الرئيس، التي تعبر عن عدم اتصاله بالواقع، تجاهلت أن هنالك مؤسسات تصارع من أجل البقاء، وعمالة تختنق بتعديلات أمر الدفاع الأخير، واقتصاد وطني بلغ واقعه منتهى درجات الحساسية!!
الأحلام الوردية، التي تراود الرئيس عن واقع البلاد، لا تسمن ولا تغني من جوع.. ولا يمكن لها أن تنعش السوق، وتروي ظمأ الإنتاج، بعد هذا الركود الطويل.. فما هو مبرر هذا اللهو العبثي، بتلك التغريدات الحالمة؟!
الأصل أن هنالك لجانا اقتصادية قد تم تشكيلها، لوضع الخطط والبرامج التي من شأنها إنقاذ الاقتصاد، وتحريك عجلة الإنتاج، فهل تم استبدال ذلك بالتغريدات؟ وهل يمكن لتغريدة أن تكون هي الحل على أرض الواقع؟!
في النهاية، قد يتم إدراج كل ما سبق في خانة التجني على الرئيس، وقد يكون الإعلام على غير دراية بمخططات الحكومة.. فهلا أخبرنا الرزاز كيف سيحقق الإنفراج القادم بلغة علمية قابلة للهضم المنطقي؟!