في الهم الوطني
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : في قراءة متأنية للمشهد السياسي على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي، نجد أن الخصومة بين القوى السياسية والحكومات وصلت إلى جدار مسدود، وفي الوقت نفسه نجد أن الخلافات بين الأحزاب نفسها وصلت إلى درجة غير مسبوقة، حيث أسهمت في حدوث انقسام مجتمعي حاد يهدد وحدة المجتمع، ويعيق تقدمه نحو الإصلاح والنهوض، كما نجد أن الشباب منخرطون في دوامة العنف، وتم إبعادهم عن الانخراط في الهم الوطني ومعركة الإصلاح، مع الإقرار بأن الأحزاب القائمة لم تعد قادرة على جذب الكفاءات العديدة والخبرات الكثيرة والطاقات الهائلة التي تختزنها الشعوب، وضعف دورها وضآلته في المشاركة في عمليات التنمية الشاملة.
ومن هنا يتحتم علينا في الأردن الإستفادة من التجارب المجاورة، والبحث عن صيغ جديدة قادرة على تطوير الأداء الجمعي، والإسهام في التمكين المجتمعي الشامل على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية، من خلال جملة من الخطوات والمسارات العريضة.
نقطة البدء ينبغي أن تتمثل بالبحث عن مربع الانطلاق الأول الذي يتشكل من الاتفاق على الثوابت والجوامع الوطنية، التي لا يسوغ إنكارها أو الاختلاف عليها، ونجعل منها مرجعية وطنية عليا، نحتكم إليها جميعًا، مهما اختلفت عقائدنا ومذاهبنا واتجاهاتنا الفكرية وانتماءاتنا الحزبية، التي تجعل المصلحة الوطنية فوق مصلحة الأحزاب والجماعات والفئات والعشائر والعائلات، والأشخاص، مهما علت منازلهم أو اتسع نفوذهم.
الخطوة الثانية تتمثل بالتوافق على قواعد اللعبة السياسية بمنتهى الوضوح والصراحة والشفافية، قبل الشروع بالعملية السياسية، وقبل الشروع بالانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع، وينبغي أن يكون هذا التوافق مكتوبًا، ومنظمًا وفقًا لبرنامج زمني محدد، بعيدًا عن معاني الضبابية والغموض، وتخلو من الثقوب السوداء التي تلتهم جهود الإصلاح، والتي تشكل ملاذا للنوايا السيئة أو ملجأ لمحاولات الالتفاف على التوافق الشعبي السياسي العام، الذي يمكن تحقيقه عبر مؤتمر وطني عام، يحظى بالتمثيل الواسع، الذي تشارك به كل الأطراف بلا استثناء.
الخطوة الثالثة تقتضي إيجاد أطر وطنية جديدة، أكثر اتساعا وأكثر مرونة وأكثر قدرة على جذب الكفاءات الوطنية النظيفة، واستيعاب الخبرات والتخصصات العديدة التي لا تجد ضالتها في الأحزاب القائمة، والأطر التقليدية، من أجل تحقيق مشاركة شعبية واسعة أعمق حضورا وأكثر فعالية في معالجة الأحداث، وأكثر قدرة على التأثير في مسارات الحكومات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، من خلال الانخراط الإيجابي في المواقع القيادية ومواقع التأثير والتوجيه، وتعمل على تحقيق التمكين المجتمعي الحقيقي.
الخطوة الرابعة تتمثل بتهيئة الفرصة أمام الشباب، والأجيال الجديدة للانخراط في الهم الوطني العام، وضرورة امساكهم زمام المبادرة، وتمليكهم قيم الثقافة الإيجابية، التي تغرز لديهم حب العمل والإنجاز ورفعة شأن الوطن، وتجنبهم مزالق العنف والتعصب المقيت، ومغادرة مربع المناكفات السياسية، والصراعات الدينية والمذهبية والعشائرية والجهوية، وبذل الجهود للارتفاع بمستوياتهم العلمية والمهنية والإبداعية.
المسار الفكري يتمثل بتبني مفهوم الإسلام الصحيح، الذي يشكل الإطار الحضاري الواسع للأمة، ويمثل المرجعية القيمية العليا، التي توجه العقل وتزكي النفس، وتوحد الأمة، وترسخ معاني التسامح والتعاون على معاني البر والتقوى، وتحارب النزعات التفريقية، والعصبيات الجاهلية، وترسي معاني الحوار الراقي، والجدال بالتي هي أحسن، وتستأصل شأفة العنف والتطرف، وتحارب منطق الوصاية على عقول البشر وأفكارهم، والعمل على إيجاد الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة الصالحة، وتوزيع الثروة، واقتصاد االكفاية، ومحاربة الفقر والعوز والبطالة.
المسار الثقافي والفني الذي يتجلى بالعمل بشكل متواز على إيجاد نهضة ثقافية أدبية فنية أصيلة، تصقل الذوق والإحساس العام، وتوجه الوجدان نحو قيم الإنتماء، والعمل، وإعلاء شأن الوطن، وخدمة الناس، ونشر الفضيلة والأخلاق الرفيعة، وترسيخ قيم التعاون بين الأفراد والفئات، وتساعد على تقوية الروابط الاجتماعية، وتحارب بذور العنف والتعصب والانغلاق، في جو من الحرية والمسؤولية والانفتاح على تجارب الآخرين من منطلق الوعي والإدراك والثقة بالنفس.
المسار التربوي والتعليمي يتلخص بالعمل على رفع مستوى العملية التربوية والتعليمية، والتخطيط لإعادة بناء الإنسان منذ ولادته بالتعاون المثمر بين الأسرة والمدرسة والجامعة والهيئات الاجتماعية، القائم على إيجاد المعلم الكفؤ والمدرس القدوة، والمناهج ذات الكفاءة العالية ومعالجة الاختلالات الواضحة في البيئة التعليمية والتربوية التي أسهمت في زيادة حدة المشاكل الإجتماعية واستفحالها.
(العرب اليوم)
ومن هنا يتحتم علينا في الأردن الإستفادة من التجارب المجاورة، والبحث عن صيغ جديدة قادرة على تطوير الأداء الجمعي، والإسهام في التمكين المجتمعي الشامل على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعلمية، من خلال جملة من الخطوات والمسارات العريضة.
نقطة البدء ينبغي أن تتمثل بالبحث عن مربع الانطلاق الأول الذي يتشكل من الاتفاق على الثوابت والجوامع الوطنية، التي لا يسوغ إنكارها أو الاختلاف عليها، ونجعل منها مرجعية وطنية عليا، نحتكم إليها جميعًا، مهما اختلفت عقائدنا ومذاهبنا واتجاهاتنا الفكرية وانتماءاتنا الحزبية، التي تجعل المصلحة الوطنية فوق مصلحة الأحزاب والجماعات والفئات والعشائر والعائلات، والأشخاص، مهما علت منازلهم أو اتسع نفوذهم.
الخطوة الثانية تتمثل بالتوافق على قواعد اللعبة السياسية بمنتهى الوضوح والصراحة والشفافية، قبل الشروع بالعملية السياسية، وقبل الشروع بالانتخابات والذهاب إلى صناديق الاقتراع، وينبغي أن يكون هذا التوافق مكتوبًا، ومنظمًا وفقًا لبرنامج زمني محدد، بعيدًا عن معاني الضبابية والغموض، وتخلو من الثقوب السوداء التي تلتهم جهود الإصلاح، والتي تشكل ملاذا للنوايا السيئة أو ملجأ لمحاولات الالتفاف على التوافق الشعبي السياسي العام، الذي يمكن تحقيقه عبر مؤتمر وطني عام، يحظى بالتمثيل الواسع، الذي تشارك به كل الأطراف بلا استثناء.
الخطوة الثالثة تقتضي إيجاد أطر وطنية جديدة، أكثر اتساعا وأكثر مرونة وأكثر قدرة على جذب الكفاءات الوطنية النظيفة، واستيعاب الخبرات والتخصصات العديدة التي لا تجد ضالتها في الأحزاب القائمة، والأطر التقليدية، من أجل تحقيق مشاركة شعبية واسعة أعمق حضورا وأكثر فعالية في معالجة الأحداث، وأكثر قدرة على التأثير في مسارات الحكومات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، من خلال الانخراط الإيجابي في المواقع القيادية ومواقع التأثير والتوجيه، وتعمل على تحقيق التمكين المجتمعي الحقيقي.
الخطوة الرابعة تتمثل بتهيئة الفرصة أمام الشباب، والأجيال الجديدة للانخراط في الهم الوطني العام، وضرورة امساكهم زمام المبادرة، وتمليكهم قيم الثقافة الإيجابية، التي تغرز لديهم حب العمل والإنجاز ورفعة شأن الوطن، وتجنبهم مزالق العنف والتعصب المقيت، ومغادرة مربع المناكفات السياسية، والصراعات الدينية والمذهبية والعشائرية والجهوية، وبذل الجهود للارتفاع بمستوياتهم العلمية والمهنية والإبداعية.
المسار الفكري يتمثل بتبني مفهوم الإسلام الصحيح، الذي يشكل الإطار الحضاري الواسع للأمة، ويمثل المرجعية القيمية العليا، التي توجه العقل وتزكي النفس، وتوحد الأمة، وترسخ معاني التسامح والتعاون على معاني البر والتقوى، وتحارب النزعات التفريقية، والعصبيات الجاهلية، وترسي معاني الحوار الراقي، والجدال بالتي هي أحسن، وتستأصل شأفة العنف والتطرف، وتحارب منطق الوصاية على عقول البشر وأفكارهم، والعمل على إيجاد الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس الحرية والعدالة والمساواة والمواطنة الصالحة، وتوزيع الثروة، واقتصاد االكفاية، ومحاربة الفقر والعوز والبطالة.
المسار الثقافي والفني الذي يتجلى بالعمل بشكل متواز على إيجاد نهضة ثقافية أدبية فنية أصيلة، تصقل الذوق والإحساس العام، وتوجه الوجدان نحو قيم الإنتماء، والعمل، وإعلاء شأن الوطن، وخدمة الناس، ونشر الفضيلة والأخلاق الرفيعة، وترسيخ قيم التعاون بين الأفراد والفئات، وتساعد على تقوية الروابط الاجتماعية، وتحارب بذور العنف والتعصب والانغلاق، في جو من الحرية والمسؤولية والانفتاح على تجارب الآخرين من منطلق الوعي والإدراك والثقة بالنفس.
المسار التربوي والتعليمي يتلخص بالعمل على رفع مستوى العملية التربوية والتعليمية، والتخطيط لإعادة بناء الإنسان منذ ولادته بالتعاون المثمر بين الأسرة والمدرسة والجامعة والهيئات الاجتماعية، القائم على إيجاد المعلم الكفؤ والمدرس القدوة، والمناهج ذات الكفاءة العالية ومعالجة الاختلالات الواضحة في البيئة التعليمية والتربوية التي أسهمت في زيادة حدة المشاكل الإجتماعية واستفحالها.
(العرب اليوم)