حكومة (الإئتلاف) في الكيان الصهيوني
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : لتشكيل المفاجئ لحكومة "الإئتلاف" عند الكيان الصهيوني, بعدما كانت الأمور تسير نحو انتخابات مبكرة, يجب أن تتم قراءته بطريقة أكثر دقة وعلمية في ظل الأوضاع غير المستقرة في المنطقة والإقليم عموماً.
دائماً, كان الكيان الصهيوني يلجأ الى حكومة "الإئتلاف" في ظروف حرجة وخطيرة يمر بها, وغالباً ما كانت نتيجة تفكير متقارب ومشترك لدى القادة الصهاينة في مستقبل الكيان, وجدية التحديات المحيطة به, ونتيجة للإحساس الجمعي لديهم بالخطر المشترك, وبشكل أكثر دقة وغالباً ما كان التشكيل يسبق قيام حرب ما, هو طرف رئيسي ومحرك فيها.
الأوضاع التي تحيط بالكيان متغيرة بمجملها ومقلقة وغير مستقرة, فهناك تغيّر سياسي كبير يجرى على الساحة المصريّة, وما زال مستقبل هذا التغيير غير واضح المعالم, فانتخابات الرئاسة المصرية, تشكل عنق الزجاجة للشعب المصري أولاً, وللمنطقة كلها ثانياً, فهناك محاولات محمومة تنفذها أطراف خارجية ومصرية داخلية من أجل التأثير في الخيار المصري, ويتضح تماماً أن أمريكا و"إسرائيل", وأصدقاءهم في العالم العربي وبقية دول العالم يتمنون أن يحافظ رئيس مصر المقبل على استمرار وتيرة السياسة المصرية ويحول دون الانقلاب الجذري في السياسة المصرية الخارجية الذي ربما يكون له عواقب كبيرة على مخطط المنطقة الاستراتيجي.
وفي سورية, ما زال الدم والعنف, ولغة القتل الجماعي هي سيدة الموقف, وما زالت الاحتمالات مفتوحة على كل الاتجاهات وهذا يشكل قلقاً مضاعفاً للكيان الصهيوني حول جبهة الجولان الآمنة طوال خمسة وأربعين عاماًُ من الأمان والحماية الصارمة, اضافة الى ما يجرى في كل الدول العربية.
أمّا التحدي الآخر فهو مشروع (إيران النووي) وهذا المشروع يعد تحدياً استراتيجياً لا تهاون فيه لدى الكيان الصهيوني, وتشترك معه في هذه الرؤية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على الإجمال.
ربما يكون الحل بإعادة خلط الأوراق جميعاً, وإدخال المنطقة في أتون الحرب والفوضى, علماً بأن العرب جميعاً غير مستعدين للحرب, وغير مستعدين لهذا التغيير المفاجئ, وغير قادرين على التعامل مع المستجدات المقلوبة بفعل الكيان الصهيوني, وربما يشكل ذلك إعاقة لثورة الشعوب العربية, ومنعها من أن تكون صاحبة مفتاح التغيير وفرض خطوط المواجهة وامتلاك زمام المبادرة, وإعطاء فرصة للأنظمة العربية المترهلة بإعادة بناء نفسها من جديد والإمساك بخيوط اللعبة الداخلية في ظل الحرب وبسط الأحكام العرفية, على كل حال هذا مجرد تفكير وإثارة حوار حول القضية.
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم
دائماً, كان الكيان الصهيوني يلجأ الى حكومة "الإئتلاف" في ظروف حرجة وخطيرة يمر بها, وغالباً ما كانت نتيجة تفكير متقارب ومشترك لدى القادة الصهاينة في مستقبل الكيان, وجدية التحديات المحيطة به, ونتيجة للإحساس الجمعي لديهم بالخطر المشترك, وبشكل أكثر دقة وغالباً ما كان التشكيل يسبق قيام حرب ما, هو طرف رئيسي ومحرك فيها.
الأوضاع التي تحيط بالكيان متغيرة بمجملها ومقلقة وغير مستقرة, فهناك تغيّر سياسي كبير يجرى على الساحة المصريّة, وما زال مستقبل هذا التغيير غير واضح المعالم, فانتخابات الرئاسة المصرية, تشكل عنق الزجاجة للشعب المصري أولاً, وللمنطقة كلها ثانياً, فهناك محاولات محمومة تنفذها أطراف خارجية ومصرية داخلية من أجل التأثير في الخيار المصري, ويتضح تماماً أن أمريكا و"إسرائيل", وأصدقاءهم في العالم العربي وبقية دول العالم يتمنون أن يحافظ رئيس مصر المقبل على استمرار وتيرة السياسة المصرية ويحول دون الانقلاب الجذري في السياسة المصرية الخارجية الذي ربما يكون له عواقب كبيرة على مخطط المنطقة الاستراتيجي.
وفي سورية, ما زال الدم والعنف, ولغة القتل الجماعي هي سيدة الموقف, وما زالت الاحتمالات مفتوحة على كل الاتجاهات وهذا يشكل قلقاً مضاعفاً للكيان الصهيوني حول جبهة الجولان الآمنة طوال خمسة وأربعين عاماًُ من الأمان والحماية الصارمة, اضافة الى ما يجرى في كل الدول العربية.
أمّا التحدي الآخر فهو مشروع (إيران النووي) وهذا المشروع يعد تحدياً استراتيجياً لا تهاون فيه لدى الكيان الصهيوني, وتشترك معه في هذه الرؤية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على الإجمال.
ربما يكون الحل بإعادة خلط الأوراق جميعاً, وإدخال المنطقة في أتون الحرب والفوضى, علماً بأن العرب جميعاً غير مستعدين للحرب, وغير مستعدين لهذا التغيير المفاجئ, وغير قادرين على التعامل مع المستجدات المقلوبة بفعل الكيان الصهيوني, وربما يشكل ذلك إعاقة لثورة الشعوب العربية, ومنعها من أن تكون صاحبة مفتاح التغيير وفرض خطوط المواجهة وامتلاك زمام المبادرة, وإعطاء فرصة للأنظمة العربية المترهلة بإعادة بناء نفسها من جديد والإمساك بخيوط اللعبة الداخلية في ظل الحرب وبسط الأحكام العرفية, على كل حال هذا مجرد تفكير وإثارة حوار حول القضية.
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم