jo24_banner
jo24_banner

بكل الحزن تلقيت نبأ تشكيل الحكومة

د. منتصر بركات الزعبي
جو 24 :
 
 

السلامُ عليكَ أيُها الشعبُ الأردنيُّ الصابرُ المرابطُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ وبعدُ :
بفارغِ الصبرِ ،تلقيتَ يا شعبي َ الأبيَّ نبأ رحيل حكومةِ الرزاز الهالكة ،غيرِ المأسوفِ عليها بعد معاناةٍ وصراعٍ ،أحدثه أداؤها السياسي والاقتصادي والأمني المخجل والمعيب .
وببالغِ الحزنِ والأسى ,تلقيتَ نبأ التشكيلةِ الحكوميَّةِ الفاجعِ ,والمخيِّبِ للآمالِ ,الذي أبقى الغُصَّةَ في اختيارِ الوزراءِ على أساسِ الكفاءةِ السياسيةِ والجدارةِ هي المعيار ُ,هو محضُ خرافة ,يستمرؤها الناسُ ويَلَذُّ لهم سماعُهَا ,ولكنَّها على أرض الواقع محض خيال .
لقد كانَ أمامَ الحكومةِ فرصةٌ ذهبيةٌ ,لاستعادةِ الثقةِ ,التي هي المفتاحُ الذهبيّ لنجاحِ أيِّ حكومةٍ ،لو أحسنَ رئيسُ الحكومةِ "بشر الخصاونة"اختيارَ الوزراءِ ,بعيدًا عن المحاصَّةِ والترضيات ،ولكن أنّا له ذلك.
إنها بحق حكومة استنساخ وتدوير بامتياز ,ألقت بآمال وطموحات الشعب الأردني في مهب الريح ,المركبة الفضائية إذا أرادت أن تتخلص من الجاذبية ,أطلقت صاروخا للدفع ,فنحن بأمسَّ الحاجة إلى من يدفع المسيرة لا إلى من يعيدها إلى الوراء .
ما أودُ الإشارةَ إليه ,هو الضعفُ المخجلُ لشخصيّةِ الحكومةِ الجديدو ،وافتقادُها لمقوماتِ فرضِ احترامِها لدى الشعبِ الأردنيِّ ،ولستُ مبالغاً إنْ وصفتُ الحكومة بأكبر من هذا الوصف في ما يتعلّق الأمر بما تمتلكه من شخصيّة تتّصف بالهشّاشة ،وأقرب ما تكون إلى ألأمية السياسية إذا جاز الوصف .
وبالنظر إلى وزرائها فسنجد جُلّهُم قدموا عبر حكومات فاشلة وعاجزة وخائبة من المنتمين الى مدرسة التكنوقراط و"الديجتال" او الذين توارثوا المناصب الرسمية ،أو هبطوا بالبراشوت من دون أن يكون لهم اي حيثية سياسية وطنية ،والمثل يقول: (اللي يجرب المجرّب عقله مخرّب!)
ألم يئِن الأوان لعهدٍ ونهجٍ جديد ؟ ففشلُ حكوماتِ "العهدِ القديمِ" أصبحَ عبئًا كبيرًا ,والتكلفةُ أصبحت عاليةً جدًا .
وبهذه الفاجعة الأليمة أبعث لكل الشعب الأردني أحرَّ التعازي وأسمى آيات المواساة , وكلُّ مشاعري تشاركه الحزن والمصاب , لتقديري بعظيمِ الصَدْمَةِ والفَجِيعَةِ لشعبٍ فقدَ ثِقَتَهُ بنظامه السياسي .
أفهكذا تبقى الحكــومة عَنــدَنا كَلِمًـــا تُمَوَّه لِلْوَرَى وتُزَخْــــرَفُ
كَثُرَت دوائِرُهـا وَقَلَّ فِعْلُـــــها كالطَّبلِ يَكبُرُ وهو خـالٍ أجـوفُ
كَمْ سَاءَنَا مِنْهَا ومِنْ وُزرَائِــهَا عَمَلٌ بِمَنْفَعَةِ المُواطِنِ مُجْـِحـفُ
لكَ اللهُ يا شعبي الأردنيّ , أعزِّيك بهذا المصاب الجلل ,وأرجو من الله العلي القدير أن يجعلك من الصابرين قال الله تعالى:(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*ُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّـــــهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
تابعو الأردن 24 على google news