كورونا.. عبث الفحوصات العشوائية وجحيم انتظار النتائج!
جو 24 :
خاص_ في ظل جائحة كورونا، وتزايد أعداد الإصابات بالعدوى، وتطورات الوضع الوبائي المتسارعة.. من البديهي أن يتساءل المواطن: ماذا لو أصبت بالمرض؟ ما هو السيناريو الذي سيفرض نفسه على مجريات الأحداث وفقا للمعطيات الراهنة على أرض الواقع؟!
دعونا نتتبع السيناريو المهيمن، وفقا لما مر به مواطنون انتقلت إليهم العدوى، وآخرون اشتبهوا بذلك نتيجة فقدان حاسة التذوق، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو غير ذلك من أعراض قد تدل على إصابتهم بالفيروس..
الخطوة الأولى، منطقيا، هي قيام الشخص المصاب، أو المشتبه بإصابته، بالتواصل مع الجهات المعنية، ومن ثم انتظار وصول فرق التقصي الوبائي، التي ستقوم بإجراء الفحوصات، وبعد ذلك يتحدد كل شيء، استنادا إلى نتيجة الفحص.
الحالات التي رصدتها الأردن24 مضى على الاشتباه بإصابتها بالعدوى نحو خمسة أيام، ومازالت في انتظار نتائج الفحوصات.. ماذا يعني ذلك؟
وفقا للمعطيات فإن نتائج الفحوصات التي تجريها فرق التقصي الوبائي يحتاج ظهورها إلى وقت يتراوح من يومين إلى أسبوع.. أي أن المشتبه بإصابتهم سيمارسون حياتهم الطبيعية، ويختلطون بالناس لفترة قد تصل إلى أسبوع كامل، قبل أن يعرفوا ما إذا كانوا مصابين بفيروس كوفيد_19 أم لا، خاصة وأن معظم المصابين لا تظهر عليهم الأعراض..
تخيل مدى احتمالية أن تنقل حالة مشتبه بإصابتها العدوى إلى الأسرة والحي والأصدقاء والأقارب ومكان العمل والمقهى و.... الخ، قبل ظهور نتيجة الفحص؟! ولا ننسى أن فرق التقصي الوبائي تجري آلاف الفحوصات يوميا، تستغرق نتائجها أحيانا أسبوعا كاملا قبل أن تظهر، لتبدأ إجراءات العزل!
السؤال هنا، ما هي ضرورة وجدوى كل هذا التوسع في إجراء الفحوصات، مادامت النتائج تستغرق كل هذا الوقت؟ ما هي الحكمة من إجراء عشرات آلاف الفحوصات إذا ما كانت الإصابات ستتضاعف بالعشرات خلال الوقت الذي تحتاجه النتائج للظهور؟!
أليس الأولى هو مواءمة عدد الفحوصات اليومية مع القدرة على إصدار النتائج خلال ساعات، كما هو الحال في القطاع الخاص، وبالتالي التمكن من عزل من تثبت إصابتهم فورا، عوضا عن تركهم يخالطون الناس لعدة أيام، قبل معرفة ما إذا كانوا مصابين أم لا؟
تجميع العينات بهذا الكم العشوائي، دون معرفة النتائج في الوقت المناسب، له أيضا آثاره السلبية على الأسر والعائلات التي يشتبه بإصابة أحد أفرادها.. ناهيك بخطر احتمالية العدوى الذي سيتضاعف مع مرور الوقت.. هذا إلى جانب إضاعة الوقت والجهد الاستثنائي الذي تبذله فرق التقصي الوبائي، دون جدوى عمليا.
جهد جبار تبذله هذه الفرق، حيث يجري كل موظف يعمل فيها ما بين 250_ 300 فحص يوميا، يغير في كل مرة كمامته وقفازاته والأفرهول الذي يستخدمه لفحص كل حالة.. يصلون الليل بالنهار وهم يعملون بلا كلل أو ملل.. ولكن جهودهم التي تستحق كل الإحترام والتقدير تسفك على مذبح العبث واللاجدوى، وكأننا بهذا الكم من الفحوصات، دون نتائج في الوقت المناسب، نقوم فقط بممارسة الضحك على أنفسنا!