تنزيلات الحكومة في موسم الكورونا.. خصم 15٪ مقابل التعليم عن بعد!
جو 24 :
تامر خرمه_ بعد إصرارها على قرار استمرار التعليم عن بعد حتى نهاية الفصل الدراسي، رغم غياب أية إمكانية واقعية لهذه المقاربة، قررت الحكومة الاكتفاء بإلزام المدارس الخاصة بتخفيض رسومها بنسبة 15٪ فقط!
15 بالمئة هي كل ما "تكرمت" به الحكومة في "مراعاتها" لأوضاع الناس، وكأنها بهذا "البذخ" تلزم المدارس الخاصة بالفيض بكرم حاتمي لا مثيل له! هل ترى إلى أين وصل الاستخفاف بعقول الناس وهمومهم؟!
النسبة التي قررت الحكومة أنها "مناسبة"، بل ربما ذهبت للاعتقاد بأنها صرخة "تنزيلات" في موسم الكورونا، لا تقترب حتى من تغطية الكلف التشغيلية، من مواصلات وكهرباء ومصاريف أنشطة لامنهجية، وغيرها مما سيوفره أصحاب المدارس الخاصة، بعد فرض سياسة التعليم الإفتراضي.
ولا ننسى الكلف الإضافية التي سيكون على أولياء الأمور تحملها لضمان عدم انقطاع أبنائهم عن العملية التعليمية، من أجهزة حاسوب وحزم إنترنت، خاصة في ظل رداءة جودة المنصات التعليمية الإلكترونية المتاحة!
هكذا، بكل بساطة، قررت الحكومة أن فائض توفير الكلف التشغيلية للمدارس، مضافا إليه تغطية المصاريف الإضافية التي سيتحملها الأهالي لتوفير إمكانية متابعة الدروس عبر الإنترنت، وكل تبعات عدم إرسال الطلبة إلى مدارسهم، تساوي 15٪ فقط من قيمة الرسوم المدرسية!! حسبة ستدهش جهابذة الرياضيات، وتصفع منطق باسكال وفيثاغورس!
المضحك، أن بعض المدارس الخاصة كانت قد عرضت على أولياء الأمور قبل إعلان القرار الحكومي تخفيض قيمة رسومها بنسب تتجاوز ال 25٪، ولكن الحكومة بهذه الخطوة، المنحازة كالعادة لرأس المال، دفعت إلى التراجع عن هذه المبادرة، لتظهر حكومة الخصاونة حرصها على زيادة أرباح المدارس الخاصة، دون مبرر، أكثر من حرص أصحاب هذه المدارس أنفسهم!
القرار الحكومي المتعلق بهذه المسألة لا علاقة له بالعدالة على الإطلاق.. هذه النسبة الخجولة أدنى حتى من أن توصف بالمتواضعة، ومن غير المعقول التمسك بها.
وما ينطبق على المدارس الخاصة ينطبق أيضا على الجامعات.. فبأي حق يكون الطلبة ملزمون بدفع رسوم فلكية للجامعات الخاصة، أو مقابل التعليم الموازي، وهم يتلقون تعليمهم في بيوتهم؟!
هذا إلى جانب غياب الإمكانيات الواقعية لجعل التعليم الافتراضي مجديا أساسا، فليس كل طالب في مدارس المملكة وجامعاتها لديه إمكانية الحصول على جهاز خاص به، وشراء حزم إنترنت بما يكفي لتعويض رداءة الخدمة المرتبطة بالمنصات التعليمية، ناهيك بالافتقار إلى الدراية الكافية بأساليب التعليم عن بعد!