كتاب مستشفى الجامعة.. اسقط قلبي عند قدمي!!
حاتم الأزرعي
جو 24 :
بين يدي صورة عن كتاب متداول، صادر عن إدارة مستشفى الجامعة الأردنية، بتاريخ ٢٠٢٠/١٠/٣١ موجه الى"السادة الدفاع المدني المحترمين"، ولست مهتما بشكل المخاطبة بقدر اهتمامي بابعاد مضمونها ودلالاتها والمؤشرات التي تنطوي عليها. فقد ورد في نص الكتاب، اعتذار المستشفى عن"استقبال اي حالة طارئة او حرجة بسبب عدم توفر أسرة عناية حثيثة مركزة وعدم توفر أجهزة تنفس اصطناعي.. وامتلاء غرف الإنعاش في الطوارئ ووجود انتظار طويل وامتلاء وحدات الكورونا".
وعليه فإن إدارة الجامعة طلبت "تحويل جميع الحالات الحرجة والأعراض التنفسية وكبار العمر وحالات اعراض الجهاز التنفسي إلى مستشفيات اخرى". فيما يشير المستشفى تحت عنوان ملاحظة انه "لا يستقبل حالات المرضى اللذين يعانون من اعراض لأمراض الجهاز التنفسي المؤمنين على حساب وزارة الصحة".
هنا انتهت الاقتباسات من الكتاب لتبدا دوامة الأسئلة وأولها هل الكتاب المتداول على نطاق واسع حقيقة صادر عن إدارة مستشفى الجامعة الأردنية، ام انه مفبرك؟ وكم كنت اتمنى ان يكون الكتاب مفبركا ، ولماذا نخاف من صحة الكتاب؟.
يوم أمس، نام الشعب الأردني مغموما مغبونا، على وقع ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا ليقارب ستة آلاف، على طريق "المجهول" الذي بشرنا به وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات.
والسؤال الملح الذي يطرحه مضمون الكتاب، اذا كان مستشفى الجامعة الاردنية وهو من أكبر مستشفياتنا التعليمية التحويلية وواحد من أهم ركائز نظامنا الصحي رفع الراية البيضاء واعلن استسلامه من الجولة الأولى للصراع مع وباء كورونا، فما هو حال بقية المستشفيات في القطاعات الأخرى؟؟، وهل سنشهد المزيد من رفع هذه الرايات؟ ونعلن على رؤوس الاشهاد هزيمتنا أمام الفيروس اللعين!.
ويدق ما آل اليه وضع مستشفى الجامعة الاردنية كما عبر عنه مضمون الكتاب جرس إنذار مبكر لا بد أن تصغي اليه الحكومة وان تتحرك بأقصى سرعة لتدارك الأمر حتى لا يسبقها الفيروس إلى بقية المستشفيات فيغلق أبوابها في وجه ضحاياه ويرفع على جثثهم رايات النصر!.
ولعل ما هز كياني في الكتاب إلى حد لا أجد فيه الكلمات المناسبة لوصفه، ما تضمنه من إغلاق الباب في وجه كبار السن عندما طلب إلى الدفاع المدني عدم احضارهم للمستشفى ونقلهم إلى مستشفيات أخرى، فكيف يتجرأ المستشفى ان يغامر بحياتهم وهم الأولى بالاستقبال والحصول على رعاية عاجلة لا تحتمل التأجيل لإنقاذ حياتهم وعدم الدخول في دوامة البحث عن سرير عندما تكون حياتهم في خطر والفاصل بين الموت والحياة يقاس بالدقائق، ولا ابالغ في ذلك.
وللحقيقة فأنني لم أفهم السر الكامن في رفض المستشفى استقبال المؤمنين على حساب وزارة الصحة ممن يعانون من اعراض لأمراض الجهاز التنفسي، فأي انتقائية في استقبال المرضى وعلاجهم! وما هو موقف الوزارة؟ اتقبل الاستقواء على المؤمنين صحيا لديها؟! .
اكتب بحبر الألم والوجع، يحدوني الأمل ان يكون الكتاب محض كابوس تبدده إدارة مستشفى الجامعة وهي تنفي وجوده وتؤكد انه مفبرك "لغاية في نفس يعقوب"، لكن توضيح إدارة مستشفى الجامعه صدمني إذ أكد ان الكتاب فعلا صاد عنها، لتبقى دلالاته كابوسا مرعبا!