jo24_banner
jo24_banner

النداء الأخير.. نداء إنعاش القلب.. والموت خنقا في جنح الظلام

حاتم الأزرعي
جو 24 :



"بدأنا نسمع النداء الأخير.. نداء إنعاش القلب مرة.. وعشر مرات في المناوبة الواحدة" بهذه الشهادة الحية الميدانية من داخل أقسام العزل لعلاج المصابين بفيروس كورونا يصف احد أطباء الإقامة في مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي الحال السيء الذي وصل اليه انتشار المرض وحجم معاناة المرضى وذويهم وانحباس الأنفاس والموت القاسي في "ظلمات المستشفيات" بعيدا عن الاهل.

وتحفل منصات التواصل الاجتماعي بشهادات حية ميدانية لأطباء وطواقم صحية ومرضى يعبرون فيها عن مدى جدية المرض وانتشاره وخطورته وآثاره الجسدية والنفسية من واقع المعايشة الفعلية الواقعية وما تقع عليه عيونهم من صور ومشاهد تقطع نياط القلب وتعبر عن عمق المأساة.

ورغم الشهادات الحية، وأرقام الاصابات والوفيات اليومية الآخذة في التزايد، ما زال البعض يشكك بوجود المرض اصلا ومن هؤلاء من يعرف انه واقعا حقيقيا لكنه ينكره ليبرر استهتاره ولااباليته.

واذا كنت أجد أعذارا للمشككين بوجود المرض فإنني استغرب حالة المصابين به والطامة الكبرى انهم يقللون من جدية خطورة المرض تحت ذريعة انهم لا يشعرون بأي اعراض، فلا يعزلون انفسهم ويصولون ويجولون ويشاركون في الأفراح والاتراح ويتنقلون من مكان لآخر دون أدنى احساس بالمسؤولية تجاه المجتمع او حتى اقرب الناس لهم داخل أسرهم.

وهؤلاء ممن رحمهم الله بأعراض طفيفة أو حتى معدومة، يشكلون نموذجا سلبيا معيقا لجهود المكافحة، بتقديم شهادات مجافية لتلك إلتي يقدمها من يكتوون بنار المرض وقسوته والأطباء والكوادر القائمة على رعايتهم وعلاجهم في المستشفيات بظروف عمل سيئة قاسية باتت تشكل كابوسا يؤرقهم في صحوهم ونومهم على حد سواء.

وفي ظل المشهد القاسي المرعب يبدو أن الجهات الرسمية المعنية ما زالت تمضي قدما باتجاه إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في العاشر من الشهر الحالي مصرة على الدخول في دوامة "المجهول" الذي يخشاه وزير الصحة.

ويحمل الناس وجهة نظر تجاه إجراء الانتخابات أقرب إلى المعلوم منها إلى المجهول الذي يتبناه الموقف الرسمي ممثلا بوزير الصحة الذي نحترمه بالتأكيد وما زلنا نثق به ونتمنى أن تكون ثقتنا في محلها.

ولأن النكتة تولد من رحم المعاناة، فقد ابدع شعبنا في إطلاق نكات لاذعة تعبر عن حالة الضيق والاختناق وهو نزوع غريزي للحياة في مواجهة الموت، والأمل في مواجهة الألم، والحب مقابل الكراهية.

ويرى الناس بمنهى الوضوح أثر الانتخابات على انتشار الوباء، ويتناولونها بنقد لاذع ورسموا "خطة يوم الانتخابات" :
"بتصف على الدور وسط الازمة بتوخذ كمية فريش فايروس بتروح تشتري أغراض الحظر بتوزع كمية من الفيروس في المحال وبين روادها بترجع للبيت بتنشر الفايروس وبتكمل نشر خلال سهرة الوداع مع الاهل والاصدقاء والجيران قبل الحظر، 4 ايام بكون فترة الحضانه انتهت و بتنطلقوا على دوامكم تكملوا نشر عدوى المرض".

هكذا يرى الناس سيناريو الانتخابات في ظل الوباء، ويبدو انهم لا يعيرون اي اهتمام لتطمينات الهيئة المستقلة للانتخابات بأنها ستتخذ الإجراءات الصحية للوقاية ومنع العدوى، وكيف يثقون وهم يرون الحبل على الغارب في الحملات الانتخابية التي تشهد احتفالات الدبكة يدا بيد وكتفا إلى كتف وتصدح حناجرهم بالغناء والهتاف وعذرا "التفتفه" والله اعلم كم تحمل من فيروسات الموت.

ما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ويقال في المجالس واحاديث الناس في السر والعلن يؤكد ان إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في ظل انتشار الوباء وتفشيه غير مرغوب ومكروه، ويؤكد الكثيرون انه اشبه" بأنتحار جماعي" ويطرحون السؤال : لماذا لا يؤجل موعد إجراء الانتخابات، ويقام هذا العرس بفرح، لا ان يفتح أبواب الجحيم وبيوت العزاء؟!. فهل يعاند (بضم الياء وفتح النون) الرأي العام السائد، وتجرى الانتخابات في موعدها وتلقى اقبالا ضعيفا على صناديق الاقتراع لا يليق بانتخابات ديمقراطية حرة نزيهة ؟!.
 
تابعو الأردن 24 على google news