jo24_banner
jo24_banner

وزير الإعلام.. اللي بيته من "قزاز" ما يرمي الناس بحجار

حاتم الأزرعي
جو 24 :

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام علي العايد :" إن جائحة كورونا أظهرت أهمية إستثمار تطور وسائل الإعلام والاتصال وتوظيفها لخدمة المجتمعات".

هذا التصريح لوزير الدولة لشؤون الإعلام، مضحك ومبكي في نفس الوقت، واستغرب هل احتاجت الحكومة التي ينطق العايد بلسانها لكارثة بحجم جائحة كورونا لتدرك أهمية وسائل الإعلام ودورها في خدمة المجتمعات؟!.

اما اذا كان العايد يعرف ويدرك مدى أهمية هذه الوسائل ودورها، لكنه هنا يقصد "استثمار" تطورها، فالمصيبة اكبر، ويعنى ذلك انه "غايب فيله" فلدينا وسائل اعلام واتصال قطعت شوطا طويلا على طريق التطور والتحديث، شكلا ومضمونا.

ولربما نجد عذرا، لإصدار مثل هذا التصريح، لاي وزير آخر غير وزير الإعلام، الذي نفترض جدلا انه الأكثر دراية ومعرفة والماما بأهمية وسائل الإعلام والاتصال ودورها، وانه يدرك مدى التطور الكبير الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة.

ونفترض جدلا ان وزير الدولة لشؤون الاعلام يعرف ان في مملكتنا العزيزه جيشا من الكفاءات الاعلامية، وأن العديد منهم هربوا او اضطروا واجبروا للهرب بحثا عن فضاء أرحب لحرية الكلمة، وحققوا نجاحا باهرا، وتبوأوا مكانة رفيعة في وسائل الإعلام التي يطلون علينا من خلالها.

ولسنا هنا بحاجة، لأن نتحدث عن أهمية وسائل الإعلام والاتصال ودورها في تطور المجتمعات، وتسريع عملية التنمية الشامله، فهذه أبجدية يدرسها طلبة الإعلام في السنة الأولى، وبات الجميع في الوقت الراهن يعرفونها لا بل يؤمنون بها، اما وزير إعلامنا فقد اكتشفها اليوم على وقع تفشي الوباء والانتشار المريع لجائحة كورونا!! فيا لهول هذا الاكتشاف الذي لم يسبق اليه وزيرنا احد من قبل!!

وهنا أود أن اسأل الوزير العايد، ألم تكتشف بعد هذه المدة من وجودك في هذا الموقع المتقدم كوزير دولة لشؤون الإعلام ما هو أهم، وداخل بيتك في المؤسسة الاعلامية الرسمية، والمتمثل في غياب الإعلام عن وزارات الدولة ومؤسساتها، واختفاء الناطقين باسمها؟؟ وألم تكتشف بعد، كل هذا الفراغ الاعلامي الذي ولد حالة فريدة من التخبط والتضارب في التصريحات وخلق بيئة لانتشار الاشاعة، التي باتت تسابق انتشار الوباء وتسبقه بمسافات شاسعة؟؟.

وللحقيقة، فإن الدولة الاردنية، وعلى مدى السنوات الماضية، قد أولت الإعلام الرسمي في الوزارات والمؤسسات، جل الاهتمام والعناية وحرصت على تأهيل الناطقين الإعلاميين، والحقتهم في دورات تدريبية داخل المملكة وخارجها، وبرز ناطقون اعلاميون متميزون، حققوا نجاحا في التواصل مع وسائل الإعلام وشكلوا تجربة ونواة جيده لإعلام رسمي قابل للحياة وخدمة المجتمع.

لكن وللأسف الشديد، فقد تم اغتيال التجربة الناجحة، والاجهاز على المولود الحديث، على أيدي وزراء لا أجد العبارة المناسبة لوصفهم، وأقل ما يمكن أن يقال انهم يجهلون أبجدية أهمية وسائل الإعلام والاتصال ودورها في خدمة المجتمع وتطوره، وفوتوا على الوطن فرصة ثمينة لاستثمار كلف الدولة واضاعوه هباء منثورا .

باختصار، مطلوب ان يكتشف وزير الدولة لشؤون الإعلام، سريعا وقبل فوات الأوان، هذا الخواء الاعلامي، في الوزارات والمؤسسات الرسمية، وأن يبادر إلى إعادة بناء اعلام حكومي مهني مدرك لدوره، ليسهم في بناء المجتمع وتطوره، ودفع عجلة التنمية الشامله قدما إلى الأمام.

ومطلوب اليوم، اكثر من اي وقت مضى، أن يكف وزير الدولة لشؤون الاعلام عن محاصرة وسائل الإعلام والتعامي المقصود عن دورها، حتى لا ينطبق عليه المثل القائل :"اللي بيته من قزاز ما يرمي الناس بحجار".
 
تابعو الأردن 24 على google news