2024-11-18 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الطبخ في عمّان والسكب في رام الله

د.امديرس القادري
جو 24 :

ولكن ، وحتى يكون الكلام واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار ، فإننا نود التأكيد مجدداً على أن وزير الخارجية الأمريكي السيد جون كيري لن يحصد في نهاية جولته الأخيرة في المنطقة سوى السراب لأنه يواصل الهرولة وراء الوهم والأحلام ، وعليه ، فإن كل الأخبار والتسريبات التي خرجت بعد اللقاءات العديدة التي عقدها مع المسؤولين الفلسطينيين ، والأردنيين ، والتي أجمعت على حدوث إختراقات هامة إيجابية على صعيد جبهة المفاوضات المتجمدة والمتعثرة ، ما هي إلا محاولة فاشلة ، ومكشوفة ، وبائسة ، ولا هدف لها إلا إعادة ترويج الكذب الأمريكي على شعبنا ، وعلى مفاصل ومحاور قضيته العادلة ، فجهود السيد كيري في النهاية لن تبتعد ولن تحيد قيد أنملة عن مواقف وسياسات بلاده المعادية والمتنكرة لحقوق شعبنا ، والمنحازة قلباً وقالباً لعدو شعبنا ، وهذا ما لا تريد أن تعترف به تلك الأطراف الفلسطينية والعربية الغارقة في وحل ومستنقع المراهنة على الحل الأمريكي الوهمي .
السيد كيري وفي ختام الجولة الأخيرة اكتفى بالقول : " بأن الإتفاق لا يزال في مرحلة الإعداد المبدئي " ، ونحن بدورنا نرد عليه ونقول له بأن يأخذ كامل راحته ، فلن يكون لا اليوم ولا غداً في الميدان الفلسطيني أي إتفاق ، مهما تبسم السيد الرئيس محمود عباس ، وتجهم كبير المفاوضين صائب عريقات على مختلف شاشات الفضائيات وبقية وسائل الإعلام الأخرى ، وعليه فإننا نسدي للسيد كيري نصيحة مجانية بأن لا ينسى أن يحمل معه أكاذيبه في حقائبه التي سترافقه رحلة العودة إلى واشنطن ، وفي مقدمة هذه الأكاذيب يأتي تصريحه هذا الذي أطلقه مساء الجمعة ، والذي أعلن فيه من العاصمة عمّان عن " عودة المفاوضات " بين الجانبين الفلسطيني و الصهيوني وبعد أن عاد على إحدى المروحيات الأردنية من عاصمة سلطة العبث رام الله .
السيد كيري الذي اضطر إلى تمديد زيارته السادسة التي يقوم بها ومنذ مارس / آذار الماضي للمنطقة ، أدلى بهذا التصريح الفارغ والمضحك في ذات الوقت بعد أن أجرى أولاً اتصالات مطولة مع المتعنت الصهيوني المجرم نتنياهو ، و ثانياً قام بتناول طعام " الإفطار " مع الرئيس السلس جداً عباس في عمان ليمتد الإجتماع بينهما حتى موعد السحور ، و ثالثاً أجرى لقاءات بروتوكولية موازية مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الذي لا شك في أن حكومته قد قدمت كل التسهيلات اللوجستية والمكانية لإنجاح مهمة كيري ، كل هذه الجهود الكبيرة وغير المسبوقة للسيد كيري لا تزال تصطدم بجلف وعنجهية وتعنت القاتل المجرم نتنياهو والذي يحق له أن يكون بحكم ذلك في موقع الطرف الأوضح في هذه الحلقة الجديدة من مسلسل هذا السلام الزائف الذي لن يكتب له أن يرى نور الحياة أبدا .
المضحك والمبكي في ذات الوقت يظهر ويتجلى وبأعلى درجات الوضوح في موقف القيادتين الفتحاوية أولاً ، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ثانياً ، واللتان وللأسف تصران على مواصلة خض الماء للمداراه على الضعف والوهن اللذان باتا يلفان ويسيطران على أحوالهما وأوضاعهما البائسة والمزرية ومنذ سنوات ، فهذه "القيادات " الفلسطينية وبعد إجتماع مطول مع الرئيس عباس الحنون جداً والمتلهف بشدة على عملية السلام وعلى ضرورة الدفع بها إلى الأمام مع الطرف الصهيوني ، إكتفت بالمطالبة بأن تكون حدود عام 1967 هي المرجعية الواضحة للتفاوض ، وبأن تتوقف حكومة المجرم نتنياهو عن مواصلة نشاطها الإستيطاني ، ولم تنسى قياداتنا " الباسلة والغيورة " على شعبها أن تطالب أيضا بالمزيد من الوضوح في قضية إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين ، فلا بارك الله بهكذا قيادات ، ولتنزل لعنة شعبنا وعذابات أسرانا ومعتقلينا على رؤوسهم كما نزلت حجارة السجيل على رؤوس المشركين الكافرين .
فلسطين التي ستواصل معركة الحق على الباطل هي الطرف المقرر شاء السيد كيري وكل من يلهث وراء أكاذيبه ذلك أو أبوا ، فلسطين التي تواصل القبض على جمر المبادىء سلاحاً في وجه دولارات المصالح العفنة والرخيصة التي يلوح بها كيري هي صاحبة الكلمة والأخيرة في ما ستقبل به أو ترفضه وتدوسه بأقدامها ، وهذا ما سيقرره الشرفاء والأحرار من أبناءها ، وهذا ما سيتحمل مسؤوليته رجالها المخلصين والمنتمين بصدق لعذابها ولما لحق بها من ظلم وإجرام وإغتصاب ، ولكن ، هل يستوعب السيد كيري هذه الحقيقة ؟ وهل يدرك أن مراهناته التي يقيمها على زمرة من المتخاذلين العجائز الذين وهنت أجسادهم وعظامهم وما عادوا قادرين على قضاء حاجاتهم لن تكون إلا خاسرة وفاشلة ؟ هذا ما سنذكره به في اليوم الذي سيرحل فيه عن كرسي الخارجية الأمريكية لينظم إلى نادي المتقاعدين الفاشلين من أسلافه الذين سبقوه في هذا المنصب .
المقاومة في فلسطين يا سيد كيري قد تتراجع و تنخفض وتائرها ، وقد تخبو شعلة نيرانها ، ولكن جذوتها ستظل متوقدة في نفوس وضمائر شبابها الذين على أكتافهم سيظل الأمل منعقداً ، ولا بد ولا مناص لهم شبابها في المدارس والجامعات من العودة للنزول إلى كل شوارعها في كل المدن والقرى والبلدات لتفجير وإشعال الإنتفاضة الثالثة التي ستطوي كل صفحات التخاذل والتآمر والخيانة التي يحاول أشباه الرجال في رام الله وغيرها تمريرها مقابل الفتات الرخيص الذي يحاول كيري ورئيسه أوباما أن يلقوه لهم على موائد الذل والعار التي نصبت في عمان أو غيرها من العواصم .
ختاما نقول بأن طبخة عمان محروقة ، لأن موادها الخام ومقاديرها لا تنسجم أبدا مع آمال وطموحات شعبنا ، وعليه ، فإن على الذين جلسوا واهمين على موائد الخيانة في رام الله بصحونهم إنتظاراً لعملية السكب أن يرحلوا إلى مزبلة تاريخ شعبهم الذي لن يرحمهم ، هذا هو درس الإنتصار الأول الذي طرزته وكتبته بأحرف من الدماء الطاهرة كل ثورات الشعوب التي ثارت وناضلت وحققت أهدافها في نيل الحرية والكرامة والإستقلال ، وهذا درس لا يمكن أن يستوعبه أبدا لا كيري المتصهين حتى النخاع ، ولا عباس الذي يحاول أن يكون حريص على أمن وسلامة الكيان الصهيوني أكثر من قيادته المجرمة ، بس مش عم تزبط معو ولشعبنا الفضل في ذلك !!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير