jo24_banner
jo24_banner

المساس بمعاشات الناس واحدة من المحرمات المؤبدة في العلاقة بين الاردنيين وحكوماتهم

المساس بمعاشات الناس واحدة من المحرمات المؤبدة في العلاقة بين الاردنيين وحكوماتهم
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية - بات واضحا ان نهج التأزيم في التعاطي مع ملف المعلمين ليس مرتبطا بحكومة بعينها، انما هو نهج عابر للحكومات، وهو الامر الذي يطرح سؤال الولاية العامة بكل وضوح.

في الحقيقة، لا نستطيع ان نجد مسوغا سياسيا او مهنيا واحدا، يدفع الجهات الرسمية لاضعاف المعلمين، لا يوجد ما يستدعي هذا الاشتباك وكسر العظم، وخاصة ان نشاطهم هو نشاط مهني بحت، يسعى لتحصيل حقوق عمالية لا اكثر ولا اقل، فما هو دافع السلطة او السلطات لايصال النزاع الى هذا المنعرج الخطر، الذي دفعها لتجاوز واحدة من المحرمات المؤبدة في العلاقة بين الناس والسلطة، حيث تجرأت على المساس بلقمة الخبز ومعاشات الاردنيين ومصدر دخل اسرهم الوحيد، منذ متى يجري التجاسر على دخل المواطن بهذه السهولة، وكيف يصبح مقبولا ان يجري التعامل مع المعاشات الشهرية كورقة ضغط.. الى اين وصلنا، او للدقة الى اين سنصل ؟

الاحالات على التقاعد المبكر لمعلمين بشكل انتقائي، امر لا يليق بالدولة الاردنية، ويدفع الناس بالقوة الى اطوار من اليأس غير مسبوقة وردود فعل لا يمكن التنبؤ بها. المعلم يخسر راتبه، امر يمكن ان يمر دون تبعات، وخاصة ان هذه الشريحة تخوض معركتها دون اي اسناد شعبي او نقابي او حزبي او اعلامي، ولكن ماذا سنقول اذا خسرت الدولة المعلم؟ كيف سيكون حالنا عندها ؟

هناك دول شقيقة في المنطقة، يزعجها حالة الحريات النسبية في بلادنا، و يحرجها ان المواطن الاردني -بعد سنوات من النضال والتضحية والثبات على الموقف- يستطيع دائما ان يعبر عن رأيه وينتقد نهج حكومته، هذه الدول الشقيقة، تريدنا نسخة رديئة عن واقع الحريات في مجتمعاتها، وهنا يبقى ان نسأل: ما هي مصلحتنا في التجاوب مع هذه المؤامرة التي ستضرب التوازنات الدقيقة في دولتنا، تلك التوازنات والحدود التي حافظت طوال المئة عام المنصرمة على استقرار نظامنا السياسي وارتباط الاردنيين العضوي به؟ ثم ما هي مصلحة هذه الدول "الشقيقة” في دفعنا نحو تلك الحواف الزلقة؟

على صناع القرار ان يفكروا جيدا بمآلات هذا النهج ، وخاصة ان هناك طبقة سياسية نامية في مراكز القرار باتت تأخذ تعليماتها من تلك الدول ال”الشقيقة”، وهذا امر في غاية الخطورة..

الاردن اقوى، اذا ما تجاوزنا فورا وقبل فوات الاوان هذه التخرصات واصحابها، الاردن اقوى اذا ما تماهت السلطة مع الشعب واخذت تعبر عنه وعن مصالحه وحاجاته واتجاهاته السياسية والفكرية. وبغير ذلك سنظل مسكونون بالخوف والقلق، ومرتهنون للخارج واملاءاته..
 
تابعو الأردن 24 على google news