jo24_banner
jo24_banner

سنة كورونا.. وداعا، حضروا الجرار!!

حاتم الأزرعي
جو 24 :
هدنا عام ٢٠٢٠ واتعبنا، واسلم ارواحنا لليأس والقنوط والاحباط، بما حفل به من كوارث ومصائب وتدمير وقتل ، واغتيال سياسي، وتصفية حسابات واحداث سياسية واقتصادية واجتماعية ، وازمات صحية غير مسبوقة، زلزلت العالم ولم يسلم من اذاها ما يقارب ثمان مليارات نسمه دمغ هذا العام حياتهم بالخوف والرعب والقلق والتوتر والاكتئاب وفقدان الأمل !!.

وبفارغ الصبر، ينتظر سكان الأرض ان تكف كرتهم عن دورانها بهذه السرعة، التي اصابتنا بالدوار ودوختنا حد الاعياء والاقياء، ولسان حال الناس في بلدي وحول العالم " الله يعدي هالسنة على خير" عبر النكته ، والكاريكاتير الساخر، الذي يضج بالالم والحزن والفراق والوحدة وانفصام الواحد عن ذاته، وكل أشكال المعاناة المركبة من اوجاع جسدية ومعنوية على حد سواء.

وفي كل صفحة من رزنامة هذه السنة، حدث، بل أحداث محلية وعربية واقليمية وعالمية، قلبت حياتنا رأسا على عقب،

توجها فيروس كوفيد ١٩ المستجد (كورونا)، وحملت هذه السنة اسم وليدها ، فاستحقت بامتياز ان تكون سنة " الكورونا"، كما سنة "الثلجة" وسنة "المحل" وسنة " الطاعون" وإن كنا ننسى، فلن ننسى سنة " النكبة"، وما اكثر النكبات في حياتنا!!.

ومن الصين، الأكثر إنتاجا وتصديرا لمنتجاتها، غزا الفيروس العالم، فأغلق مطارات ومصانع ومدارس وجامعات ، وشل حركة الناس والزمهم البيوت، وطالهم في عقرها ، إذ اصاب زهاء ( ٧٠) مليونا وحصد أرواح ما يقارب مليوني انسان حول العالم، والحبل على الجرار إن واصل الفيروس تقدمه ، في ظل تقهقرنا وعدم امتلاك الأسلحة القادرة على قهره وصد هجمات جحافله.

وفي رزنامة العام، يطل وجه القدس "عروس عروبتنا" شاحبا باكيا دما قبل دموع، بعد أن حلت فيها وبين أهلها، السفارة الأمريكية، واستشرت عدوى التطبيع مع الكيان الصهيوني بين عديد من الدول العربية التي حطت على مدرجات مطاراتها، طائرات عدو لدود، لا ولن ننسى ما حيينا، قنابل الموت تتساقط منها على مدننا وقرانا وبوادينا والمخيمات.

ومن بيروت، توزعت أشلاء ضحايا انفجارات المرفأ، على رزنامة العام، التي تنزف أيامها دما في دمشق وبغداد وصنعاء وطرابس، وعنفا وقهرا وفقرا ومرضا وغيابا واختفاء قصريا، في غير عاصمة عربية ادمن ساستها واستمرأوا إذلال الناس واستعبادهم وقمعهم وتكميم افواههم، دون خجل او تأنيب من ضمير او خوف من حساب !! .

وكما العالم في رزنامة العام ٢٠٢٠ كذلك الاردن، تفشى فيه الوباء ، فأغلق الفيروس متناهي الصغر، مطاراته ومصانعه ومدارسه وجامعاته وجوامعه وكنائسه،وحتى مستشفيات، واصاب اكثر من مليون ، وحصد أرواح الالاف، وسد سبل العيش، وكمم الافواه، وأصبح التباعد سيد الموقف، والتعليم والصحة وحتى الحياة الاجتماعية عن بعد (اون لاين)!!.

وشهدت رزنامة العام، تطورات مثيرة على الصعيد النقابي، إذ تم حل مجلس نقابة الأطباء واستبدل بلجنة يرأسها وزير الصحة، وأغلقت مقار نقابة المعلمين الاردنيين ، وأعتقل أعضاء مجلس النقابة، وأحيل عدد من نشطاء النقابة على التقاعد المبكر، في خطوة اقل ما توصف به انها متهورة، وتشهد نهاية العام حاليا بداية صراع مفتوح على كل الاحتمالات بين الحكومة ونقابة المحامين، كل منهما يعض اصبع الآخر، فمن يقول أخ اولا، ايذانا بالأستسلام والهزيمة؟؟.

وفي الاردن، نودع العام، غير آسفين، على ارتفاع إجمالي الدين العام الى (45 مليار دولار)، ويشكل ( 101 ) بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع معدل البطالة إلى اكثر من( 23 ) بالمئة ويرجح خبراء ومختصون ان المعدل يتجاوز ذلك بكثير.

وفي رزنامة العام ٢٠٢٠ نقرأ وفاة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك وسلطان عمان قابوس بن سعيد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم حتى وفاته ، ووفاة نجم الكرة العالمي دييغو مارادونا، واغتيال فخري زاده، المعروف بـ"أبو القنبلة النووية الإيرانية"، وقبله اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني .

وفي رزنامة العام ٢٠٢٠، تطالعنا انتخابات الرئاسة الأمريكية وفوز جو بايدن الديمقراطي على خصمه اللدود الجمهوري دونالد ترمب، وانتخابات مجلس النواب الأردني التاسع عشر، وما دار حولها من لغط شراء الأصوات بالمال الاسود، وغياب اسماء بارزة افل نجمها، وصعود نجم ٩٨ نائبا جديدا حلوا تحت القبة، التي غاب عنها النائب السابق يحيى السعود، الذي خطفه الموت في حادث مؤلم قبل موعد الاقتراع بأيام معدودة.

تفصلنا عن نهاية هذه السنة أياما معدودة، وحضر الناس الجرار لكسرها خلف شؤمها، وتبشرنا الحكومة على لسان رئيسها بشر الخصاونه بأننا سنتجاوز الأزمة الصحية وننطلق إلى" رحاب التقدم والتطور والنمو الاقتصادي وتحقيق المزيد من الرفاه والتقدم لمواطننا ".، ويعدنا رئيس مجلس النواب المحامي عبدالمنعم العودات بأن " هناك توجها نيابيا لاجتراح نهج جديد في العمل البرلماني لتغيير الصورة النمطية للمجلس"، فهل نرى مجلسا يعبر عن هموم الناس وتطلعهم لغد اكثر إشراقا؟؟ نحلم!! هل يتحقق الحلم؟؟.

مع بشرى الحكومة ووعد مجلس النواب، يأمل الناس أن سنة كورونا وما حفلت به من احداث، ليست الا" شدة وتزول" لتعود الحياة إلى طبيعتها، وتفتح الأبواب بعد اغلاقات شاملة، وحظر طال انتظار فكه، وكل عام وانتم بخير.
 
تابعو الأردن 24 على google news