jo24_banner
jo24_banner

على هامش الفاجعة ...!!

اللواء المتقاعد/حسن المهيدات
جو 24 :


مضى عام ونيف على جائحة كورونا ولا زالت هذه الجائحة تلقي بظلالها على العالم بأسره .. ومنذ ان تم الإعلان عن كشف اول اصابة في الأردن استنفرت الدولة الاردنية كافة مؤسساتها واجهزتها الرسمية وغير الرسمية واتخذت جملة من الإجراءات الإحترازية والوقائية القاسية للحؤولة دون انتشار هذا الوباء الخبيث واتخذت الحكومة قراراً بأن يتولى المركز الوطني للأمن وادارة الأزمات ادارة هذه الأزمة باعتبارها واجباً رئيسياً من واجباته ولهذه الغاية فقد شكلت خلية لإدارة الأزمة ومتابعتها بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بهذا الشأن على اعتبار ان اي ازمة لا يمكن التصدي لها او مكافحتها دون ان يترك للإدارة ان تتولى زمام الأمور فيها .. فالإدارة ذات الكفاءة العالية والتنظيم الجيد والأداء المحكم والتنسيق الفعال يساعدها على عبور الأزمة بأقل الخسائر او على الأقل دون حصول اي تداعيات او مضاعفات لها قد تصل الى حد الإنهيار لا قدر الله .. وقد تفاءلنا جميعاً في هذا الوطن بقدرة المركز الوطني على ادارة هذه الأزمة والسيطرة عليها ايماناً منا بأن هذا المركز لديه من القدرات والكفاءات ما تمكنه من ذلك كوضوح الرؤية للأحداث والتنبوء بتداعيات الأزمة وتوظيف الإمكانيات المتاحة وقدرته على تحريك كل السلطات الإدارية في إطار ما يصدره من تعليمات وفقاً لما يتنبأ به من مخاطر محتملة او امكانية حدوث اي مضاعفات او خلل هنا او هناك .. وهنا تبدو عظمة الإدارة بعيداً عن التصريحات الرنانة والإستعراضات الجوفاء بتمام السيطرة والتي لا تليق إلا بمن هم جلوس على مقاعد تئن من ثقل حملها وتحن الى قادة يدركون ماهية الإدارة العصرية ..!!

إن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ما كان استحداثه ترفاً او إضافة جديدة لعديد الهياكل التنظيمية التي تنوء بها الدولة كالمؤسسات المستقلة وغيرها بل انشيء لغاية سامية وهي إدارة مثل هذه المواقف وهذه الأزمات والسيطرة عليها ومنع تفاقمها .. !! ولكن السؤال المطروح في هذا الصدد ... هل تنبأ هذا المركز من خلال ادارته لهذه الأزمة بسيناريو مماثل لما حدث في مستشفى السلط الحكومي ..!! وهل كان من ضمن استراتيجيته الوقائية او حتى تعليماته العادية الموجهة الى وزارة الصحة والمستشفيات الحكومية وغيرها اشارة او إخطار الى اهمية ادامة المرافق الحساسة في المستشفيات والإنتباه اليها وديمومة مراقبتها كامدادات المياة والغازات والكهرباء وغيرها خاصة وان امدادات الأكسجين تعتبر عصب التصدي لهذه الجائحة ..!! وهل كان يطلب من هذه الجهات تزويده بشهادة خطية يومية تشعر بأن هذه المرافق تعمل بكفاءة عالية وانها تحظى بالمراقبة المستمرة على مدار الساعة بإعتباره مسؤولاً عن ادارة هذه الأزمة ومنع تفاقمها سيما وان مثل هذا السيناريو وهو انقطاع الأكسجين عن المرضى قد حدث في دولة مصر الشقيقة قبل حوالي ثلاثة اشهر ..!! الم يتنبأ القائمون على هذا المركز والمؤسسات الصحية الأخرى في المملكة لمثل هذا الأمر واخذه على محمل الجد وعلى درجة من الأهمية القصوى حتى لو اقتضى الأمر تكليف المحافظين واجهزة الدفاع المدني بالتفتيش اليومي على هذه المرافق الحساسة نظراً لأهميتها فهم اكثر كفاءة واكثر رشاقة من المؤسسات ذات الطابع المدني والتي يشوبها احياناً نوع من الترهل الإداري واللامبالاة في المتابعة ..!!

هذه الأسئلة وغيرها الكثير يجب ان تكون محل اهتمام القائمين على جهات التحقيق وغيرها من الجهات الرقابية واخص بالذكر النواب اصحاب الضمائر الحية من خلال إثارة هذا الموضوع والإجابة عليه بكل شفافية .. !! وفي حال ثبوت اي تقصير او اهمال فيجب ان تجري الملاحقة القانونية بحق القائمين على هذا المركز فهو ليس محصناً وليس بمنأى عن المساءلة اياً كان نوعها واياً من هو القائم على ادارته .....!!!!

اللهم ارحم من فاضت ارواحهم تحت اجهزة التنفس الإصطناعي واجمعهم اللهم في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً مع خالص العزاء لذوي الشهداء ..
تابعو الأردن 24 على google news