2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

السلطة تلد حزباً ..!!

اللواء المتقاعد/حسن المهيدات
جو 24 :

 يبدو ان الدولة الأردنية في طريقها للإقلاع عن نهج التبني السياسي الذي دأبت عليه خلال المئوية الأولى من عمرها لتستبدله بنهج اخر جديد لها ألا وهو نهج البنوة الحزبية ليتماهى هذا النهج مع مرحلة الإصلاح السياسي القادم .. !! فالنهج الأول كان يقوم على تبني السلطة واحتضانها لرموز وشخصيات سياسية وعشائرية وربما حزبية وتقريبهم اليها وإيصالهم إما الى سدة البرلمان بشقيه النواب والأعيان او بإسناد مناصب عامة عليا لهم في الدولة ليكونوا اداة طيعة في يدها وذراعاً وعوناً لها في تنفيذ اجنداتها السياسية والإقتصادية المختلفة .. ويبدو ان هذا النهج من وجهة نظر السلطة لا يناسب المرحلة الجديدة للإصلاح السياسي المزعوم ناهيك عن دوره في توسيع فجوة الثقة بين الشعب والحكومات المتعاقبة.. !! ومن هنا فقد ارتأت السلطة الحاكمة استبدال نهج التبني السياسي بنهج البنوة الحزبية الذي يمكنها من إحكام قبضتها على مقاليد الحكم والسياسة العامة للدولة الخارجية منها والداخلية ..!!
إن نهج البنوة الحزبية الجديد يقوم على ولادة السلطة لحزب سياسي او اكثر - حسب الحاجة - ليتم الدفع به او بهما مستقبلاً لقيادة المرحلة المقبلة وتشكيل ما يسمى بالحكومات الحزبية والتي لن يخرج دورها عن الدور التقليدي لحكومات المئوية الأولى للدولة إن لم يكن اقل سيما بعد القيود والضوابط التشريعية التي جاءت بها التعديلات الدستورية الأخيرة ..!!
بالأمس سمعنا عن ولادة حزب جديد في الأردن ضم شخصيات برلمانية ووزراء واعيان سابقين ومتقاعدين عسكريين واكاديميين ورجال اعمال .. وهو حزب ينظر اليه عامة الشعب على انه ولد من رحم السلطة بعد اكتمال نموه وانه المولود الأول لها ليتحقق فيه المفهوم الشرعي للبنوة الحزبية ولا غرابة في ذلك فقد نشهد قريباً ولادة شقيق اخر او شقيقين لهذا الحزب ومن ذات الرحم - إلا اذا اصيب هذا الرحم بالتليف ليصبح غير قادر على الحمل والإنجاب - ليلتئلم الشمل لاحقاً بين الأشقاء وتشكيل ما يسمى بالحكومات الحزبية والتي لن تكون إلا حكومات حزبية مزيفة ..!!
خلاصة القول ان الأحزاب التي تلد من رحم السلطة لا تمثل إلا منتسبيها فهي لا تستند الى قواعد وحواضن شعبية وليس لها اي امتداد على مستوى الوطن وستظل تتنفس من رئة السلطة وتتغذى من حبلها السري وهي بالنتيجة احزاب ممقوته شعبياً وغير مرحب بها فولادتها وبنوة السلطة لها غير شرعية ... !!
فشتانا بين حزب يلد من رحم السلطة وبين حزب جماهيري اخر يلد من رحم الشعب ..!!
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير