jo24_banner
jo24_banner

يوماً ما..

م. روند اسماعيل
جو 24 :


يوماً ما ستأخذنا الأيام الى ال ما لا نهاية،
ستأخذنا إلى اللامكان
ستأخذنا إلى اللازمان

عندها سندرك ما قد فاتنا من حياتنا و من ايامنا.. فنحن لا ندرك قيمة الأشياء سواء كانت محسوسة ام ملموسة إلا بعد فوات الأوان ..
علنا ندرك بأن ما يفوت لن يعود.. و انه يجب علينا ان نستغل كل يوم ،، ساعة.. دقيقة في حياتنا.. فإن ولّت لن تعود نفسها او حتى شبيهتها..
يوماً ما سندرك أن الشكل لم يعد كالسابق ... لأن علامات التقدم في العمر قد غزت ملامحنا .. و ان لم تغزوها فقد غزت قلوبنا و عقولنا... بعد مضي السنون ينضج الإنسان الواعي بطريقة سريعة جداً لا تتناسب مع عدد السنوات التي قد مرت عليه... و تحديداً اذا قد مر بعدد لا بأس به من الصعاب... يدرك حينها الأنسان مدى النضج و الوعي الذي حط عليه.. فيعيد حساباته قبل فعل او قول اي شيء ... حتى وان فعل بعض الاخطاء في مسيرة حياته ... يحاول جيداً أن يصححها بكل وعي و نضج.. و يعود مدركا ان لا شيء ممكن ان يدوم للأبد .... مدركًا تماماً اللا الديمومة للأشياء ، الاقوال و الافعال..!

يوماً ما سننظر لماضينا بعين الرضى لا بعين السخط... يوماً ما سنحب ماضينا ... سنعيش بسلام مع ذكرياتنا و مع آلم الماضي.. يوماً ما سنعرف حكمة الماضي و اسبابه التي آلت لما نحن عليه حينها.. يوماً ما سنعاود النظر الي ماضينا بكل فخر و سمو... و نشكره ونشكر كل تفصيل صغير حدث وقتها... لانه لولا ماضينا ما كنا صرنا ما نحن عليه الان.

يوماً ما سنضطر لغض البصر عن إحدى مغريات الحياة...ليس لاننا فقدنا الشغف بها ... بل لاننا وجدنا الشغف براحه بالنا... وجدنا الشغف في العيش الهني السوي..وجدنا شغفنا في الحياه بعد ان تذوقنا شتى انواع الشغف... ف وجدنا بالمحصله ان لا شغف أجمل من شغف العيش الهادىء ...العيش ببال مطمئن ... العيش بسلام... العيش بقلب راضي... العيش بالهدوء الروحاني... الذي قل من يستطعم و يذوق حلاوته..!

يوماً ما سنكون ذكرى في ماضي أحدهم
سنكون حاضراً في حاضر آخرين
ومستقبلاً في مستقبل اناس غيرهم

هكذا هي الحياة.. دولاب يدور... من يكون في الاعلى اليوم غداً يصبح في الأسفل و من كان في الأسفل الأمس غداً يصعد للاعلى.. لا رهان و لا رباط على هذه الحياة ..!

لكن الرهان الوحيد في هذه الحياة... هو أنت! أنت ذاتك... أنت من سوف يحدد ماهية ايامه القادمة و ما ستؤول عليه ذاتك بعد عدد من السنوات!
أنت من سيكتب من أنت يوماً ما !
أنت من سيُّعرف بذاته يوماً ما.
تابعو الأردن 24 على google news