غفران
م. روند اسماعيل
جو 24 :
عدت إليك، عدت و قلبي مليئ بالأشواق، عدت إليك و روحي تضج بها الضوضاء، عدت إليك و دموعي ليس بها ماء، عدت إليك و يداي تحن للعناق، عدت إليك و عيناي تشتاق لقياك، عدت إليك بجسدٍ محارب يسعى للسلام .
جئتك بنفس خائفة تحتاج الإيواء، جئتك بروحٍ عاريةٍ تحتاج الكساء، جئتك بنهار لابد أن يتبعه مساء، جئتك مريضة أحتاج الدواء، جئتك هاربة محتاجة للولاء ، جئتك مختالة ولست بحاجة للرياء،
جئتك معبأة علني أجد عندك الإناء، جئتك ضائعة في هذه الأرض الفناء، جئتك مُخلِصة أبحث عن الوفاء.
أتقبل بي بعد كل زلاتي؟
أتقبل بي بعد كل هفواتي؟
أتقبل بي بعد كل معاناتي؟
أتقبل بي بعد كل حماقاتي؟
أتقبل بي بعد كل سذاجتي؟
استقبلتني و أنت تعلم جيداً ما هي مسراتي، استقبلتني بقلب حنونٍ يطبطب على وجناتي ، استقبلتني و أنت متغاضي عن جميع عِلّاتي، استقبلتني كي تجمع مقتطعات كلماتي، استقبلتني عالماً كيف تلملم قطعان أنفاسي، استقبلتني محاولًا لملمة شتات افكاري، حابكً منها نهاية لقصة مأساتي!
فكيف لي ألا أعود إليك في كل مرة أتوه بها عن محطاتي!
فمن غيرك قادر على تيسر كل رحلاتي! وتصويب كل أخطائي! وغفران زلاتي!