قائمة الأولويات
م. روند اسماعيل
جو 24 :
بعد تجارب كثيرة، و علاقات أكثر ، كان أكثر شيء تعلمته منها جميعًا ، هو أهمية الشعور، إحساسي أنا و شعور الطرف الأخر بالمقابل.
قبل أهمية معرفتي لعواطفي اتجاه الأخر، كان الأهم معرفة شعوره تجاهي، و ما نوع المشاعر التي تصلني منه.
بغض النظر إن كانت علاقةً عاطفيةً أو أسريةً أو علاقة صداقة، ففهم هذه المشاعر ضروري جداً لاستمراريتها.
عند فهمي مشاعر الطرف الثاني اتجاهي، أصبحت قادرةً على تمييز و ترتيب علاقاتي على مر الأيام، و أتقنت نوعاً ما مهارة ترتيب و تصنيف الأولويات.
فمن يصلني منه إحساس بالراحة والأمان والتقدير والاكتفاء والانبساط والانسجام، يحتل دائماً رأس القائمة في الأولويات، و بالمقابل و بلا ادنى محاولة للضغط من طرفي على نفسي أجدني أرد له بالمثل تلك العواطف، ان لم تكن أكثر.
ولكن من يصلني منه شعورٌ دائمٌ بالقلق، و التوتر و الخوف الاحباط و عدم الاكتفاء، و أنني مضطرةٌ دائماً لإيجاد البدائل و المقترحات، ابدأ بوضع المسافات و ابعاد الحدود، و تقليص الحوارات بيننا، و إعادة ترتيب الأولويات، فمثل تلك العلاقات لا تحتل المراتب الأولى في قائمتي، بالرغم من المشاعر أو الاحساسيس المتناقضة التي أكُنُّها له، فقد أكون أحبه، و أتمنى أن أقضي جُلَّ وقتي معه، أحترمه، وأراه مناسبًا و مميزاً، لكن لن يكون أولهم.
فأولوية العلاقات بقائمتي قائمة على ما يصلني منك، مبنية على العاطفة اللطيفة التي أحسها بسببك؛ وليس بسببي، فكلما كنت قريبةً منك و تتصدر أولوياتي؛ فاعلم انك قد منحتني شعوراً رائعاً يجعلني دائماً اختارك في كل مرة و حين.
أن اقدّمك على رأس مهام يومي، أو أن أؤثرك على الغير، على أن أوجد لك وقت فراغٍ في جدولي، أو أن اتذكرك ببضع ثواني في يومي المزدحم، تكون أنت أول من أفكر أن أقضي وقتي معه، أو ان أخصص له يوماً في إجازتي.
أما الآخرون، اولئك الذين يصلني منهم كل ما هو مدعاة للتوتر و الخوف، حتى و إن كان يومي خالياً تمامًا من إي انشغال، لن يكونوا في الحسبان.
فالعلاقات وجدت لنشعر بالراحة و السكينة و السعادة، لنتشارك تفاصيل يومنا و أحداث حياتنا معاً، و نخفف عن بعضنا، كي نتفهم بعضنا البعض، وليس العكس؛ للضغط على بعضنا، أو لتُسّتَهلك طاقاتنا، أو كي نُكَّدِر يومنا بها!