jo24_banner
jo24_banner

تضيق

م. روند اسماعيل
جو 24 :

تضيق علينا الدنيا ساعات، لا نعود بعدها قادرين على التحمل اكثر.

و نبدأ حينها بتنفيس هذه المضايقات و اسقاطها على أحداث يومنا.. و نبدأ بتصرفات غير واعية و غير ناضجة دون الاكتراث لأبعادها... و دون الشعور بها أصلًا .. معتقدين إننا سائرون في المسار صحيح.. و فجأة و على غير نحو متوقع ! ومن دون سابق إنذار..! تأتيك اشاراتٌ واحاسيس انك وعلى غير العاده لست في المسار الصحيح... انحرفت البوصله ، تمشي عكس السير ..فتتجاهلها و مكملاً في تصرفاتك..الى ان يحين وقت الحساب ، و تأتيك الإنذارات و التنبيهات من هنا و هناك ، و تبدأ ب لوم نفسك و جلد الذات،بأنك قد سمحت لغضبك و مشاعرك ولو لبرهة ان تتحكم بك و بأفعالك.. حينها تبحث عن كل امرٍ يمكن ان يساعدك في حلها... تراجع أفعالك التي قمت بها، محاولا ان تستوعب ما الذي قمت به أدى الى توجيه هذه الانذارات.. و محاولًا أيضًا تفادي إعادتها !

ترتب افكارك و تضع قائمة أولوياتك، و تحدد من أين سوف تبدأ، تتسلسل بأفعالك، و ترسم خطة محددة للبدء من جديد .

لا تقلق ان أصابك الإحباط هنا!!

فهذه إحدى الإشارات التي ترشدك و تخبرك انك على الطريق الصحيح، طريق النجاح و تصحيح ما قد أمكن تصحيحه، اياك و الاستسلام..
قاوم،
حارب،
دافع،
وانطلق باتجاه محدد نحو الهدف.
هدفك الذي هو ؛ تصحيح ما قد أفسدت في السابق !
و لا تنسى تعلم الدرس ! بأن لا تسمح لمشاعرك و غضبك بالتحكم في يومك!

سوف تتحمس بدايةً و تبدأ دفعة واحدة ، معتقداً بأنك سوف تصلح كل شيء في لمح البصر و دفعة واحدة، أو بتلك السرعة الفائقة؛ لكنك سوف تصطدم بحائط العقبات و الزمن، بان ما قد تم افساده على ايامٍ ؛لا تستطيع إصلاحه في لحظات!

يجب عليك ان تعلم ، انك تحتاج لوقت كافٍ و طويل لتعيد كل شيءٍ لمكانه الصحيح، و تحتاج لبعض الوقت لتطور عليه أيضًا، فليكن هدفك هو ان لا تعيد كل شيء كما كان في السابق ، بل لتحسّنَ عليه و تنقله لمستوياتٍ أعلى و أرفع .

لا تخفْ،
لا تحزنْ،
لا تفتُرْ،
ابقَ متأهبًا
ابقَ متحمسًا
ابقَ قويّاً
لتكمل الطريق الذي قد بدأت.. إياكَ و الاستسلام إياكَ و التقاعس!

فأنت تستحق أن تصل الى القمة و أن تنافس من هم في القمة... فلا ينقصك شيء كي تكون في الطليعة!
فهذا مكانك دائمًا!
و تذكر انه و قد يحصل و تعد الكره مرة أخرى و تسمح لغضبك او توترك بالسيطرةِ على حياتك اليومية، لكن لا بأس!! تذكر انك تحتاج أن تتمرن على ان لا تخلط مشاعرك بحياتك اليومية العملية، و انك تحتاج لبضعِ الوقت لتصبح متمرساً في طرق الفصل بينهما!
لكن في كلٍ مرة تسطيع أن تقلل من الاضرار الناتجة.. حتى تصبح شبه معدومة، او تكاد تذكر حتى!
لست وحدك من يخطئ،
لست وحدك من يسمح لمشاعره ان تسيّطر على يومه،
لست وحدك من لا يكبح جماح غضبه ،
فكلنا خطاؤون! وخير الخطائين التوابون.
احمد الله واشكر الكون على منحهم لك فرصة لتصحيح هذه الاخطاء و الزلات، وكن ممتنًا لهذه الفرص التي أعطيت لك، لتصقل بها شخصيتك، و تطور بها ذاتك نحو الأفضل .
تذكر دائماً انك إنسان يخطئ و يتعلم.

تابعو الأردن 24 على google news