لكنه غير قابل للنسيان!
م. روند اسماعيل
جو 24 :
في ذاكرتك موقف واحد تتمنى لو انك لم تفعله، لن تسامح نفسك عليه، اخطأت به في حق غيرك،ابكاه و ابكاك ، جرحتَهُ و جرحك، آلمَهُ و آلمك.
هذا الموقف لن يتهوى الى حافة النسيان بل يبقى دائماً محفور في الوجدان.
تتمنى لو يعود الزمن للوراء، كي تمحه باكبر ممحاة، لتعيد المشهد مرة أخرى و تغير بعض الكلمات، لتعود به خطوة للوراء، لتُعدِّل من ردات الفعل و الحركات، و لتحسن النظرات، ماحياً البَصمات؛ لكنه غير قابلٍ للنسيان.
تتمنى لو انك تستطيع أن تخفيه من ذاكرتك و ذاكرته.
تتمنى لو تبدل تلك الدموع التي انهارت بموجٍ من الضحكات، مستعداً أن تتقمص دور القاضي و تقضي على نفسك بالفناء لأبعد القارات.
لا تلبث أن تنساه لبضع الاوقات إلا و قد عاد و اشعل ذكراه من جديد في الليالي الطوال. لا تنسى ابداً كيف عصر قلبك، كيف شتت فكرك، كيف اذهل عقلك، و كيف اذرف دمعك!
تطلب دائماً السماح و الغفران منه و من نفسك، سائلاً الزمن أن يلقيه على رفوف الذكريات المنسية، متوسلاً العقل في محوِه من وعيه، راجياً القلب في التوقف عن ضخ دمه و تسارعه عند تذّكُره، تستعطف روحك كي ترأف بك، متضرعاً لربك علّه يغفر لك.
فكسر الخواطرِ، أبشع فعل قد تفعله، إياكَ بأن تكسر بخاطر أحدٍ، فالروحُ تُكسر و تُقهر، و القلب يسكب دموعاً تهمرُ هَمْرَاً، و الإحساس حينها يُقطع بل و يبتر، و الانين صاخباً لا يُدّمل!