jo24_banner
jo24_banner

مشوار الطريق..

م. روند اسماعيل
جو 24 :


خلق الإنسان وهو يمتلك مزيجاً من الصفات السيئة والحسنة، بعضها يطغى على الاخرى. وهي ما تصنع شخصية الفرد.

ويتعايش كلنا مع بعضنا وفقاً لتلك الصفات، ولكن يجب أن يمتلك الإنسان مهارة التعامل مع كل تلك الصفات مع مختلف الشخصيات، فهناك الشخصية الهادئة، العصبية، البريئة، المتحكمة، الثرثارة، الحنونة، المتصنعة، المغرورة، الضعيفة، القوية، المتقلبة ، الخ….

يمتلك البعض فن التعامل مع كل تلك الشخصيات، والبعض الاخر للأسف غير قادر على التعامل معها.

من يستطيع أن يتعامل مع الجميع، يمتلك مهارة عالية في التحكم في انفعالاته وردوده، وهو ما يسمى في الذكاء الاجتماعي، يقدر ان يضبط الأمور فهو في منتصف الطريق بين ان يُعير كل الانتباه لكل التصرفات والحركات والأقوال ويبدي ردة فعل مبالغ فيها على الصعيدين الإيجابي أو السلبي، وبين النصف الاخر وهو عدم الاكتراث واللامبالاة وكأنه لا يرى ولا يسمع!
قادر وبكلّ حنكة ان يجد شيئًا في المنتصف يخلص به نفسه بأقل الخسائر والأضرار.

بينما الشخص الاخر فلنقل المتطرف، الذي أخذ طرفاً والتصق به، إما طرف المبالغة فيجد نفسه دائماً عصبياً منفعلاً، متوتراً ودائم القلق، وعلى أُهبة الاستعداد لخوض الحرب. او دائم المدح ومصطنع اللباقة وكثير المدح والثناء، مبالغاً في الحب والتقدير لدرجة انه غير قادر على التميز بين الحسن والقبيح!

او طرف اللامبالاة؛ فيكون دائماً في صراع داخلي مع نفسه، بانه لا يكترث وهو في الحقيقة الاشد اكتراثاً، فيجد نفسه وحيداً، محاطاً بالأسى والآلام، غارقاً في الأحزان، كئيباً مهموماً من كثرة اللاشعور. فلا يلبث اين منهما بدء السير في الطريق إلا وقد آلى بالسقوط أو الغرق.

الجميع يمتلك صفات حسنة و سيئة، ويجب الموازنة بينهما فلا يعقل ان يكون ملاكاً حارساً، أو شيطاناً مارداً. بنهاية المطاف نحن بشر و سمات الكمال ليست لنا! لكن تحسين و تطوير تلك الصفات واجب على الجميع، كلنا لدينا القدرة على التغيير. فالإنسان على نفسه بصيرة، فهو يرى نفسه من الداخل مجرداً من كل تلك المجملات التي يظهرها أمام الجميع، يعلم تماماً أسباب كل كلمة قد قالها، وكل فعل قام به، من يحب و من يكره؛ واضح النوايا و كاشف السرائر.

رحلة الحياة هي تغير تلك الصفات السيئة و الطباع المنفرة، وليس الجمود الذي يقف مانعًا أمام التغير، " انا هكذا و هذا طبعي تقبلني كما أنا، لن أتغيّر، لن اغيّر اي شيء، من يريد الاقتراب مني هكذا آهلًا وسهلا و من لم يرد فلا داعي لوجوده بحياتي!" من أكثر الجمل التي تُسمع و تردد!

لمَ كل هذا العند و المقاومة؟ ذاك الطبع المنفر او السيء يجب ان تحاول تغييره لتترك انطباعًا طيباً عنك و تحاط بأولئك المشابهين لك، مجتازاً اختبار وجودك بالحياة؛ وانت الرابح الوحيد بعدها، لتنال القلب السليم.


تابعو الأردن 24 على google news