رواية..
م. روند اسماعيل
خانتني حروفي وكلماتي، عجزت عن الوصف، تهاوت الأفكار، تزاحمت الأحاسيس، هالت الدموع، وبدأت الكوابيس.
إحساس غريب وليس بوليدٍ جديد، يعاش من جديد، وأظن بأنه ليس بمديد.
حالة يصعب شرحها ، لحظات اخيرة باقية لتقلب صفحة قديمة ، بادئاً بصفحةٍ جديدة ، رواية اخرى ستبدأ في سلسلة روايات الحياة الخاصة بك.
قبل أن توشك على البدء، تجلس حائراً، مبعثرً، كيف ستكون أحداثها ، من هم ابطالها، اين تدور وقائعها ، الطابع الطاغي عليها. تضع روؤس أقلامها و افكارها العامة.
متمنياً أن تُبقِيّ شخصياتك السابقة المفضلة فيها و محو تلك اللئيمة منها ، رواية و فصل جديد سوف تبدأ بتسطير أحرفها على جدران قلبك و دفاتر ذكرياتك، باقياً أنت البطل و لكن للاسف ! لست أنت من سوف يختار أبطال العمل.
مدركاً تماماً رغبتك في نقل الشخصيات المحببة معك الى هذا العمل الجديد، ساعياً و بكل ما أتيت من قوة بأن تحافظ عليها في كل فصل من فصول كتابك القادمة، و لكن لا حول لك ولا قوة! فنحن لا نعلم من سيبقى و من سيغادر ، لا نعلم من سوف يلين و من سوف يقاوم ، لا نعلم من سنكسب و من سنخسر !
ففي تمام الساعة الواحدة فجراً. سيدق جرس قطار رحلتك معلناً اتجاهك نحو الوجهة التي ستبدأ بها اولى سطورها ،ستبدأ تواً التوجه اللا معلوم و الى المجهول الى حيث قد قُدِّرَّ لك أن تكون.
احزم أمتعتك ، تناول معطفك ، احكم اغلاق أبوابك.
وانطلق وحدك ، ركز جيداً هذه المرة و اكتب سطوراً و افكاراً جديدة ، فلا نحبذ التكرار الذي يُعلّمُ الشطار.
دون تفاصيلها القبيحة قبل الجميلة كي نتعلم سوياً منها.
رواية لابد وان تظهر خبراتك السابقة، رواية تصدم الجميع لروعتها ، تظهر العقدة و الحل، رواية تدور أحداثها حول النقيضين، صادقة اقرب للواقع اقرب للحقيقة، تظهر بساطة طبيعة الإنسان، دون تزيف الوقائع و لا تجميل القبائح، فلسنا بمن يدعي المثالية، فلا بد من الاخطاء و العثرات، تثبت حينها بأنك روائيٌ مُحَنَّك!
فلا أوصيك بقواعد الحياة و النحو و الإعراب للناس، وعلامات الترقيم للعلاقات، فإذا كسرت! فلن نستطيع فهمها ، او قد يسوء فهمها.