jo24_banner
jo24_banner

رواية..

م. روند اسماعيل
جو 24 :


خانتني حروفي وكلماتي، عجزت عن الوصف، تهاوت الأفكار، تزاحمت الأحاسيس، هالت الدموع، وبدأت الكوابيس.

إحساس غريب وليس بوليدٍ جديد، يعاش من جديد، وأظن بأنه ليس بمديد.

حالة يصعب شرحها ، لحظات اخيرة باقية لتقلب صفحة قديمة ، بادئاً بصفحةٍ جديدة ، رواية اخرى ستبدأ في سلسلة روايات الحياة الخاصة بك.

قبل أن توشك على البدء، تجلس حائراً، مبعثرً، كيف ستكون أحداثها ، من هم ابطالها، اين تدور وقائعها ، الطابع الطاغي عليها. تضع روؤس أقلامها و افكارها العامة.

متمنياً أن تُبقِيّ شخصياتك السابقة المفضلة فيها و محو تلك اللئيمة منها ، رواية و فصل جديد سوف تبدأ بتسطير أحرفها على جدران قلبك و دفاتر ذكرياتك، باقياً أنت البطل و لكن للاسف ! لست أنت من سوف يختار أبطال العمل.

مدركاً تماماً رغبتك في نقل الشخصيات المحببة معك الى هذا العمل الجديد، ساعياً و بكل ما أتيت من قوة بأن تحافظ عليها في كل فصل من فصول كتابك القادمة، و لكن لا حول لك ولا قوة! فنحن لا نعلم من سيبقى و من سيغادر ، لا نعلم من سوف يلين و من سوف يقاوم ، لا نعلم من سنكسب و من سنخسر !

ففي تمام الساعة الواحدة فجراً. سيدق جرس قطار رحلتك معلناً اتجاهك نحو الوجهة التي ستبدأ بها اولى سطورها ،ستبدأ تواً التوجه اللا معلوم و الى المجهول الى حيث قد قُدِّرَّ لك أن تكون.

احزم أمتعتك ، تناول معطفك ، احكم اغلاق أبوابك.

وانطلق وحدك ، ركز جيداً هذه المرة و اكتب سطوراً و افكاراً جديدة ، فلا نحبذ التكرار الذي يُعلّمُ الشطار.

دون تفاصيلها القبيحة قبل الجميلة كي نتعلم سوياً منها.

رواية لابد وان تظهر خبراتك السابقة، رواية تصدم الجميع لروعتها ، تظهر العقدة و الحل، رواية تدور أحداثها حول النقيضين، صادقة اقرب للواقع اقرب للحقيقة، تظهر بساطة طبيعة الإنسان، دون تزيف الوقائع و لا تجميل القبائح، فلسنا بمن يدعي المثالية، فلا بد من الاخطاء و العثرات، تثبت حينها بأنك روائيٌ مُحَنَّك!

فلا أوصيك بقواعد الحياة و النحو و الإعراب للناس، وعلامات الترقيم للعلاقات، فإذا كسرت! فلن نستطيع فهمها ، او قد يسوء فهمها.
تابعو الأردن 24 على google news