احكام..
م. روند اسماعيل
جو 24 :
يمر علينا العديد من الاشخاص في حياتنا، منهم القريب و منهم البعيد.لا نعلم كيفية الحكم عليهم، وهل بصدق هم أناس صادقين؟ طيبين، أم خبيثين؟
نجلس معهم و نتحدث اليهم، نصغي اليهم نركز في كلامهم، تجذبنا او تنفرنا أفعالهم وأقوالهم.
في بداية الأمر، نجد أن من السهولة الحكم على هذه الشخصيات، بحكم ما قد رأينا منهم، و لكن الحقيقة لا تحكم على شخص في بداية المشوار معه، فمعادن الاشخاص لا تظهر لك إلا عند انتهاء/تضارب المصالح او الفراق، ففي بداية الأمر بعضهم يظهر لك الاحترام والتقدير والجانب اللطيف منه، وكم هو مثالي وكم هو انسان مضحي، وينتقد افعال مشينة، و يعظم و يبجل الأفعال الحسنة، يبدي لك افضل ما لديه من مكارم و محاسن الأخلاق، و البعض الاخر لا يكترث لأمرك البتة، و لا يعنيه وجودك أصلا.
فتتسرع أنت بالحكم على النموذج الأول على انه من أفضل و أحسن من تعاملت معه، و الأخر تصنفه ضمن قائمة المتعالين و قليلي الاحترام.
هنا يكمن الخطأ بأم عينه!
الحكم السريع على الناس ، قد يوقعك بمشاكلٍ و أزمات انت بغنى عنها، فليس كل مصطنع الوّد ودود، وليس كل غير مكترث حقود!
عند فراق مصطنع الوّد الذي انت صنفته في خانة الأحباب و المقربين، يبدأ بقول عيوبك جهراً، و يحدث الناس عن امورٍ لا تطب لك، يقول عنك ما ليس فيك، يصف لهم كم كان مجبراً على الحديث و التعامل معك! وانه صبر على معاشرتك كل تلك المدة.
هنا فقط تكتشف انك قد خُدَعتَ فعلاً به! و ان الشخص الذي ظننت به خيراً و وثقت به! بدا عدواً يجب الحذر منه.
وعلى النقيض تماماً، ذاك الشخص اللامبالي و الذي لم يظهر لك اياً من الود او الخبث، عند التصادم به، يكن ودوداً حافظاً للسانه كاظماً لغيظه .
لا تحكم على الناس في البدايات، فجميعنا يحب ان يكن بأحسن حُلَّةٍ و حال، لا تحكم ابداً من مظاهرهم و لا تحكم ابداً من تصرفات سطحية، قد يأخذك الامر سنوات، أو أيام و لربما ساعات. فكشف معادن الناس ليس بهذه السهولة او السرعة التي تظن. فالحكم على الناس يتطلب مواقف جَدّيّة مصيرية، تتضارب فيها المصالح. وقتها تستطيع و بكل ثقة على ادارج كل شخص تحت لائحة أو مسمى ما!
تعامل دائماً مع الجميع بطيب أصلك و مبادئك الحميدة لا تؤذي أحداً و لا تبجل احداً. كن بسيطاً واقعياً و ليس مثالي الاوصاف، فالطيور بالنهاية ليست دائماً على اشكالها تقع!
فقد اضطررنا كثيراً للتعامل مع أناس لا نشبههم لا يشبهونا، و صارو اعز الناس، و اضطررنا للتعامل مع من هيىء لنا انهم مثلنا، وباتوا أشد الناس كرهاً لنا.