jo24_banner
jo24_banner

مسميات

م. روند اسماعيل
جو 24 :
 


هنا و هناك ، في شتى بقاع الارض، الجميع يبحث عن السلام و السعادة، كل له همومه، مشاكله، منغصات عيشه، التزاماته، لكن وسط فوضى المشاعر هذه، يسعى كل منا دائما وراء سعادته.

على تفاوت الآراء حول مفهوم السعادة ومسمياتها، فكل منا يرى السعادة بعينه الخاصة،وفقاً لاحتياجاته و مبادئه، فمصدر وأساس سعادتي، ليس بالضروري ان يكون نفس مصدر سعادتك. 

مفهوم السعادة بحد ذاته غامض نوعاً ما، فالبعض برى السعادة هو الحصول على اكبر قدرٍ من اللذة، واقل قدر من الالم، و بعضهم يتبع منهج افلاطون في تعريف السعادة، هي ان تعيش حياة فاضلة و كريمة، مليئة بالأخلاق الحميدة، حتى و ان صاحبها بعض من الالم.
واخرون يرون أن نعيش الحياة الفاضلة واضعاً حداً للالم، اي بمعنى تتحلى بالاخلاق الكريمة، و تتعامل بها، ولكن لا تسمح لنفسك او لغيرك بالاذى.
البعض يشعر بالسعادة عند الامتناع عن الرذيلة، و ممارسة الفضيلة. 
بينما اخرون يجدون ان السعادة عند القيام بالرذيلة او الحاق الاذى بالاخرين.فلا يوجد قاعدة واحدة يمشي عليها الجميع. 

وبين تفاوت المفاهيم، و التعريفات و المسميات، اجد ان مفهوم السعادة هو شعور و احساس خاص بك وحدك، يبنى على العديد من طباعك و صفاتك الخاصة، السعادة و السلام انت من يعلم اين تجدها، و متى، و كيف توظفها و تستغلها يومياً.


سعادتك ليس بالضروري ان تجدها في المال، فكثير من اثرياء العالم انهو حياتهم بأنفسهم ، باتخاذهم قرار الانتحار، لست اجزم ان معظم الاغنياء يعانون من الاكتئاب، فالمال ليس مصدر السعادة البحتة من وجهة نظرهم، وإلا قد كانو من اسعد الخلق. 
فالمال برأيي شيئ ضروري من ضروريات الحياة يساعدك في الحصول على ادنى متطلبات الحياة الكريمة التي تضمن لك العيش الكريم.لكن ما نفع المال الكثير وان لم تجد ذلك الشعور الداخلي بالسلام والراحة و القبول.

هناك العديد من الأمثلة على مصادر السعادة، التي لطالما فشل مالكوها في الحصول عليها.

فالسعادة ليست شيئاً مادياً، السعادة شيئ معنوي،مفهموم سعادتك، نابع من داخلك، حين يتوازن جسدك وعقلك و نفسك. هنا تجد السعادة و السلام الروحي. 

فإن طغى عقلك على نفسك، ستتعب روحك و نفسك و تعيش في دوامة المثاليات او العند، فاني الجسد!

اما اذا طغى جسدك على عقلك ونفسك، ستهلك في دنياك، فاسد العقل و النفس.
 وعندما تكون نفسك هي الطاغية، فسوف تُتعبك وساوسك النفسية مع أمراضك النفسية،مدمرة وراءها العقل الذي قد مُيّزت به عن سائر الخلق، مع جسد بالي كثير الأمراض و الأسقام . 

لكن حين تتوازن مكوناتك الثلاثة هذه، تحت سيطرة العقل العظيم، ستعيش حياة ملؤها السلام و السعادة. 

حان الآن وقت اعادة الحسابات، وترتيب الأمور من جديد، منطلقاً نحو حياة متوازنة وليست بمثالية، واعد وأكرر المثالية و الكمال ليسوا لنا ! فالكمال لخالق الاكوان.
تابعو الأردن 24 على google news