jo24_banner
jo24_banner

كلام الليل يمحوه النهار..

م. روند اسماعيل
جو 24 :

شعارات ينادى بها هنا و هناك، قيّم و مبادىء تصطنع ليتظاهروا بها أمام الجميع.

كثرت هذه المشاهدات أمامنا ، يومياً عشرات القيم و المبادىء يحكى بها، مطالبين الغير بتطبيقها، و نابذين غيرها.
و فجأة حين يجد الجد، يتخلى البعض عنها، لانها باتت تتعارض مع مصالحهم. مدعيّن أنهم لم يكونوا من هؤلاء المتعصبين لها.

لماذا كل هذا ؟
فأنت انسان تصيب و تخطىء، متغير في كل وقتٍ وحين! قابل للتغير في اي زمان و مكان.
ما أنت عليه الآن ليس بما كنت بالأمس ، و لن يكون بما عليه في المستقبل.
ما تقبلهُ اليوم، احتمال كبير جداً عدم تقبلك اياه غداً.
ما رفضته البارحة، قبلته اليوم!
في حلقة التغير هذه كلنا ندور، فليس هناك أحد مستثنى منها.
ضعها أمامك عينك، كما انت تتغير فالجميع يتغير، كما انت تعيد ترتيب أولوياتك و مبادئك ، الاخرون كذلك!
لا تنتقد اشخاصاً نادوا بفكرة او تبنوا موقفاً معيناً او اتخذوا قراراً ما. فربما هذا ما كان بالنسبة إليهم مناسباً في ذاك الوقت.
و تذكر انه قد يأتي عليك يوم قد تتبنى هذه الافكار التي قد نبذت! و حينها أين ستخفي وجهك عنهم!

فدوام الحال من المحال!
و كلام الليل يمحوه النهار، حافظ على ماء وجهك أمام نفسك والذين يعنون لك!
تذكر ان دولاب الحياة قادم اليك شئت أم أبيت، وان ما قد نعته بتصرفٍ غير سويّ، و نعتَ صاحبه بنعوت غير لائقة، سيأتي يوم و تقوم بنفس التصرف، و تتذكر حينها ما قد عبته بغيرك قد أصابك.
يستحضرني هنا قول ابو الاسود الدولي الذي لخص منهاج الحياة.
لا تنه عن خلق و تأتي بمثله
عار عليك اذا فعلت عظيم.
تابعو الأردن 24 على google news