سباق مع الزمن
م. روند اسماعيل
جو 24 :
دقيقةٌ، ساعةٌ، يومٌ، سنة ؛ نَذْكُرُها في اليومِ ما لا يقل عن عشرات المرات، نشعر دائماً أننا في سباقٍ مع الزمن، لا تلبث أن تستيقظ إلا و حان وقت النوم.ما أن تبدأ يومك إلا و قد انتهى، ما أن تحتفل بيوم ميلادك إلا و قد أتمتت السنة التي بعدها، ما أن تقص شعرك إلا و قد شاب، ما أن تصدر شهادة الميلاد إلا و شهادة الوفاة تتبعها هكذا و دواليك.
كأنك في محطة القطار ما أن تركبه رشيقاً و إلا قد نزلت منه عجوزاً. تجري عجلاته بسرعةٍ مسطرةً خطاً على جبينك، او هالةً تحت عينيك.
السرعة عنوان أيامنا هذه، فإن لم تحسن إدارة وقتك قبل فوات الأوان، متى تبدأ و متى تنتهي ؛ فسوف يفوتك قطارها المُسّرع، تاركاً اياك وحيداً متأخرًا عن البقية، أو قاذفاً إياك بعيداً عاجزاً عن العودة.
استحضرتني هنا فكرة خَبْز قالب الحلوى ، الذي يحتاج لأقل من ساعة للنضوج، فأن تأخرت عليه احترق، وأن اخرجته أبكر عن ذلك لن يكون ناضجاً!
فامض مسرعاً بخطواتٍ واثقة و بطيئاً بحركاتٍ مدروسة؛ لتكن أكثر قوالب الحلوى نضوجاً .