عداد العمر
م. روند اسماعيل
نكبر كل يوم و يزداد عداد العمر رقماً، هذا الرقم الذي يتزايد يوماً تلو الاخر ما هو الا عدد صحيح بحت.
فهذه الارقام المتزايدة لا تقيس خبرتك بالحياة، ولا مدى نضجك، بل مقياس لإنهاء رحلتك و كم مضى عليك فيها و كم المتبقي لك فيها أيضاً.
التقدم في هذا الرقم لا يعني انك اصبحت ناضجاً بما يكفي لتواجه مصاعب و تبعات الحياة و تتحمل المسؤولية.
فالنضج بالنسبة لي، ليس مقدار كُبّر الرقم او صغره، انما هو عداد يقيس مدى تطورك ، كم وقت اتخذت في تعديل و صقل شخصيتك، وتعرف كيف تغيرت ملامح حياتك!
النضج ان تحس كم فرقت نفسك يوماً بعد يوم، هو مقياس لمدى وعيك و ارتقاء نفسك بعيداً عن تلك القديمة.
النضج هو التغير في ردود افعالك عند السراء و الضراء، في انتقاء كلماتك قبل النطق بها، في محاسبة نفسك قبل توجيه الاتهامات. فالتوازن الحقيقي المطلوب في لحظات الاهتزاز العنيف الذي قد تتعرض له.
هو لملمة و جمح مشاعرك عند لحظات الغضب.
ان تحسن اختيار الاساليب المناسبة للتعامل مع الاشخاص في حياتك، كل بما يناسبه، طفلا مع الاطفال ، عجوزاً مع الكبار، ومسناً مع المسنين!
عداد العمر لا يقيس كم انت مؤهل لتتحكم بمقود عربتك منطلقاً بعيداً نحو تغير الرقم لجعله يوزن اكثر في ميزان السنين.
النضج هو التقدم في العمر الملموس مادياً.
ان يتحسن ذوقك باختيار ثيابك و ملابسك و الوانك، بطريقة تنسيق منزلك، اختيار عطرك الذي يليق بشخصيتك، ان تحسن اختيار شريك حياتك!
ان تتقدم في العمر يعني ان تلمس فرق في روتين حياتك، ان تنجز انجازات تجعلك فخوراً بنفسك، ان تحقق اهدافك و طموحاتك! ان تقدّس ما تبقى لك من وقت و تستغله في ايجاد قيمة نفسك و تعطينها، وان تجد لك متسعاً من الوقت لتمارس ما تحب، لتجد لنفسك هوايات جديدة تضيف لحياتك رونقاً اخر.
ان تسعى مغادرة هذا المكان و هذه الرحلة محرزاً نقاطاً كبيرة، مجمعاً رصيداً كبيراً لرحلتك التي تليها!
لتغادر من هنا تاركاً مَن هم وراءك فخورين بك، تاركاً بصمةً و اثر جاعلاً منك قدوة لاحدهم يوماً ما!
العمر ليس رقماً … وانما العمر قياس لروحك و مدى نضجها، لا تخف لا تأبه شيئاً …. ابدأ الان وكن مستعداً للبحث عما يجعلك أكثر نضجاً وتألقاً.
تابعو الأردن 24 على 
