jo24_banner
jo24_banner

يحدث في وزارة الصحة .. تعطيل مصالح الناس !!

حاتم الأزرعي
جو 24 :


يبدو ان عديد من الوزارات ما زالت تمعن في تعطيل مصالح الناس ، رغم الحديث الحكومي المتواتر عن الإصلاح ، وتيسير الإجراءات ، وتسريع انجاز المعاملات ،وشكاوى الناس تكاد لا تنقطع وتذمرهم يقطع نياط القلب.

وتقدم وزارة الصحة النموذج الأكثر وضوحا على صعيد تعطيل مصالح الناس ، ولن نتحدث عن طوابير الانتظار الطويل الممل القاتل امام العيادات الخارجية ، والمواعيد الطويلة لمراجعة اطباء الاختصاص ، ولن نتحدث عما بات الناس يواجهونه من مشقة وعناء في سبيل الحصول على احتياجاتهم من الرعاية الطبية .

وحديثنا اليوم عن الجانب المتصل بدور الوزارة الناظم للشؤون الصحية في مجال التشريعات، ونراقب بأسى ما يحدث في الوزارة من تجاهل صارخ وتلكؤ صريح عن انفاذ الانظمة ، وما يسببه ذلك من تعطيل لمصالح الناس ودفعهم قسرا لمخالفتها في سبيل لقمة العيش التي تخُطَف مرارا وتكرارا كلما اقتربت من افواههم !!.

ومباشرة نشير الى نظام ممارسة مهنة العناية بالبشرة وإزالة الشعر ، وبموجبه يشترط في طالب الترخيص لهذه المهنة اجتياز الامتحان الكتابي والشفوي المقرر من وزارة الصحة ولا يجوز ان يتقدم للامتحان الشفوي الا من نجح في الامتحان الكتابي .

وجرت العادة على اجراء الامتحان الكتابي في شهر نيسان ، وامتحان آخر في شهر تشرين الثاني من كل عام ، وهنا جوهر القصة ومربط الفرس ، فماذا يحدث في الوزارة ؟ ولماذا لم يعقد الامتحان منذ سنوات ؟؟.

ينتظر اجراء الامتحان اعداد كبيرة من طالبي الترخيص لهذه المهنة ، وتشير مصادر مطلعة الى انه يتقدم للامتحان في كل دورة ما لا يقل عن ٢٠٠ شخص منهم من لم يجتز الامتحان في دورات سابقة ومنهم متقدمين جدد .

وتتوقف ممارسة المهنة وفقا للنظام على اجتياز الامتحان ، وعدم عقده في المواعيد المحددة يعني ببساطة ضياع فرص العمل ، او العمل دون ترخيص مزاولة مهنة ، وبالتالي الوقوع في فخ مخالفة النظام تحت طائلة المسؤولية ، واحلاهما مُر علقم .

والسؤال الأهم الذي يطرحه الراغبون في التقدم للامتحان ، لماذا لم يعقد الامتحان الكتابي لغاية الآن؟؟.

تواصلنا مع عديد من المعنيين ، ويرى بعضهم ان تعذر اجراء الامتحان بسبب كورونا ، مبرر واهن ، ويدللون على ذلك بإجراء الوزارة امتحانات لمهن اخرى في ظل انتشار الوباء .

ويهمس آخرون متسائلين: "هل هناك قوى داخل الوزارة في موقع المسؤولية يعيقون اجراء الامتحان ، ولا يرغبون بوجود منافسين لهم في سوق العمل وانهم في أحسن الأحوال، لا يؤمنون بغير اختصاص الجلدية لممارسة المهنة!!؟".

وفي سياق تعطيل المصالح ، هناك من يشير الى تلكؤ الوزارة في الكشف على مراكز العناية بالبشرة لغايات ترخيصها رغم التقدم بطلبات الترخيص حسب الأصول . والغريب ان الوزارة تقوم بجولات وتخالف هذه المراكز ، التي كلفت الكثير وتنتظر الكشف للترخيص منذ مدة غير قصيره ، وتتحمل هذه المراكز تبعات تقصير الوزارة عن القيام بواجبها ، ولكم ان تتخيلوا حجم خسائرها ماديا ومعنويا ، ويقول مراقبون ان التراخيص لهذه المراكز تتم بالقطارة ، ولا تتناسب مع اعداد المتقدمين بطلبات للترخيص .

والشيء بالشيء يذكر وفي سياق تعطيل المصالح نشير الى تلكؤ الوزارة ومماطلتها في اعداد مسودة نظام لمزاولة مهنة تخصص علم التجميل ، بعد ان صدر قرار رئاسة الوزراء باعتبار تخصص علم التجميل من المهن الصحية وتم تكليف وزارة الصحة بإعداد مسودة نظام لمزاولة هذه المهنة .

ويدرس هذا التخصص الجديد في جامعتين اجداهما حكومية والأخرى خاصة ، ومن المهم الإشارة هنا الى ان ديوان الخدمة المدنية أصدر اخيرا التصنيف الجديد واعتبر مهنة علم التجميل من المهن العلمية المطلوبة في سوق العمل داخل المملكة وخارجها للذكور والاناث .

قريبا ستخرج عدد من الطلبة من الجامعات التي تدرس التخصص وسيجدون أنفسهم محاصرين وغير قادرين على العمل بسبب عدم حصولهم على شهادة مزاولة مهنة لغياب النظام وربما يلتحقون بالعمل خلسة فيقعون في الفخ الذي نصبته الوزارة .

نسلط الضوء على ما يحدث في وزارة الصحة من تعطيل لمصالح الناس عل وعسى يتحرك احد لوقف هذا العبث الذي يحركه "تضارب المصالح" ،كما يشير عديد من المتضررين سواء من عدم اعداد النظام الخاص بمزاولة مهنة علم التجميل او عدم عقد الامتحان لمزاولة مهنة العناية بالبشره وإزالة الشعر .


 
تابعو الأردن 24 على google news