2024-05-29 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عام ٢٠٢١ .. بلغ السيل الزبى .. ارحل !!

حاتم الأزرعي
جو 24 :


يلفظ عام ٢٠٢١ انفاسه الأخيرة، وبدأ العد التنازلي لنهاية عام حافل بالاحداث القاسية المؤلمة على إيقاع سيمفونية الكوفيد وفيروسه بتحوراته ، الماضية في اغتيال جهود العالم لوقف عداد الاصابات والموت، دون جدوى تذكر الى يومنا .

وتتجه أنظار الناس اليوم إلى عقارب ساعاتهم أملا في خلاص سريع من إسار عام كبلهم بقيود الذل والهوان وملأ نفوسهم بالاحزان وهدد بالخوف والقلق والتوتر وجودهم في وطن يواجه المجهول في ظروف محلية وإقليمية ودولية تمر بمخاض ولادة عسرة محفوفة بالمخاطر ، واحتمال موت الجنين في رحم حياة دنسها فاسدون اغواهم الشيطان وزين لهم أفعال الخسة!!.

والمشهد واحد من أول العام الى آخره ، محليا وعالميا، عنف هنا وهناك ، يختزل مشهدا قاتما لهيمنة القطب الواحد المسكون بروح " الكاوبوي " وسلوكه المتوحش وتأثيره الطاغي على امتداد كرتنا المسبحة "بحمد "الدولار ،الراكعة تحت أقدام "بركاته"!!.

في الاسبوع الأول من العام ، حرك الكاوبوي الساكن في أعماق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جموع الغاضبين لتقتحم مبنى الكونجرس، أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات الأمريكية وإعلان فوز الرئيس جو بايدن، ودخلوا قاعة مجلس الشيوخ واحتلوها، في مشهد غير مسبوق في عاصمة الديمقراطية، التي كشف راعي البقر زيفها.

اهي الصدفة ؟ ام عقلية راعي البقر التي تَحكُم العالم وتُحكِم قبضتها على خناق الناس في نظام اممي الهيمنة فيه للقتله ؟!.

وكما في الأسبوع الأول من العام في أم "الحرية" امريكا كذلك في الاسبوع الاخير منه في الاردن خيط عنف ممتد مشدود بالحرمان والاحتقان، داخل مجلس النواب وتحت قبة الديمقراطية التي شوهتها اجندات العداء للارض والانسان .

مشهد لم نألفه بهذه الوحشية ولم نر له مثيلا في أفلام الكاوبوي ، ألفاظ نابية وشتم وضرب وركلات بالارجل ولكلمات بالأيدي، وعنف مقيت عنوانه امتهان الكرامة وتدنيس القيم النبيلة واغتصاب المشاعر والفتك بالمتبقي من خصال الرجولة بسلوك صبياني همجي لا يليق بوطن بنى كرامته الاحرار .

من بداية عام ٢٠٢١ وحتى آخر يوم في رزنامته خيط عنف ممتد يشده ويرخية عقل "كاوبوي " في كل بقاع الأرض، قتل وتدمير وتجويع وامتهان لكرامة الانسان، وما زال العنف يتصدر خارطة جغرافيا العروبة ، في العراق وسوريا واليمن والسودان وعدد ما شئت من عواصم تفقد عذرية عروبتها على ايدي المارقين من تلاميذ واتباع مدرسة الكاوبوي.

وليس بعيدا، وعلى مرمى حجر، في الأرض المحتلة يوجه الكيان الغاصب بنادق حقده التاريخي على الصدور العارية الا من ارادة الحياة بحرية وكرامة وعزيمة الانتصار على الكراهية للعيش بسلام.

عام ٢٠٢١ مشحون بالغضب وكظم الغيظ ، ويودعنا محليا في آخر أيامه بمشهد العنف ، كما بدأ خارجيا في بلد الحرية الزائفة والديمقراطية المشوهة.

ومن الواضح الجلي ان العالم ما زال محكوما بعقلية "الكاوبوي" وجوهرها القميء المقيت في قهر الناس جسديا وسحقهم معنويا على مشهد من الناس في سبيل الهيمنة ، حيث يأبى "البطل" الا ان يحسم المعركة "منتصرا " حتى يعترفوا له بالسطوة ، التي لا يعرف غيرها ،وتحكم سلوكه وتحرك تصرفاته وتهيمن ‐ ولا شيء سواها ‐ على مجمل حركاته وحتى سكناته ،في سبيل الهيمنة المتدثرة بعباءة البلطجة وكل اسلحتها واساليبها الملتوية.

في عام ٢٠٢١ عنف ظاهر وباطن في سلوك الافراد والحكومات والدول وقوى الشر وماكناتها الاعلامية التي تسوق العنف بكل أشكال الخداع والتضليل والتبرير وتغلفه بالاكاذيب تحت شعارات العدالة والحرية وحقوق الإنسان التي ينسفها كل ما يجري على أرض الواقع من امتهان لكرامة الإنسان .

عام العنف والقتل والقهر والظلم والظيم وسلب الحقوق ، نبلغك ان السيل بلغ الزبى ، وأعلم أن الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.. ارحل وحبذا ان تأخذ في طريقك السفلة والفاسدين وكل العابثين، لينعم العالم بالهدوء والسكينة ، ويتوقف العنف ويعم السلام .


تابعو الأردن 24 على google news