بين نظرتي المجتمع وعائلاتهم.. شباب تحدوا واقعهم بالعمل في "التنظيفات"
جو 24 : الشاب أحمد محمود الذي لم يتجاوز التاسعة عشر ربيعا من عمره ورغم وجوده على مقاعد الدراسه إلا أنه قرر أن يساعد عائلته المكونة من 6 افراد في تحمل جزء من الاعباء المادية في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة، إضافة إلى توفير مبلغ من المال يساعده في تلبية احتياجاته الخاصة من طعام و مواصلات أثناء ذهابة إلى مركز التدريب المهني لدراسة مهنة "الفندقة".
وانطلاقا من الحس بالمسؤولية قرر أحمد العمل في مجال التنظيفات ورغم صعوبة تنظيم الوقت بين العمل والدراسة إلا أنه شق طريقة وعمل مساءً ليلتحق صباحا بدراسته، وبين الدراسة والعمل استطاع أن يتحدى نفسه وعمل في قطاع يعزف عن العمل فيه الكثير من الشباب الأردني.
يقول أحمد ان عمله في قطاع التنظيفات جاء لتمكين نفسه، وان جمعية انتماء التنمويه ومن خلال مشروعها "إيد بئيد" منحته الفرصة ووفرت له دخل مادي وتمكين معنوي في مكان عمله من خلال متابعته من قبل أعضاء الجمعية في إطار برامجها المختلفة، ويضيف " استطعت خلال عملي أن اساعد أسرتي وخاصة أننا من أصحاب الدخل المحدود، وتكاليف الحياة مرتفعة".
أما زميله الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة فتختصر قصته بأنه كان من أصحاب الدخل المرتفع وكان وضعة المادي بحسب وصفه"ممتاز"، وله ولعائلته تجارة خاصة الا انه ولظروف معينه كتب على عملهم الخاص بالتجارة الفشل مما أدى إلى تراكم الديون عليهم،الأمر الذي جعل الشاب يدخل في حالة إكتئاب وتأثرت نفسيته بسبب النقلة النوعية المفاجئة التي تعرض لها بحسبه ، فمن شاب غني ومدلل إلى شاب فقير لا يملك اي مبلغ رغم بساطته، مما انعكس سلبا على حياته العملية والاجتماعية وعلاقاته مع من حوله.
الشاب الذي حلم وما زال بان يصبح رجل اعمال رفض بسبب مكانته الاجتماعية العمل في قطاع التنظيفات إلا ان قيام والدته وشقيقته بالعمل في هذا القطاع وبقائه في المنزل دون دخل أو معيل له شجعه على القيام بخطوة جريئة وقرر العمل في التنظيفات بإحدى الشركات العاملة في هذا المجال.
الجمعية وفرت للشاب وعائلته فرصة عمل تؤمن لهم احتياجاتهم الاساسية، واصبح الشاب متقبلاً لفكرة العمل كعامل نظافة، وشجعه على ذلك أكثر برنامج المتابعة الاجتماعية التي تقدمه الجمعية.
أحمد وزميله وما يقارب الـ100 شاب وشابه شملهم مشروع "إيد بئيد " الذي أطلقته جمعية انتماء التنموية بداية عام 2013 ، رئيس الجمعية ابراهيم المصري قال أن مشروع " إيد بئيد " الذي استفاد منه عشرات الشباب يهدف للحد من البطالة بين فئات الشباب الأردني من خلال خلق فرص عمل في العديد من القطاعات الخدمية، وأشار ان المشروع الذي ينفذ بدعم من صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني يهدف الى احلال العمالة الاردنية مكان العمالة الوافدة في العديد من القطاعات التي يكاد ينعدم فيها وجود العامل الاردني وتوفير فرص عمل للشباب في العديد من القطاعات المرفوضة اجتماعيا.
واضاف ان الجمعية ولتحقيق هذه الغاية تنظم برامج استقطاب وتدريب مهني وتوظيف ومتابعة للشباب المستهدفين لحثهم على الاستمرار في الوظيفة التي اختاروها وتطوير قدراتهم مهنيا واجتماعيا، واشار المصري الى ان الجمعية بدات مشروعها باختيار قطاع خدمات التنظيف حيث عملت على تدريب 110 شباب من كلا الجنسين وتوظيفهم بمؤسسات أردنية، وقال ان الجمعية نفذت من خلال المشروع برنامج متابعة نفسية اجتماعية للمشاركين نفذه فريق عمل متخصص في اماكن عملهم وضمن مجتمعات المستفيدين وأسرهم، اظهر أن غالبيتهم العظمى هم المعيل الوحيد لأسرهم، وأن دخلهم الذي لا يتجاوز 200 دينار غير كاف لسد الاحتياجات الأساسية لأي عائلة وعدم ثبات الدخل عند الغالبية العظمى من الفئة التي تم اختيارها للتدريب.
ووفق المصري يتم الاتفاق مع شركات خاصة لتدريب وتشغيل العاملين مشيرا الى ان الجمعية اختارت القطاع الخاص للتوظيف لسهولة الاجراءات عدا عن ان القطاع العام يخضع لنظام الخدمة المدنية.
وفي سياق المتابعة الاجتماعية والنفسية تنظم الجمعية للمستفيدين سلسلة من النشاطات الاجتماعية والترفيهية التي تهدف إلى دمج العاملين في مجتمعهم، إضافة إلى الحد من ثقافة العيب المنتشرة في المجتمع.
وقال المصري إن مثل هذه النشاطات اللامنهجية تهدف للتركيز على تجسيد المحبة والتواصل الإنساني، والتآلف والتعاون، وتعزيز أواصر العلاقات الشخصية والاجتماعية فيما بين جميع العاملين واسرهم ومجتمعهم لتمكين العامل بين أفراد اسرته ومجتمعه المحلي المحيط به.
وجاءت فكرة المشروع بحسب المصري بعد دراسة لأوضاع العاملين في قطاع التنظيفات الذي بينت أن ما نسبته 98% من العاملين في هذا القطاع هم عمالة وافدة، لتكون هذه النسبة حافزا للقائمين على المشروع لخلق فرص عمل في هذا القطاع، حيث تم تدريب وتوظيف مجموعة تجريبية في عام 2012 لإختبار مدى كفاءة استراتيجية المشروع ، وبعد التزود بالتغذية الراجعة من المجموعة التجريبية قامت الجمعية بتطوير استراتيجية المشروع وتطبيقها على مجموعة جديدة من الشباب تم تدريبهم استمر 98% منهم في العمل مما يدل على استدامة المشروع.
وتأسست جمعية انتماء وفقاً للمصري بتاريخ 4/ 12/ 2008 من قبل مجموعة شباب اردني مؤمن بضرورة إحداث تغيرات ايجابية في مجتمعهم ووطنهم معتمدين على شغفهم وعلى خبراتهم في العمل الاجتماعي المكتسبة من خلال تطوعهم في مجموعة كبيرة من المشاريع التنموية المنفذة من قبل جهات محلية ودولية.
ويهدف إنشاء الجمعية إلى تصميم وتنفيذ البرامج التنموية التي تعزز كل ما هو ايجابي في المجتمعات المحلية ومكافحة الظواهر والمفاهيم والعادات السلبية فيها.
وتحمل الجمعية رسالة مفادها " تفعيل روح الايجابية في المجتمع الأردني" أما رؤيتها فتتجسد بـ"مجتمع ايجابي بتفكير افراده وتواصلهم معاً وتقبلهم لأنفسهم ولغيرهم من منظور انساني ثم وطني".
ومن الجدير ذكره ان الجمعية ستعمل مع بداية العام القادم على تأهيل وتمكين ما يقارب ال900 شاب وشابه للعمل في قطاعات التنظيفات وعمل المنازل وتنظيف السيارات ورفد سوق العمل بشباب مؤهل قادر على العمل بمهارة.
(شيرين مازن- المرصد العمالي )
وانطلاقا من الحس بالمسؤولية قرر أحمد العمل في مجال التنظيفات ورغم صعوبة تنظيم الوقت بين العمل والدراسة إلا أنه شق طريقة وعمل مساءً ليلتحق صباحا بدراسته، وبين الدراسة والعمل استطاع أن يتحدى نفسه وعمل في قطاع يعزف عن العمل فيه الكثير من الشباب الأردني.
يقول أحمد ان عمله في قطاع التنظيفات جاء لتمكين نفسه، وان جمعية انتماء التنمويه ومن خلال مشروعها "إيد بئيد" منحته الفرصة ووفرت له دخل مادي وتمكين معنوي في مكان عمله من خلال متابعته من قبل أعضاء الجمعية في إطار برامجها المختلفة، ويضيف " استطعت خلال عملي أن اساعد أسرتي وخاصة أننا من أصحاب الدخل المحدود، وتكاليف الحياة مرتفعة".
أما زميله الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة فتختصر قصته بأنه كان من أصحاب الدخل المرتفع وكان وضعة المادي بحسب وصفه"ممتاز"، وله ولعائلته تجارة خاصة الا انه ولظروف معينه كتب على عملهم الخاص بالتجارة الفشل مما أدى إلى تراكم الديون عليهم،الأمر الذي جعل الشاب يدخل في حالة إكتئاب وتأثرت نفسيته بسبب النقلة النوعية المفاجئة التي تعرض لها بحسبه ، فمن شاب غني ومدلل إلى شاب فقير لا يملك اي مبلغ رغم بساطته، مما انعكس سلبا على حياته العملية والاجتماعية وعلاقاته مع من حوله.
الشاب الذي حلم وما زال بان يصبح رجل اعمال رفض بسبب مكانته الاجتماعية العمل في قطاع التنظيفات إلا ان قيام والدته وشقيقته بالعمل في هذا القطاع وبقائه في المنزل دون دخل أو معيل له شجعه على القيام بخطوة جريئة وقرر العمل في التنظيفات بإحدى الشركات العاملة في هذا المجال.
الجمعية وفرت للشاب وعائلته فرصة عمل تؤمن لهم احتياجاتهم الاساسية، واصبح الشاب متقبلاً لفكرة العمل كعامل نظافة، وشجعه على ذلك أكثر برنامج المتابعة الاجتماعية التي تقدمه الجمعية.
أحمد وزميله وما يقارب الـ100 شاب وشابه شملهم مشروع "إيد بئيد " الذي أطلقته جمعية انتماء التنموية بداية عام 2013 ، رئيس الجمعية ابراهيم المصري قال أن مشروع " إيد بئيد " الذي استفاد منه عشرات الشباب يهدف للحد من البطالة بين فئات الشباب الأردني من خلال خلق فرص عمل في العديد من القطاعات الخدمية، وأشار ان المشروع الذي ينفذ بدعم من صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني يهدف الى احلال العمالة الاردنية مكان العمالة الوافدة في العديد من القطاعات التي يكاد ينعدم فيها وجود العامل الاردني وتوفير فرص عمل للشباب في العديد من القطاعات المرفوضة اجتماعيا.
واضاف ان الجمعية ولتحقيق هذه الغاية تنظم برامج استقطاب وتدريب مهني وتوظيف ومتابعة للشباب المستهدفين لحثهم على الاستمرار في الوظيفة التي اختاروها وتطوير قدراتهم مهنيا واجتماعيا، واشار المصري الى ان الجمعية بدات مشروعها باختيار قطاع خدمات التنظيف حيث عملت على تدريب 110 شباب من كلا الجنسين وتوظيفهم بمؤسسات أردنية، وقال ان الجمعية نفذت من خلال المشروع برنامج متابعة نفسية اجتماعية للمشاركين نفذه فريق عمل متخصص في اماكن عملهم وضمن مجتمعات المستفيدين وأسرهم، اظهر أن غالبيتهم العظمى هم المعيل الوحيد لأسرهم، وأن دخلهم الذي لا يتجاوز 200 دينار غير كاف لسد الاحتياجات الأساسية لأي عائلة وعدم ثبات الدخل عند الغالبية العظمى من الفئة التي تم اختيارها للتدريب.
ووفق المصري يتم الاتفاق مع شركات خاصة لتدريب وتشغيل العاملين مشيرا الى ان الجمعية اختارت القطاع الخاص للتوظيف لسهولة الاجراءات عدا عن ان القطاع العام يخضع لنظام الخدمة المدنية.
وفي سياق المتابعة الاجتماعية والنفسية تنظم الجمعية للمستفيدين سلسلة من النشاطات الاجتماعية والترفيهية التي تهدف إلى دمج العاملين في مجتمعهم، إضافة إلى الحد من ثقافة العيب المنتشرة في المجتمع.
وقال المصري إن مثل هذه النشاطات اللامنهجية تهدف للتركيز على تجسيد المحبة والتواصل الإنساني، والتآلف والتعاون، وتعزيز أواصر العلاقات الشخصية والاجتماعية فيما بين جميع العاملين واسرهم ومجتمعهم لتمكين العامل بين أفراد اسرته ومجتمعه المحلي المحيط به.
وجاءت فكرة المشروع بحسب المصري بعد دراسة لأوضاع العاملين في قطاع التنظيفات الذي بينت أن ما نسبته 98% من العاملين في هذا القطاع هم عمالة وافدة، لتكون هذه النسبة حافزا للقائمين على المشروع لخلق فرص عمل في هذا القطاع، حيث تم تدريب وتوظيف مجموعة تجريبية في عام 2012 لإختبار مدى كفاءة استراتيجية المشروع ، وبعد التزود بالتغذية الراجعة من المجموعة التجريبية قامت الجمعية بتطوير استراتيجية المشروع وتطبيقها على مجموعة جديدة من الشباب تم تدريبهم استمر 98% منهم في العمل مما يدل على استدامة المشروع.
وتأسست جمعية انتماء وفقاً للمصري بتاريخ 4/ 12/ 2008 من قبل مجموعة شباب اردني مؤمن بضرورة إحداث تغيرات ايجابية في مجتمعهم ووطنهم معتمدين على شغفهم وعلى خبراتهم في العمل الاجتماعي المكتسبة من خلال تطوعهم في مجموعة كبيرة من المشاريع التنموية المنفذة من قبل جهات محلية ودولية.
ويهدف إنشاء الجمعية إلى تصميم وتنفيذ البرامج التنموية التي تعزز كل ما هو ايجابي في المجتمعات المحلية ومكافحة الظواهر والمفاهيم والعادات السلبية فيها.
وتحمل الجمعية رسالة مفادها " تفعيل روح الايجابية في المجتمع الأردني" أما رؤيتها فتتجسد بـ"مجتمع ايجابي بتفكير افراده وتواصلهم معاً وتقبلهم لأنفسهم ولغيرهم من منظور انساني ثم وطني".
ومن الجدير ذكره ان الجمعية ستعمل مع بداية العام القادم على تأهيل وتمكين ما يقارب ال900 شاب وشابه للعمل في قطاعات التنظيفات وعمل المنازل وتنظيف السيارات ورفد سوق العمل بشباب مؤهل قادر على العمل بمهارة.
(شيرين مازن- المرصد العمالي )