يحدث في وزارة الصحة.. تضييق الخناق على الناس!!

قبل شهر ، كتبت هنا في جو ٢٤ مقالة تحت عنوان "يحدث في وزارة الصحة .. تعطيل مصالح الناس!!"، وفي المضمون إشارة الى تعطيل عقد امتحان مزاولة مهنة العناية في البشرة، لتضارب المصالح بين اطباء الجلدية وأصحاب مهنة العناية في البشرة، الذين تغلق في وجوههم ابواب الرزق للبقاء على قيد الحياة لا أكثر.

ويومها ثارت ثائرة الوزارة، وقامت ولم تقعد، وتلقيت اتصالات عتاب من بعض مسؤوليها المعنيين، للكتابة دون الرجوع اليهم او التواصل معهم قبل النشر، لا سيما انه تربطنا علاقات زمالة سابقة، وصداقة بطبيعة الحال، فكان ردي أن مصلحة الناس عندي أكثر أهمية.

على اي حال، تلقيت بعد المقالة اتصالات من عديد من ضحايا تعطيل عقد الامتحان يقدرون اثارة الموضوع، وبالتالي تحديد موعد لعقد الامتحان في السادس من شهر شباط الجاري، لكنهم عبروا في الوقت ذاته عن الخشية من الثأر والانتقام على خلفية اللجوء للإعلام. وللحقيقة فقد استبعدت ذلك، رغم معرفتي وخبرتي بسيكولوجيا المسؤول، ويقيني بوجود مثل هذه النزعات الثأرية لدى عديد منهم، لكن مجريات الاحداث وعقد الامتحان في الموعد المحدد ونتائجة أكدت خشية المتقدمين للامتحان، وكانوا على حق، وكان حسن ظني في غير محله.

المهم، ودون الخوض في التفاصيل الكثيرة، عقد الامتحان في السادس من الشهر الحالي، وبلغ عدد المتقدمين للامتحان (٧٠) ولم ينجح منهم غير (٥)، والله اعلم كيف نجح هؤلاء .

ويشير المتقدمون للامتحان الى انه كان في غاية الصعوبة وإن الأسئلة يعجز عن اجابتها واضعوها وهم على الأغلب اخصائيوا الجلدية، ويؤكدون ان مستوى الامتحان لا يتناسب مع مستوى التحصيل المهني للمتقدمين له، ويخلصون الى ان ذلك جاء عقابا وثأرا، وللحيلول دون اجتياز الامتحان، لقطع الطريق عليهم للحصول على مزاولة المهنة، لاخراجهم من سوقها، لتبقى "حكرا على فئة اطباء اختصاص الجلدية" كما يقولون.

اذا صح ما ذهب اليه المتقدمون لامتحان مزاولة مهنة العناية في البشرة، وهو على الأغلب صحيح، فإن وزارة الصحة لا تعطل مصالح الناس فحسب بل انها اكثر من ذلك تضييق الخناق عليهم، وتحرم هذه الفئة من المهنيين من مصدر رزقهم، وتبقيهم في دائرة الملاحقة تحت شعار مخالفة نظام مزاولة مهنة العناية في البشرة.

وإمعانا في تضييق الخناق، اصدرت وزارة الصحة اخيرا تعليمات رقم ١٢ لسنة ٢٠٢١ معدلة لتعليمات ترخيص ممارسة مهنة العناية بالبشرة وإزالة الشعر / صادرة بمقتضى المادة ٧ و ١٨ من نظام ممارسة المهنة رقم ٩٩ لسنة ٢٠١٦.

وفي المادة ٢ تعدل المادة رقم ٣ من التعليمات الاصلية بإضافة البند ٥ الى( أ ) إليها بالنص التالي : شهادة الثانوية العامة او ما يعادلها ويستثنى من ذلك كل من تقدم للامتحان ولم ينجح.. قبل صدور النظام وتعديلاته.

أحلام وهو اسم حقيقي طرحت علي سؤالا وجهته في رسالة إلى مدير ترخيص المهن في وزارة الصحة،وانتظر اجابته التي لم تأت بعد ، تقول : تدربنا وتعبنا وحصلنا على شهادة من وزارة العمل ، وحلمنا بالعمل تحت مظلة القانون وبحمايته حتى لا نبقى ملاحقين، وعندما تقدمنا بطلب للالتحاق بامتحان مزاولة المهنة ، رفضت اوراقنا وفوجئنا ان السبب تعديل التعليمات ، فلماذا تصدر الوزارة تعليمات بشكل مفاجئ دون سابق إنذار ؟! .

أحلام ومثلها كثيرات ، سرق حلمهن بالحصول على مزاولة مهنة تفتح لهن باب رزق ، يساعدهن في اعالة اسرهن لمواجهة شظف العيش ، فلماذا تغلقه الوزارة وتضييق عليهن الخناق !؟.

الناس لم تعد تحتمل كل هذا التضييق ، وأعتقد أن المتضررات من نتائج الامتحان وتعديل التعليمات سيطرقن باب الوزير أملا في استعادة حلمهن المسروق ، فهل يفتح باب امل اغلقته تعديلات جائرة وثأر مبيت ؟!.