جامعاتنا بخير
الدكتور المحامي محمد الزبيدي
جو 24 :
خلال اليومين الماضيين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في قضية ما يسمى "متحرش التكنو" هذه القضية من الواجب علينا جميعا الوقوف عندها طويلا، والبحث في حيثياتها، ومن الواجب علينا جمعيا ان نكون متفقين على سلامة الجامعات والتعليم واعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في وطننا حتى وان كان هنالك بعض التجاوزات والتي يرغب البعض في تعميمها بصورة ممنهجة تسيء الى سمعة المنظومة التعليمية برمتها.
تابعت خلال الايام الماضية حجم الهجمة على المئات من اعضاء الهيئة التدريسية ومحاولة البعض اظهار القضية على انها ظاهرة تحدث كل يوم في جامعاتنا في الوقت الذي يشهد فيه التاريخ والقاصي والداني بسلامة المنظومة التعليمية في الاردن وسلامة القوانين التي تحفظ حق الجميع من تغول أي طرف على الاخر.
ما اطلعت عليه وما شاهدته خلال الايام الماضي لا يكاد يصدق . كيف يتم توجيه الاتهامات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بصورة مباشرة و كيف تعقد المحاكمات من خلال الفضائيات وغيرها لنا ان نتناول قضية بهذه الحساسية بهذه السطحية في حال كان هنالك تجاوزات من أي طرف على الاخر فأن الجهات التحقيقية المختصة كفيلة في كشف المستور وعرض الحقائق للمواطنين دون اغتيال الشخصيات.
لا ادافع عن احد، ولكن ادافع عن اخلاق الشعب الاردني والجامعات الاردنية التي اهتزت اليوم. من تثبت ادانته يستحق ما يحصل له ويستحق اقصى العقوبات. ولكن ان يتم تناول الاشاعات والاتهامات والبينات في هذه الطريقة وبهذه العلنية فنحن لسنا بخير .
نحن مطالبون جميعا اليوم في مراجعة المنظومة الفكرية التي نتبعها في التعامل مع القضايا الحساسة اذ انه من غير المعقول ان نبقى نستمع الى طرف ونعقد المحاكمات قبل ان نطلع على الحقيقة كاملة، اؤكد ان الجهات المختصة ستواصل التحقيق الى ان تصل الى الحقيقة ولكن أي حقيقة هل هي الحقيقة التي حاول كل طرف اظهارها او ان الحقيقة التي سيقودها الرأي العام بناء على العاطفة.
من الضروري تحري الدقة وعدم الطعن في مؤسساتنا الاكاديمية والتي تعد ركيزة اساسية من ركائز وطنننا الحبيب الذي عرفة ويعرفه كل العرب بمنظومته القانونية السليمة واجهزته التحقيقية الحصيفة ولذلك ادعو من يفكر ان يفكر طويلا قبل ان يكيل التهم او يحمل سيف الدفاع.