الزيارات الملكية للمحافظات حوار مع من؟
الدكتور المحامي محمد الزبيدي
جو 24 :
الزيارات الملكية للمحافظات الأردنية مليئة بالحب والاهتمام وترسخ معاني العمل الميداني لكافة اطياف المجتمع الاردني تأتي تلك الزيارات في إطار سعي الملك إلى الاتصال والحوار مع المواطنين والوقوف على احتياجاتهم وتلمس طلباتهم بصورة مباشرة من خلال التقاء القائد بشعبه والاستماع الى رائيه ونبضه وتطلعاته.
تنسجم تلك الزيارات مع توجيهات الملك المستمرة للحكومات المتعاقبة للنزل للشارع وتلمس احتياجاته وهذا ما يهدف له الملك وهي زيارات تعزز قيم الديمقراطية التي يطمح الشعب الأردني بموالاته ومعارضته للوصول اليها.
الملفت للنظر أن الزيارات الملكية جاءت لتحاور وتستمع الى المواطنين الا انه في بعض الحالات يتم اقصاء فئة الشباب والتي لطالما ركز الملك في مختلف لقائته فيطرح سؤال هنا هل من حضر هذه اللقاءات يمثلون فعلا نبض اهالي المنطقة او المدينة او المحافظة وهل يعكسون اتجاهاته ويمثلون مطالبه الإصلاحية وهل الذين قاموا باختيار الشخصيات المدعوة للتشرف بلقاء الملك هم الجهات المضيفة في أي مدينة او محافظة اردنية أم يترك الامر برمته للديوان الملكي ومستشارية شؤون العشائر.
زيارة جلالة الملك الى منطقة البادية الشمالية والتي من المتوقع ان تكون في العشرين من تموز الحالي استثني منها العديد من فئة الشباب من اهالي المنطقة والذين كانوا قد تقدموا بطلبات رسمية لمطالب واحتياجات الاهالي.
يثير اهتمامي في زيارات الملك بمختلف المحافظات ويلفتن هي خلالها ان بعض الجهات تسعى الى أن تكون لقاءات القائد بشعبه أقرب ما تكون إلى حوار مع الذات أكثر منه حوار مع الآخر ولا يرغبوا في ان يقف الملك على حقيقة نبض الناس ومطالبهم.
وعليه فقد كان من باب أولى أن يقوم المسؤولين عن دعوة المواطنين للتشرف بلقاء الملك أن يتم دعوة مختلف الاطياف والتركيز على فئة الشباب فإقصاء الشباب الطامح خلف دعوات الملك يؤجج الأمور ويأزم الشعور بالاستثناء وعدم القبول.
نؤمن تماما بأن الملك للجميع ولقد قلنا في غير مرة أن القيادة السياسية إذا ما تحيزت لفئة دون أخرى أو لأنصارها فقط واستثنت غيرها فتكون قد اوصلت رسالة غير سليمة للملك.