جذر البلاء
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : جذر البلاء وأسّ الفتنة ومحل الداء وجوهر المشكلة عندنا في الاردن وفي الاقليم وفي نصف الكرة الارضية الشرقي هو الكيان "الصهيوني" المصطنع على أرض فلسطين وفي قلب العالم العربي, ذلك الكيان الذي يمثل رأس الحربة الغربية الاستعمارية, ورأس سهم التحالف الصليبي الصهيوني المسموم المنغرس في العمق العربي.
وتتلخص المشكلة بأن وجود هذا الكيان يقتضي فرض حالة سياسية واجتماعية واقتصادية في الاقليم تخدم وجود الكيان وتحميه وتؤمن مستقبل وجوده, وهذا يعني أن كل السياسات الامريكية والغربية في المنطقة تقتضي تطويع الانظمة والشعوب لتتكيف مع هذا الواقع المفروض قسراً أو طواعية, بالترغيب أو بالترهيب, كما أن وجود هذا الكيان يقتضي جملة من الثوابت والمبادئ التي يجب أن تكون راسخة ودائمة, تتمثل بما يلي:
أولاً: يجب أن تبقى المنطقة مفرقة ومجزأة, وهذا يقتضي الحيلولة دون قيام أي وحدة صحيحة بين أي قطرين أو بين أي شعبين عربيين, خاصة في المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني, ولذلك من الخطوط الاستراتيجية للتحالف الصليبي الغربي أن لا تتم وحدة حقيقية بين (مصر والشام) لأنها تمثل أكبر خطر يهدّد مستقبل الكيان, وليس هذا فحسب بل يجب عدم السماح بإنشاء وحدة تجمع بلاد الشام والعراق, أو جمعهما مع الجزيرة العربية.
بل تعدى الامر الى محاولة تقسيم الدول المقسمة مثل السودان والحبل على الجرار..
ثانياً: يجب إثارة النزعات العرقية والاثنية والدينية والمذهبية بين شعوب العالم العربي, وحتى داخل الشعب نفسه, ولذلك نلاحظ ان هناك تركيزا كبيرا على إثارة النزاع بين العرب والاكراد في العراق وسورية وتركيا والنزاع بين الشيعة والسنة, والعمل على بقاء هذا الجرح نازفاً بشكل دائم, بالاضافة الى إثارة الخلاف بين المسلمين والاقباط في مصر, وإثارة الخلاف بين الامازيغ والعرب في دول المغرب العربي, وإثارة الخلاف بين العرب والطوارق في ليبيا ودول إفريقيا, وإثارة الخلاف بين العرب والزنوج في السودان, وبين العرب وغير العرب في دارفور والمناطق الغربية, وينسحب عليه تغذية الخلاف بين الاردنيين والفلسطينيين في الاردن.
ثالثاً: إثارة الخلاف بين العالم ودول الجوار الاسلامي, كما نلاحظ الخلاف الذي يتصاعد مع إيران, وخلاف الحدود في الاهواز وجزر الخليج العربي وما يجري في البحرين هو جزء من هذا المخطط أو يخدمه على أقل تقدير, وكذلك الخلاف بين أثيوبيا وجيرانها العرب, وكذلك أرتيريا وما يجري في الصومال.
رابعاً: تشويه صورة المشروع النهضوي العربي الاسلامي, الذي يهدف الى تحرير وإعادة بناء الامة العربية الاسلامية لتكون قادرة على حمل رسالتها العالمية ومشروعها الحضاري الكبير, من خلال إدخال بذرة التطرف والعنف والتكفير والنزاع العقدي الفكري الذي يدمر الامة من داخلها, ويقضي على فسحة الامل لدى الاجيال بإمكانية التحرر والبناء الذاتي الحضاري المتميز, ولذلك هذا يفسر الحملة الاعلامية الشرسة على قوى النهوض الاسلامي.
وعندنا هنا في الاردن أيضاً تتجلى مشكلتنا الحقيقية الداخلية عن طريق هذا الكيان, فهو الذي يريد أن يفجر الصراع بين مكونات الشعب الواحد, ويثير النزاع الاردني الفلسطيني بين العائلات والعشائر والمدن, ويريد أن يبقى الاردن ساحة نفوذ له, ويريدها أن تكون جسراً للعبور الى الخليج وبقية الاقطار العربية, ويريد إبقاء الاردن ضعيفاً سياسياً واقتصادياً وعلمياً واجتماعياً, ويريد الاردن مكبلاً مقيداً غير قادر على الانطلاق والنهوض والاصلاح. ومن هنا فإن مشروع الاصلاح الوطني الاردني الذي يهدف الى تحصين الاردن من النفوذ الصهيوني ومن ربقة الفساد هو الطريق الصحيح لمشروع المواجهة الاكبر مع المشروع الصهيوني الذي يهدد الاردن والعالم العربي كله وكذلك العالم الاسلامي.
ومن هنا فلن يتحقق الاصلاح من خلال الرضى بالواقع السياسي المفروض إقليمياً ومحلياً, ولن يتم الاصلاح من خلال التكيّف مع وجود هذا الكيان المحتل وآثاره والرضى بسياساته المفروضة علينا, ولذلك لا بد من شراكة أردنية فلسطينية على أسس صحيحة وواضحة تقتضي الانخراط في مشروع الاصلاح الوطني الذي يعد مقدمة لمشروع التحرير الكبير, وبغير ذلك فسوف نبقى في دوامة من المشاكل التي لا تنتهي.
العرب اليوم
وتتلخص المشكلة بأن وجود هذا الكيان يقتضي فرض حالة سياسية واجتماعية واقتصادية في الاقليم تخدم وجود الكيان وتحميه وتؤمن مستقبل وجوده, وهذا يعني أن كل السياسات الامريكية والغربية في المنطقة تقتضي تطويع الانظمة والشعوب لتتكيف مع هذا الواقع المفروض قسراً أو طواعية, بالترغيب أو بالترهيب, كما أن وجود هذا الكيان يقتضي جملة من الثوابت والمبادئ التي يجب أن تكون راسخة ودائمة, تتمثل بما يلي:
أولاً: يجب أن تبقى المنطقة مفرقة ومجزأة, وهذا يقتضي الحيلولة دون قيام أي وحدة صحيحة بين أي قطرين أو بين أي شعبين عربيين, خاصة في المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني, ولذلك من الخطوط الاستراتيجية للتحالف الصليبي الغربي أن لا تتم وحدة حقيقية بين (مصر والشام) لأنها تمثل أكبر خطر يهدّد مستقبل الكيان, وليس هذا فحسب بل يجب عدم السماح بإنشاء وحدة تجمع بلاد الشام والعراق, أو جمعهما مع الجزيرة العربية.
بل تعدى الامر الى محاولة تقسيم الدول المقسمة مثل السودان والحبل على الجرار..
ثانياً: يجب إثارة النزعات العرقية والاثنية والدينية والمذهبية بين شعوب العالم العربي, وحتى داخل الشعب نفسه, ولذلك نلاحظ ان هناك تركيزا كبيرا على إثارة النزاع بين العرب والاكراد في العراق وسورية وتركيا والنزاع بين الشيعة والسنة, والعمل على بقاء هذا الجرح نازفاً بشكل دائم, بالاضافة الى إثارة الخلاف بين المسلمين والاقباط في مصر, وإثارة الخلاف بين الامازيغ والعرب في دول المغرب العربي, وإثارة الخلاف بين العرب والطوارق في ليبيا ودول إفريقيا, وإثارة الخلاف بين العرب والزنوج في السودان, وبين العرب وغير العرب في دارفور والمناطق الغربية, وينسحب عليه تغذية الخلاف بين الاردنيين والفلسطينيين في الاردن.
ثالثاً: إثارة الخلاف بين العالم ودول الجوار الاسلامي, كما نلاحظ الخلاف الذي يتصاعد مع إيران, وخلاف الحدود في الاهواز وجزر الخليج العربي وما يجري في البحرين هو جزء من هذا المخطط أو يخدمه على أقل تقدير, وكذلك الخلاف بين أثيوبيا وجيرانها العرب, وكذلك أرتيريا وما يجري في الصومال.
رابعاً: تشويه صورة المشروع النهضوي العربي الاسلامي, الذي يهدف الى تحرير وإعادة بناء الامة العربية الاسلامية لتكون قادرة على حمل رسالتها العالمية ومشروعها الحضاري الكبير, من خلال إدخال بذرة التطرف والعنف والتكفير والنزاع العقدي الفكري الذي يدمر الامة من داخلها, ويقضي على فسحة الامل لدى الاجيال بإمكانية التحرر والبناء الذاتي الحضاري المتميز, ولذلك هذا يفسر الحملة الاعلامية الشرسة على قوى النهوض الاسلامي.
وعندنا هنا في الاردن أيضاً تتجلى مشكلتنا الحقيقية الداخلية عن طريق هذا الكيان, فهو الذي يريد أن يفجر الصراع بين مكونات الشعب الواحد, ويثير النزاع الاردني الفلسطيني بين العائلات والعشائر والمدن, ويريد أن يبقى الاردن ساحة نفوذ له, ويريدها أن تكون جسراً للعبور الى الخليج وبقية الاقطار العربية, ويريد إبقاء الاردن ضعيفاً سياسياً واقتصادياً وعلمياً واجتماعياً, ويريد الاردن مكبلاً مقيداً غير قادر على الانطلاق والنهوض والاصلاح. ومن هنا فإن مشروع الاصلاح الوطني الاردني الذي يهدف الى تحصين الاردن من النفوذ الصهيوني ومن ربقة الفساد هو الطريق الصحيح لمشروع المواجهة الاكبر مع المشروع الصهيوني الذي يهدد الاردن والعالم العربي كله وكذلك العالم الاسلامي.
ومن هنا فلن يتحقق الاصلاح من خلال الرضى بالواقع السياسي المفروض إقليمياً ومحلياً, ولن يتم الاصلاح من خلال التكيّف مع وجود هذا الكيان المحتل وآثاره والرضى بسياساته المفروضة علينا, ولذلك لا بد من شراكة أردنية فلسطينية على أسس صحيحة وواضحة تقتضي الانخراط في مشروع الاصلاح الوطني الذي يعد مقدمة لمشروع التحرير الكبير, وبغير ذلك فسوف نبقى في دوامة من المشاكل التي لا تنتهي.
العرب اليوم