سلطة الإستجداء..!
عندما يصبح الحياء والخجل معدوماً ومفقوداً عند البعض فلا عتب ولا ملامة على ما يقولون أو يفعلون ، وفي الوقت الذي تضمحل وتتلاشى فيه القيم والمبادىء والثوابت الوطنية عند هذا البعض ، فهل يمكن أن يبقى ما يستحق اللوم والإنتقاد ؟ نكتب ذلك ونحن على ثقة ويقين بأن توجيه الكلام إلى هذه الفئة الطاغية والمتنفذة و الفاسدة في سلطة رام الله ما عاد يجدي أو ينفع ، وعليه فإن المطالبة بتطهير الأرض من نجاستها وشرها و رجسها هو الأمر الذي يجب أن يلتقي ويجتمع حوله أحرار وشرفاء هذه القضية .
عقدان من الزمن تكاد تنقضي من عمر مؤامرة أوسلو المقيتة والبغيضة ، عقدان ونحن ننتقد سلامهم المزعوم ، ومفاوضاتهم العبثية مع سفلة بني صهيون ، عقدان ونحن نصب كل ما في صدورنا وأقلامنا من غصب على سياساتهم ونهجهم ، وعلى مستنقع الرذيلة الذي اختاروا طوعا الغرق في مياهه الآسنة ، فهل غيرنا فيهم مسلكا أو موقفا ؟ هل ارتدعوا ولو قليلا ؟ هل أعلنوا الرجوع والتوبة عن خيانة وجريمة إرتكبتها أيديهم ؟ قطعا لن يكون الجواب إلا بالنفي ومهما حاولنا التقيد بالمنطق والموضوعية .
وحتى لا نكون من الظالمين ، أو من الشامتين الذين يبحثون عن صيد لهم في المياه العكرة ، وإنطلاقا من حرصنا الوطني الذي لا نزاود فيه على أحد ، فإن الضرورة تقتضي التوقف عند تخوم آخر الجديد الذي خرج من جعبة الرئيس محمود عباس رئيس هذه السلطة والآمر الناهي بكل ما يتعلق بشؤونها الداخلية والخارجية .
الرئيس ، وحسب ما تناقلت وكلات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة ، يعترف بوجود ثلاثة الآف بندقية جاءت كهبة ومساعدة من روسيا ومصر للسلطة ، وأنها موجودة كأمانة في إحدى المستودعات الأردنية ، ولكن " إسرائيل " ترفض وتمانع في دخولها إلى الجهات المسؤولة في أجهزة هذه السلطة .
الرئيس يا أهل الخير يؤكد أن هذه الشحنة ، ودخولها ، ووصولها إلى أيدي عناصر الأمن التابع لهذه السلطة هو أمر ضروري ، وسوف يساعد في مواجهة ومحاربة " الإرهاب " في مناطق نفوذ هذه السلطة ، وسوف يمكنها من بسط نفوذها الأمني ، ومن أجل ذلك فقد قام سيادة الرئيس بطلب و إستجداء وساطة بعض المتنفذين في اللوبي الصهيوني الأمريكي للضغط على حكومة المجرم نتنياهو لإقناعها بجدوى الموافقة على دخول هذه الشحنة .
في قديم الزمان ، قالت العرب أن عند جهينة الخبر اليقين ، ولذلك فقد عدنا لجهينة على أمل أن نجد عنده ما يشفي العليل من تصريحات الرئيس أبو مازن ، ولكنه وللأسف انفجر باكيا وشاكيا ، وأبدى أسفه ورفضه لمجرد حتى التعليق ، ونصحنا بالتوجه إلى محرك البحث " جوجل " للعثور على جواب ، وتفسير لأقوال الرئيس الذي قرر أخيرا أن يحارب الإرهاب في الوطن المحتل !
لا تعليق ، ولا تعقيب ، وإذا كنا قد استطعنا ولغاية الآن استيعاب كل محطات العبث والفشل التي وقعت فيها سلطة أوسلو ، فإننا نجد أنفسنا في غاية الحيرة ونحن نبحث ونفتش عن " الإرهاب " الذي يريد القضاء عليه أبو مازن وأجهزته الأمنية ، وللخروج من دوائر هذه الحيرة ، فإن ما نود أن يعلمه الرئيس وأجهزته وكل العاملين فيها من زعران " دايتون " أنهم هم الإرهاب الذي يجب القضاء عليه واجتثاثه من جذوره ، وأنهم هم الذين بدلوا جلودهم وتخلوا عن إنتماءهم لشعبهم وقضيته الوطنية ، وهم في ذات الوقت ليسوا سوى صفحة الذل والعار التي لا بد وأن تحرقها إرداة وعزيمة الأحرار من أبناء شعبنا .
السلطة ، ورئيسها ، (...) هم المارقين والراحلين عن صدورنا وعن كواهلنا ، وصراعنا مع عدونا الغاصب هو الباقي ، وثورة الغضب قادمة ، والإنتفاضة الثالثة ستنفجر ، ووحدتنا الوطنية لا بد أن تولد من جديد ، والحجارة اشتقات إلى أيدي رماتها ، وزجاجات المولوتوف الحارقة تجري تعبئتها على قدم وساق ، فلا إرهاب في الضفة وكل ما فيها لن يكون سوى طلاب ثورة و جهاد و مقاومة أو إستشهاد .
د.امديرس القادري