الإعلام بين الإثارة والمصداقية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : أصبح الإعلام يمثل ضرورة سياسية وحاجة اجتماعية ملحة، حيث أنه يحتل موقعاً مهماً جداً على صعيد نقل المعلومة وإيصال الحقيقة، من أجل التعامل معها والتفاعل مع مقتضياتها، قبل اتخاذ القرار على جميع المستويات وفي كل مجالات الحياة، التي تخص كل الأمم وكل الشعوب، وكل الجماعات وكل الأفراد بلا استثناء.
الحياة بتفصيلاتها الكثيرة التي لا عد لها ولا حصر، عبارة عن تنفيذ قرارات، بغض النظر عن درجة الصواب والخطأ في اتخاذ هذه القرارات، لكن الأمر البديهي الذي لا خلاف عليه أن القرار الصحيح يعتمد على معلومة صحيحة، تم الحصول عليها بطريقة صحيحة، ومن ثم التعامل معها بطريقة صحيحة، وغالباً ما تكون القرارات الخطأ، قد اعتمدت على معلومات خطأ، أو استخدمت طريقة غير صحيحة في الحصول عليها، أو بسبب التعامل غير الصحيح مع المعلومات المتوافرة، إما لنقصان الخبرة، أو نقصان الحنكة الإدارية أو انعدام الحكمة في تقدير الأمور ومعالجتها.
المهم في هذا كله أن الإعلام يستمد أهميته من خلال امتلاك المعلومة، ومن خلال امتلاك وسائل توصيلها لأصحابها ولكل ذي شأن، ولذلك فإن وسائل الإعلام تتفاوت في مرتبتها ومكانتها من خلال تفاوتها فيما تمتلك من إمكانات البحث عن المعلومة في مظانها، ومن خلال تحري المنهجية العلمية في التحري والبحث، ومن خلال الأمانة العلمية في النقل وفي مقدار الدقة في الاستماع وتلقي المعلومة من مصدرها، ومن ثم تحري الدقة في الصياغة والكتابة والحديث والنقل والتوصيل.
اختلط الحابل بالنابل في هذا الموضوع، فأصبح الإعلام أحياناً «كار من لا كار له»، وأصبح وسيلة للتكسب عند بعضهم، وأصبح ميداناً للمنافسة والمناكفة بين الأشخاص والجماعات، وأحيانا يدخلها عنصر الابتزاز الذي أصبح وسيلة للحصول على المال من باب كفاية الشر والبعد عن الصداع.
الأمر الذي أضحى ظاهرة تستحق المعالجة، أن التنافس بين الوسائل الإعلامية أدى إلى اتباع عنصر «الإثارة» من أجل اجتذاب انتباه الجماهير، وتحصيل أكبر قدر من المتابعة والاهتمام الذي أصبح أحد مؤشرات نجاح الوسيلة الإعلامية، وأصبحت الإثارة أحد الفنون الإعلامية، التي تحتاج إلى دراسة وتخصص وخبرة طويلة، مما جعل عنصر الإثارة يطغى على عنصر المصداقية والدقة في المعلومة، ويكاد الهدف الحقيقي من الإعلام يختفي في ميدان المزاحمة بين المصداقية والإثارة.
البحث عن الإثارة اجتذب عناصر جديدة من جيل الإعلاميين الحديث، الذي فقد عنصر المصداقية والأمانة العلمية، وتخلى عن مبدأ الحيادية المطلوبة ؛التي تشكل الركن الأصيل في المادة الإعلامية، لأن تخلي الإعلامي عن مبدأ الحيادية، ومغادرته لدائرة المصداقية والأمانة العلمية في عمله الإعلامي، يؤدي إلى تضليل صاحب القرار أولاً، ويؤدي إلى تضليل الرأي العام، ومن ثم انقلاب الحقائق الذي يؤدي حتماً إلى جملة مفاسد عظيمة لها أثرها العميق في حياة البشر.
أما الأمر الذي لا علاج له ولا دواء ؛أن يكون بعض المتسللين الى الحقل الاعلامي مصابا بداء نفسي عضال؛او مبتلى بانفصام الشخصية، أو يعاني من نقص في الفهم والإدراك، أو مصاباً بداء التعصب المقيت الذي يحول دون العلمية والموضوعية، في تغطية الأحداث ونقل المعلومة، وتحليلها،مما يؤدي الى خراب «مالطا»،دون ان يشعر بالحرج او بوخزة ضمير!!
(الدستور)
الحياة بتفصيلاتها الكثيرة التي لا عد لها ولا حصر، عبارة عن تنفيذ قرارات، بغض النظر عن درجة الصواب والخطأ في اتخاذ هذه القرارات، لكن الأمر البديهي الذي لا خلاف عليه أن القرار الصحيح يعتمد على معلومة صحيحة، تم الحصول عليها بطريقة صحيحة، ومن ثم التعامل معها بطريقة صحيحة، وغالباً ما تكون القرارات الخطأ، قد اعتمدت على معلومات خطأ، أو استخدمت طريقة غير صحيحة في الحصول عليها، أو بسبب التعامل غير الصحيح مع المعلومات المتوافرة، إما لنقصان الخبرة، أو نقصان الحنكة الإدارية أو انعدام الحكمة في تقدير الأمور ومعالجتها.
المهم في هذا كله أن الإعلام يستمد أهميته من خلال امتلاك المعلومة، ومن خلال امتلاك وسائل توصيلها لأصحابها ولكل ذي شأن، ولذلك فإن وسائل الإعلام تتفاوت في مرتبتها ومكانتها من خلال تفاوتها فيما تمتلك من إمكانات البحث عن المعلومة في مظانها، ومن خلال تحري المنهجية العلمية في التحري والبحث، ومن خلال الأمانة العلمية في النقل وفي مقدار الدقة في الاستماع وتلقي المعلومة من مصدرها، ومن ثم تحري الدقة في الصياغة والكتابة والحديث والنقل والتوصيل.
اختلط الحابل بالنابل في هذا الموضوع، فأصبح الإعلام أحياناً «كار من لا كار له»، وأصبح وسيلة للتكسب عند بعضهم، وأصبح ميداناً للمنافسة والمناكفة بين الأشخاص والجماعات، وأحيانا يدخلها عنصر الابتزاز الذي أصبح وسيلة للحصول على المال من باب كفاية الشر والبعد عن الصداع.
الأمر الذي أضحى ظاهرة تستحق المعالجة، أن التنافس بين الوسائل الإعلامية أدى إلى اتباع عنصر «الإثارة» من أجل اجتذاب انتباه الجماهير، وتحصيل أكبر قدر من المتابعة والاهتمام الذي أصبح أحد مؤشرات نجاح الوسيلة الإعلامية، وأصبحت الإثارة أحد الفنون الإعلامية، التي تحتاج إلى دراسة وتخصص وخبرة طويلة، مما جعل عنصر الإثارة يطغى على عنصر المصداقية والدقة في المعلومة، ويكاد الهدف الحقيقي من الإعلام يختفي في ميدان المزاحمة بين المصداقية والإثارة.
البحث عن الإثارة اجتذب عناصر جديدة من جيل الإعلاميين الحديث، الذي فقد عنصر المصداقية والأمانة العلمية، وتخلى عن مبدأ الحيادية المطلوبة ؛التي تشكل الركن الأصيل في المادة الإعلامية، لأن تخلي الإعلامي عن مبدأ الحيادية، ومغادرته لدائرة المصداقية والأمانة العلمية في عمله الإعلامي، يؤدي إلى تضليل صاحب القرار أولاً، ويؤدي إلى تضليل الرأي العام، ومن ثم انقلاب الحقائق الذي يؤدي حتماً إلى جملة مفاسد عظيمة لها أثرها العميق في حياة البشر.
أما الأمر الذي لا علاج له ولا دواء ؛أن يكون بعض المتسللين الى الحقل الاعلامي مصابا بداء نفسي عضال؛او مبتلى بانفصام الشخصية، أو يعاني من نقص في الفهم والإدراك، أو مصاباً بداء التعصب المقيت الذي يحول دون العلمية والموضوعية، في تغطية الأحداث ونقل المعلومة، وتحليلها،مما يؤدي الى خراب «مالطا»،دون ان يشعر بالحرج او بوخزة ضمير!!
(الدستور)