راقبوا فلذات أكبادكم في الحضانات ورياض الأطفال!
نتمنى على الأهالي فتح أعينهم والقيام بتفتيش فجائي بين الفترة والأخرى للإطلاع على واقع حال فلذات أكبادهم الذين يودعونهم في الصباح الباكر في دور الحضانة أو رياض الأطفال حتى إذا انتهى دوامهم الرسمي عادوا لاستردادهم! والمحرك لهذا التمنِّي هو تلك التسريبات التي تصل من هنا وهناك أن مهدئات من تلك المسموح ببيعها في الصيدليات دون وصفات طبية أو أصناف من شراب السعال يتم مزجها بالعصائر وتعطى لأطفالِ بعض دور الحضانات ورياض الأطفال وذلك لإخفات أصواتهم أو إخراسها في حالات معينة، وبالتالي يتم تأطير وتقييد حركتهم لساعات محددة لِتنعم العاملات بتلك الأماكن بالراحة والسكينة.. ولعل ما يستوجب فتح الأعين وأخذ الحيطة والحذر ما يصِل من أخبارٍ أن مسؤولات عن تلك الحضانات وعاملات لديهن يحتفظن بأدوية مثل المشار إليها ويدَّعين أنها بدروجِهنَّ أو حقائِبهِنَّ للإستخدام الشخصي ولِهَزْمِ الصداع وغيره من أوجاع عند الضرورة!
لقد آلمنا جميعاً كما آلَمَ جلالة الملك المعظم غياب الحِسِّ الإنساني والأخلاقي عن ضمائر أصحابِ وعاملينَ في بعض مراكز دور التربية الخاصة المعنيةِ برعاية الأطفال من ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة. وتحقيقاً لكرامة هذه الشريحة من أبناء وبنات الأردن جاءت زيارة جلالته حفظه الله للمراكز وما تبع ذلك من تعليمات سامية وإجراءات عاجلة لوضع الأمور في نصابها الصحيح. ذلك أن التقرير الموثق المصوَّر الذي نشر وبُثَّ قبل يومين يدل على تقصير كبير وإهمال من الجهات الرسمية المعنية بالتفتيش والمراقبة، بل ونضيف والمسؤولين عنهم.. الذين يقبعون في مكاتبهم الفارهة ولِسان حالهم وهم يحتسون القهوة والشاي على نفقة ميزانية الدولة "كل شيء تمام التمام"!
إن دعوتنا للأهالي الكرام، التحرك للإطلاع على ظروف أطفالهم في دور الحضانات ورياض الأطفال ورصد ما يتعرضون لهم من ممارسات وسلبيات مختلفة قد تكون ذات تأثير خطير على مستقبلهم، يزداد الآن أكثر من أي وقت مضى بعد أن ثَبـُتَ بطلان الإتكاء على الكوادر المعنية بالمراقبة والتفتيش كما حصل في مراكز الإعاقات الجسدية التي بالإضافة لما خلفته من أسىً في نفوسنا فقد أساءت إلى صورة بلدنا المشرق على نحو ما..
وختاماً إن جلوس بعض موظفي الوزارات والمؤسسات الرسمية الذين تقتضي طبيعة عملهم التواجد في الميدان للتفتيش والمراقبة وتطبيق القوانين، في مكاتب مؤسسات القطاع الخاص ومراكزهم مثل المذكورة سالفاً أو الشركات والمصانع وغيرها.. وتمضية الوقت بالأحاديث وعدم القيام بالواجب الأساس في التفتيش والتنبيش على كل كبيرة وصغيرة تكون مخالِفة للقوانين يشكل فساداً على نحو ما.. أما الفساد الأكبر منه فهو عندما يوعز المسؤول المباشر لتلك الكوادر بصرف النظر وعدم المرور على بعض تلك الأمكنة لمحسوبيات وصداقات وخوفاً من ردات فعل أصحابها المتنفذين!
حنا ميخائيل سلامة
Hanna_salameh@yahoo.com