jo24_banner
jo24_banner

هل مِن حملة على أوكار المشعوذين والدجَّالين والسَّحَرة؟

حنا ميخائيل سلامة
جو 24 :

مع ازدياد أعداد المشعوذين والدجالين والسَّحَرة وانتشارهم في الأحياء والمناطق المزدحمة بالسكان كذلك ازدياد أعداد من يُروِّج لهم ويستقطب الأبرياء لمَقارهم ضِمن شراكة معينة، فقد بات من الضرورة وقاية المجتمع ورفع الضرر عنه من أفعال تلك الزُّمَر وحماية المواطنين من ممارساتهم البشِعة التي تمادَوا فيها لغياب الرقابة والمحاسبة، بدليل التوسع في أعمالهم والمجاهرة بها من خلال نشر إعلانات في وسائل الإعلام تحت مسمَّى معالجة أمراض معينة أو حلِّ مشاكل مستعصية وفكِّ السِّحر وما ماثل ذلك .

لِذا لا بُدَّ من القيام بحملة واسعة لا تستثني مكاناً للقبض عليهم ومَن يعمل لصالِحهم وتنفيذ ما ينص عليه القانون من عقوبات بحقهم. ومِن ثمَّ مواصلة فتح الأعين لمراقبة تحركاتهم، فسهولة تلك المهنة غير السَّويَّة وما تدرُّه من دخل مالي كبير ومكاسب مختلفة تطِيِب لها نفوسهم تشجعهم بعد انقضاء مدة محكوميتهم -التي علمنا أنها لا تتجاوز بضعة أيام- على تغيير أماكن إقامتهم وإعادة الكرَّة من جديد لإيقاع أبرياء في شِباكِهم ثم ابتزازهم أبشع ابتزاز.


وتستدرج تلك الفئات الزبائن مِن السُّذج والأبرياء من خلال استعمال أدقِّ الحِيَل لإقناعهم حيث تُقدَّم لهم نماذج وهمية لأشخاص نجح العلاج معهم وكان متعذراً على الأطباء من قبل! وكأن علمهم يفوق عِلم الأطباء والمختصين. ومن المعلوم أن أيّ مريض إن لم يكن على درجة من الوعي تجده يتعلق ولو بقشَّة تُعيد له عافيته. ويجري العلاج بأساليب خرافية عجيبة غريبة حيث يتم إيهام أغلب من يقع تحت أيديهم بوقوعهم تحث تأثير سِحْرٍ من ضَربٍ معين، وبعد إحاطتهم بالوساوس والمخاوف تبدأ الهيمنة وممارسة طقوس العلاج. وكثيراً ما سبَّبت الممارسات العنيفة أثناء العلاج أو الخلطات المركَّبة والمجبولة من أصناف مواد متنوعة غريبة لا يقبلها العقل، هذه التي يُجبَر المريض على شربها لفكِّ السِّحر، مضاعفات خطيرة على أجساد المرضى اضطروا بعدها الإسراع إلى المستشفيات لإنقاذهم من تدهور صحتهم دون الإشارة إلى السَّبب والمُسَبِّب حسب أوامر المُشَعوذين الذين يهددون ويتوعدون إن تمَّ ذِكرُ أسمائهم أو مواقع أعمالهم!


وإذا ما عُدنا لسنوات مضت وجدنا وقوع وفيات تم الإعلان صراحة أنها ناجمة عن ممارسات مشعوذين لكن يبدو أن الإجراءات لم تكن رادعة وحاسمة بحقهم فحوَّلوا أعمالهم لمناطق جديدة بعيدة عن نظر من يعنيهم الأمر. ولا بُد من اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمحاسبة الآباء والأوصياء الذين عن تصميمٍ يسُوقون أطفالهم إلى مقار المشعوذين لتطبيبهم من أمراض معينة، دون إدراك أين هُمُ وماذا يُصَبُّ في أفواهِهِم البريئة من أشْرِبَة وخلطات. ويُذعِن الأطفال أثناء الجلسات لقسوة المشعوذين خوفاً مِن سطوة مَن اصطحبهم، حتى ان صرخاتهم تذهل أدراج الرياح. ومع مرور الأيام تتفاقم أوضاعهم الصحية وقد تتردى مع السنوات لتشكِّل هماً ليس على أسَرِهِم فحسب، بل على المجتمع بأسره .

ويتردد في أوساط المجتمع أنّ مأجورين، بل ومأجورات يعملن مع تلك الزُّمر ويتوزَّعْن في أمكنة لا يتوقع المرء وجود هذه النوعية فيها، حيث يجدون صيدهم الثمين باستدراج فتيات ونساء بريئات إلى مواقع ومقار المشعوذين والسَّحَرة، ويكون ذلك بعد معرفة تعثر حظُّهُن أو مَن اجتاحت زوابع اليأس والشقاء مسيرة حياتِهِنَّ. ومع تملق وخداع ألْسِنَة المشعوذين الذين يوهموهُنَّ أن حظهُنَّ العاثر في مشكلة معينة أو في إيجاد شريك حياة أو في شأن من شؤون الزواج أو العقم أو الوظيفة أو النجاح وما غير ذلك يعود لِسِحرٍ معينٍ يقيِّد حياتَهُنَّ، وأنَّ فكَّه وإبطال مفعوله سيغمرهنَّ بالبركات ويفتح الدروب المسدودة.

ويجري في البداية تبديد الشكوك والتمظهر بالنِّية الشريفة لتمتثِل طالبة العلاج لأمر المشعوذ وترتيباته، ومع السيطرة الذهنية والادعاء بمخاطبة قِوى الظلمات والجحيم وحرق تعاويذ وطلِسِمات وما غير ذلك من أفعال. وعند الخضوع الكامل يبدأ اللف والدوران والابتزاز المالي ثم الاستيلاء على حِليِّ الزينة وألاعيب أخرى. حيث تكتم الضحية ما وقع عليها مِن احتيال وممارسة خشية حديث الناس. هذا الأمر يطمئن له المشعوذون لذا يتمادَون في أعمالهم الخسيسة.

وعليه وجب القيام بحملة توعية من خلال سائر المنابر والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والمعاهد والجامعات ووسائل الإعلام للتنبيه والتحذير من خطورة اللجوء لتلك الفئات، كذلك تمرير معلومات عنهم للجهات الأمنية ليبقى مجتمعنا نقيَّاً ومحصناً بوعي وإيمان أبنائه.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير