لماذا لا ترد أمريكا على ضربات الحوثيين؟
المحامي محمد المأمون ابو رمان
جو 24 :
على غير العادة وبعد تلقي صفعات عديدة من الحوثيين سواء في مضيق باب المندب او بقصف الكيان الغاصب نصرة لأهل غزة، نجد ان ردود الافعال الامريكية تتسم بالدبلوماسية والاكتفاء بالتنديد واسقاط المسيرات المتجهة نحو السفن المبحرة في البحر الاحمر والصواريخ المتجهة نحو ايلات، وهذه الخطوات كرد فعل لمثل هذه الممارسات غير معتادة لمن نصب نفسه شرطي العالم والمهيمن على لقرارات الدولية، فهي من يجهض ويمرر القرارات الصادرة عن المجتمع الدولي حسب اهوائها ومصالحها، والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو، لماذا هذا السكوت غير المعهود والدبلوماسية الناعمة من قبل امريكا في مواجهة الحوثيين...؟؟
ان المتمعن في خلفية العلاقة ما بين الادارة الامريكية وجماعة انصار الله الحوثي، يجد ان الادارة الامريكية سبق وفي ولاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب ان صنفت هذه الجماعة كجماعة ارهابية، الا انها عادت ورفعت اسمها وبعد شهرين من ولاية الرئيس الحالي جو بايدن في يناير 2021 من قائمة الجماعات الارهابية ، وهو بمثابة صك غفران وفرصة لاستمرار العمل في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، وقد تفاجئت الادارة الامريكية برد فعل الحوثيين على العدوان الاسرائيلي على غزة بإعاقة الملاحة في مضيق باب المندب وقصف الكيان الغاصب بالصواريخ، ولم تبادر امريكا وعلى غير عادتها بقصف الحوثيين والرد عليهم، ويبدو ان مرد ذلك يعود الى اسباب عديدة تتمثل بعدم رغبة امريكا بتوسيع الحرب الدائرة في غزة الى الشمال والجنوب من اجل تركيز الجهود باتجاه انهاء وجود حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة واقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وتهجيره باتجاه سيناء ضمن مخطط سبق أعداده وتوفير كامل الدعم اللوجستي له، وبتواطؤ دولي وغض طرف اقليمي دون اي اعتبار للضغوط الشعبية العالمية المناهضة لهذه الحرب وما ترمي له من اهداف، ومن جانب اخر نجد ان مساعي السلام والمصالحة ما بين السعودية والحوثيين قد وصلت مراحلها النهائية من خلال الوصول الى اتفاق مبدئي لوقف اطلاق النار الامر الذي يلعب دورا مهما يحول دون توسيع الحرب لإعطاء الفرصة لنجاح جهود اتفاق السلام ما بين الطرفين والحؤول دو تقويضه وامتداد الحرب الى مناطق حساسة وجيوسياسية مؤثرة عل الوجود الامريكي في المنطقة وهي التي لها قواعد عسكرية في دول مجاورة وعلى مرمى صواريخ الحوثيين، فهي لا ترغب في اقحام نفسها وجنودها في هكذا صرع تعرف عواقبه وخصوصا في هذه الوقت، كما ان امريكا وفي هذه المرحلة لا ترغب في زج ايران الداعم للحوثيين في هذا الصراع وهي تعلم قوة تأثير الاخيرة على الساحة العراقية والسورية واللبنانية ،الامر الذي سيؤثر في ميزان القوى وتغيير معادلة الحرب الدائرة في غزة وهو ما لا تريده امريكا ومن قبلها حليفتها اسرائيل ، ولكن ماذا بعد ان تضع الحرب اوزارها وتحسم الحرب في غزة هل ستجتر امريكا واسرائيل غضبهما ويعودا لتصفية حساباتهما بعد اتخاذ كافة الاحتياطات لتفادي الخسائر في المنطقة ، ام ستكون حربا بالوكالة ينغمس فها اطراف جدد سؤال بحاجة الى وقفة وتأمل......؟؟