وضوح المعركة الانتخابية في مصر
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : كان الضباب يلف ميدان المعركة الانتخابية في مصر، التي كانت تحتدم بين جميع الأطياف السياسية التي تمثلت بالمنافسة القوية بين المرشحين الثلاثة عشر، وقدرأسفرت الجولة الأولى عن وضوح تام بين أطراف الصراع الحقيقي، بعد أن انقشع الضباب وانحصر الصراع بين طرفين كبيرين متناقضين، طرف يمثل جوهر الثورة المصرية الحديثة بقيادة الحركة الإسلامية، وطرف يمثل المرحلة السابقة بقيادة "أحمد شفيق" الصورة الحقيقية لنظام مبارك المخلوع بكل تحالفاته وشبكة علاقاته ومصالحه وارتباطاته الداخلية والخارجية.
رغم المفاجأة بصعود أحمد شفيق، الذي استند إلى جدار صلب يتكون من المجلس العسكري وسطوته الذي استطاع كما تقول المعلومات حشد ما يقارب مليون صوت من عناصر الأمن الذين تمّ تزويدهم ببطاقات انتخابية إضافة إلى الحزب الوطني المنحل الذي حكم مصر عقوداً متتالية وبلغ عدد أعضائه ما يقارب (5) ملايين عضو، وما لهم من نفوذ وتأثير في أوساط الدولة والأجهزة الحكومية التي ما زالت في قبضتهم، كما انضم إليهم الأقباط، وشرائح من الشعب المصري التي جرى شراء ذممها بالمال السياسي وتضليل بعضها الآخر، وما نتج عن الحملة الإعلامية التي اشترك فيها تحالف واسع ضد نجاح الإسلاميين عموماً، ومع ذلك فإنّ استقرار المعركة على هذا النحو شيءٌ مثاليٌ جداً.
المطلوب الآن من كل قوى الإصلاح وكل المؤمنين بالتغيير، وكل المطالبين بالحرية والكرامة، والديمقراطية الحقيقية التي تستند إلى إعادة السلطة للشعب والاحتكام إلى صناديق الاقتراع النزيهة أن يعيدوا بناء تحالف الثورة والإصلاح والتغيير في وجه تحالف الاستبداد والفساد والقمع بقيادة فلول النظام السابق.
والمطلوب من الحركة الإسلامية أن تقود المعركة بكفاءة عالية وذكاء سياسي ومرونة واسعة تؤهلها لاستيعاب كل القوى الإصلاحية بغض النظر عن التباينات الفكرية والايدولوجية، التي تسهم في إعادة توحيد الشعب المصري على أهداف الثورة، وأن يتم الاتفاق على جملة المبادئ العامّة التي تتجلى في العمل على تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التي تستند إلى المرجعية الإسلامية الحضارية الثقافية لمجمل الأمّة، وأن تؤسس لجو الحرية الحقيقية التي تسمح بالتعددية السياسية والحزبية والفكرية في إطار الوحدة، وإفساح المجال للمرأة والشباب في المشاركة الفاعلة في كل مستويات القرار والإدارة في الدولة الحديثة، وإعادة النظر في بناء الاقتصاد المصري الإنتاجي الذاتي الذي يعتمد على تنمية الموارد الذاتية، وإرساء أسس العدالة الاجتماعية واعتماد مبدأ التكامل الاقتصادي مع دول الجوار العربي والإسلامي، وفك الارتباط مع العدوّ الصهيوني ومراكز النفوذ الأجنبي الاستعماري، والشروع في قيادة مشروع الوحدة العربية المتدرجة.
وعلى الحركة الإسلامية أن تبذل جهدها في طمأنة الأقباط، وبقية الشرائح التي تمّ تخويفها من صعود الإسلاميين، حتى لا يظلوا مصدراً لدعم فلول النظام وأزلام الثورة المضادة.
إنّ نجاح الشعب المصري في اكتمال ثورته التغييرية الإصلاحية، وتمكنه من اختيار الرئيس الذي يُعبر عن إرادة الشعب الحقيقية والأغلبية الفعلية، سوف يؤدي إلى إذكاء روح الثورة العربية في كل الأقطار الأخرى التي لم تكتمل فرحتها في التغيير والإصلاح الحقيقي، وسوف يشكل ذلك وقوداً دائماً لقطار الإصلاح العربي الذي يجوب العواصم العربية.
العرب اليوم
رغم المفاجأة بصعود أحمد شفيق، الذي استند إلى جدار صلب يتكون من المجلس العسكري وسطوته الذي استطاع كما تقول المعلومات حشد ما يقارب مليون صوت من عناصر الأمن الذين تمّ تزويدهم ببطاقات انتخابية إضافة إلى الحزب الوطني المنحل الذي حكم مصر عقوداً متتالية وبلغ عدد أعضائه ما يقارب (5) ملايين عضو، وما لهم من نفوذ وتأثير في أوساط الدولة والأجهزة الحكومية التي ما زالت في قبضتهم، كما انضم إليهم الأقباط، وشرائح من الشعب المصري التي جرى شراء ذممها بالمال السياسي وتضليل بعضها الآخر، وما نتج عن الحملة الإعلامية التي اشترك فيها تحالف واسع ضد نجاح الإسلاميين عموماً، ومع ذلك فإنّ استقرار المعركة على هذا النحو شيءٌ مثاليٌ جداً.
المطلوب الآن من كل قوى الإصلاح وكل المؤمنين بالتغيير، وكل المطالبين بالحرية والكرامة، والديمقراطية الحقيقية التي تستند إلى إعادة السلطة للشعب والاحتكام إلى صناديق الاقتراع النزيهة أن يعيدوا بناء تحالف الثورة والإصلاح والتغيير في وجه تحالف الاستبداد والفساد والقمع بقيادة فلول النظام السابق.
والمطلوب من الحركة الإسلامية أن تقود المعركة بكفاءة عالية وذكاء سياسي ومرونة واسعة تؤهلها لاستيعاب كل القوى الإصلاحية بغض النظر عن التباينات الفكرية والايدولوجية، التي تسهم في إعادة توحيد الشعب المصري على أهداف الثورة، وأن يتم الاتفاق على جملة المبادئ العامّة التي تتجلى في العمل على تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التي تستند إلى المرجعية الإسلامية الحضارية الثقافية لمجمل الأمّة، وأن تؤسس لجو الحرية الحقيقية التي تسمح بالتعددية السياسية والحزبية والفكرية في إطار الوحدة، وإفساح المجال للمرأة والشباب في المشاركة الفاعلة في كل مستويات القرار والإدارة في الدولة الحديثة، وإعادة النظر في بناء الاقتصاد المصري الإنتاجي الذاتي الذي يعتمد على تنمية الموارد الذاتية، وإرساء أسس العدالة الاجتماعية واعتماد مبدأ التكامل الاقتصادي مع دول الجوار العربي والإسلامي، وفك الارتباط مع العدوّ الصهيوني ومراكز النفوذ الأجنبي الاستعماري، والشروع في قيادة مشروع الوحدة العربية المتدرجة.
وعلى الحركة الإسلامية أن تبذل جهدها في طمأنة الأقباط، وبقية الشرائح التي تمّ تخويفها من صعود الإسلاميين، حتى لا يظلوا مصدراً لدعم فلول النظام وأزلام الثورة المضادة.
إنّ نجاح الشعب المصري في اكتمال ثورته التغييرية الإصلاحية، وتمكنه من اختيار الرئيس الذي يُعبر عن إرادة الشعب الحقيقية والأغلبية الفعلية، سوف يؤدي إلى إذكاء روح الثورة العربية في كل الأقطار الأخرى التي لم تكتمل فرحتها في التغيير والإصلاح الحقيقي، وسوف يشكل ذلك وقوداً دائماً لقطار الإصلاح العربي الذي يجوب العواصم العربية.
العرب اليوم