كرم رب السماء ينهال على الاردن بسخاء!
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه :"وهو الذي ينزل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد"الاية (28) سورة الشورى ، فالحمد لله الذي أدخل الفرح الى قلوبنا ودفع عنا اليأس والقنوط بالغيث الوفير ، فالشكر لله تعالى ، فقد نزل المطر بفضله ورحمته خلال الأيام الماضية بسخاء واكتست الارض بحلة بيضاء ، فأصبحت سيولا تتدفق ، وانهار تجري وأعيننا لا تصدق ما ترى وتسمع ، فاهتزت الأرض وامتلأت السدود ونحن في بداية الموسم المطري ، فخير الله وفير وبرحمته ننعم ونسير .
كرم رب السماء انهال على الاردن بسخاء وكأنه جاء ردا على الذين نظّروا أن الصراع القادم سوف يكون صراعا على المياه ، فعقدوا المؤتمرات وأعدوا الدراسات وجاءوا بالخبراء وأعلنوا أن الاردن يعتبر واحدا من أفقر خمس دول مائيا في العالم وأن العجز المائي يزداد مع ازدياد عدد السكان ، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك فأعلنوا على لسان وزراء المياه والري في ان النقص الحاد في المياه سيتسبب في تعطيل التطور الزراعي والاقتصادي وسيشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين وربما بحدود عام 2020 لن يجد الاردنيون شربة ماء ، فتوقفت أنفاس الناس خوفا على أولادهم وأحفادهم أن يموتوا عطشا ، فسوّقوا لوصفة العلاج التي أعدها خبراء المياه الذي قدموا الدراسات المدعومة بالأرقام الوهميه بأن لا حل ولا منقذ للبشرية إلا بإنشاء المفاعلات النوويه فهي القادرة على تحلية مياه البحر وتوفير المياه الصالحة للشرب ، ولم يكتفوا بالمفاعل النووي فكان لابد من اغراق الاردن بمزيد من القروض الدوليه التي ستكبل الاجيال القادمه بطوق تسديد فوائد القروض ، فكان توقيع اتفاقية ناقل البحرين ، والحجة ذاتها توفير المياه ، وهو ما أكده الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري بان مشروع ناقل البحرين "سيؤمن للأردن 100 مليون م3 من المياه وبكلفة معقولة مؤكدا ان هذه الكمية ستغطي احتياجات المملكة خلال العشر سنوات القادمة كمرحلة أولى ".
فجاء الرد سريعا من رب السماء سبحانه ! فأرسل منخفضا جويا عابرا ليغرق الارض بالمياه المجانية التي ملأت السدود وفي ساعات محدوده وبلا شروط ، فسقطت كل الدراسات في سلة المهملات ، لقد تناسوا ونسوا هؤلاء الخبراء بان الله سبحانه هو خالق البشر وهو الذي يطعمهم ويسقيهم، فسخر لهم المطر،الذي فيه حياة للإنسان والنبات والحيوان ، فقال سبحانه "أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم، أفلا يبصرون؟".
فالشكر لله سبحانه وحده ولا غير ، فمن الذي أمر بحمله إلينا سواه؟ ومن الذي أمر بإنزاله علينا سواه؟ ومن الذي يستحق أن يشكر على نعمته تلك سواه؟ إنه الله جل جلاله ، فمن آيات قدرته سبحانه أن يرينا بأعيننا أن الأمر أولاً وآخراً بيده، وأن الملك ملكه والعطاء عطاءه، وأن الغيث يرسله على من يشاء من خلقه فسبحانه لا اله الا هو .