المتقاعد العسكري يبحث عن كرامة لا تكريم
تابع المتقاعدون العسكريون الاحتفال الذي أقامته المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء بمناسبة يوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين تحت رعاية جلالة الملك عبد الله الثاني والذي اقيم في قصر الملك الحسين بن طلال على شاطئ البحر الميت، وفي قراءة سريعة للحضور والكلمات التي ألقيت من قبل رئيس المؤسسة ( دولة عبد الله النسور ) ومدير المؤسسة ( اللواء المتقاعد محمود ارديسات) ،لاحظ الجميع أن الحضور خلا من صغار المتقاعدين العسكريين من رتبة مقدم فما دون ، وان حضر البعض منهم فقد حضر في دور كومبارس لا غير ، والكلمات التي القيت كانت تتركز حول الدور الهام الذي قام به المتقاعدون العسكريون في خدمة وطنهم والدفاع عنه لكنها لم تأت ابدا على ذكر واقع حالهم بعد التقاعد وخصوصا صغار المتقاعدين العسكريين الذي لا يسر عدوا ولا صديقا ومما يثير العجب العجاب أن نسمع من دولة الدكتور النسور في وصف المتقاعدين العسكريين " حدقة العين ونورها ونبض القلب فبكم وبسببكم نحن هنا اعزة كرام كبار واقوياء في هذا البلد" وهنا أتساءل كيف تستقيم أقوالك مع أفعالك ؟،فقد حاربت المتقاعدين العسكريين في لقمة عيشهم وأغلقت ابواب الدوائر الحكوميه في وجوههم فأصدرت القرارات بعدم تثبيتهم في وظائفهم والتهديد بعدم تجديد عقودهم !!
ترتيب الاحتفال تم بتنسيق بين مؤسسة المتقاعدين العسكريين والديوان الملكي ووزارة الداخلية ممثلة بتوصيات المحافظين ، وتم فيه استبعاد لجان المتقاعدين العسكريين الذين طالبوا بإصلاح مؤسسة المتقاعدين العسكريين التي مارست جميع أشكال التهميش والإقصاء لصغار المتقاعدين العسكريين ، حتى وصل الحال بالبعض منهم التسول على أبواب الجمعيات الخيريه ، نعم تم استبعاد كل من طالب بفتح ملفات مؤسسة المتقاعدين لوجود شبهات فساد حولها، وتم استبعاد كل من طالب بتعديل قانون التقاعد العسكري الذي يحوي الكثير من التشوهات لتقليص الفجوة العميقة بين رواتب كبار المتقاعدين العسكريين وصغار المتقاعدين العسكريين وبين رواتب القدامى والجدد من المتقاعدين العسكريين.
كنا نعلم أن ممثلي لجان المتقاعدين العسكريين لن يتم دعوتهم في يوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين وأن استبعادهم من أي برنامج أو لقاء مع ملك البلاد هو منهج تتبعه مؤسسة المتقاعدين العسكريين حتى لا يصل صوتهم الى صاحب القرار ، فعن أي يوم وفاء للمتقاعد العسكري يتحدثون ؟!، فالمتقاعد العسكري يحتاج الى كرامة لا تكريم ، المتقاعد العسكري يبحث عن حقوق لا مكارم تذهب للمنتفعين ، يا ساده يا كرام الكرامة لا تتحقق في يوم تكريم ويهان فيه المرء في باقي الـ(364) يوم ، فواقع المتقاعدين العسكريين المزري يتحدث عن نفسه ، فقر،بطالة ونكران وإجحاف بحق شريحة أفنت زهرة شبابها في خدمة وطنها الغالي وقيادتها الهاشميه ، فأي وفاء يكون للمتقاعد العسكري يتم تحت تنسيق مؤسسة ساهمت بإعدام المتقاعدين العسكريين ؟
صغار المتقاعدين العسكريين تم استبعادهم من برنامج الاحتفال رغم أنهم يشكلون ما نسبته 90% من المتقاعدين العسكريين ، وهذا دليل على تخلف المنظّمين لهذا الاحتفال ، فصغار المتقاعدين العسكريين كبارا لكنهم لا يعترفون ، فمنهم من أهّل نفسه فأصبح منهم القانوني والمهندس والجامعي ، والنقابي والإعلامي ومنهم أستاذة جامعيين ، وهم قادرون بإذن الله على توحيد جهودهم من أجل تشكيل إئتلاف قوي ومؤثر على مستوى الساحة الأردنية ، ولن يكونوا مجرد ارقام يتم توظيفها للاحتفال والتصفيق في يوم الوفاء ! ولن يكونوا أوراق اقتراع يتم توظيفها في صناديق الانتخابات لإيصال بشوات وشخصيات عامة هدفها حماية الكراسي ولم يشهد تاريخها حماية جسد الوطن الذي أصبح مقعدا يتحرك على كرسي تتقاذفه أمواج عاتية كانت بسبب عصابة تآمرت على الوطن وجودا وهوية ...حمى الله الوطن من شر الفاسدين.