داعش والجزية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : من أغرب الإنجازات وأكثرها إثارة للتعجب والدهشة ، وصولاً إلى أعلى درجات الاستنكار ما أقدمت عليه المنظمة السورية التي يطلق عليها اسم (داعش)، عندما تم الإعلان عن فرض الجزية على «نصارى» الرقّة، إن صحت الأخبار المنقولة عبر وسائل الإعلام العربية والعالمية.
تصرفات «داعش» مستهجنة من قبل أكثر الجماعات الإسلامية تطرفاً مثل «القاعدة» وفروعها، وقد عبر كثير من القيادات السلفية، وكثير من رموز القاعدة عن استنكارهم لأفعالها وأفكارها، وأعلنوا براءتهم منها في أكثر من مناسبة، مما يدل دلالة واضحة تقترب من درجات اليقين على الشبهة الكبيرة التي تغلف هذه المنظمة، وتحيط بنشأتها وقياداتها وأهدافها ودورها وخططها.
أكثر ما يجذب الإنتباه أن دور هذه المنظمة لم يعد متوجهاً ضد النظام الحاكم، كما انه لا يقترب من معاني الحرية التي يحكم بها الشعب السوري، بل هي على النقيض تماماً، حيث أصبح دورها منحصراً في تخريب مسيرة التحرر ضد الاستبداد، وجعلت من نفسها أداة في يد القتلة والسفاحين، وهي في حقيقتها صيغة تطويرية (للشبيحة) الذين ظهروا في بدايات الثورة السورية، والذين كانوا يمثلون رأس الحربة في تقتيل المدنيين والمتظاهرين، وإثارة الرعب في نفوس سكان المدن والريف عن طريق القتل والتدمير والاغتصاب، والإقدام الممنهج على السلوكات البشعة والشائنة والشاذة من أجل إثارة مشاعر الصدمة لدى عامة الناس.
الإقدام على إعلان «فرض الجزية» في ظل الظروف السائدة في سوريا ليس له تفسير إلا شيء واحد متمثل باستراتيجية تشويه الإسلام أولاً، وتشويه كل الحركات الإسلامية المعتدلة وغير المعتدلة، وتشويه ثورات الشعوب العربية وإفشالها، وإثارة الرعب لدى كل شعوب العالم، حتى يتملكهم الخوف من البديل القادم الذي لا يعرف إلا لغة الذبح والقتل والتديمر، المصحوب بالتخلف والحقد الأعمى، والأفكار المرعبة المنبثقة من الجهل والتعصب وسوء الفهم وقلب الحقائق المتعلقة(بالإسلام) ومبادئه وقيمه الحضارية السامية وغاياته القائمة على تحرير الشعوب واحترام كرامة الإنسان، وحرمة دمه وعرضه وماله.
إن الأنظمة والدول التي عملت على اختراق هذه المنظمات وتوجيهها، وتسليحها وتدريبها، وشحنها بالآفكار والقيادات، معروفة تمام المعرفة وهناك معلومات ومؤشرات ودلائل توضح بما لا يدع مجالاً للشك في إخراج هذه المسرحيات والأفلام بطريقة قائمة على الخبرة المكتسبة عبر ما يزيد على عقدين من السنوات في التعامل مع الأحداث الجارية في العراق وأفغانستان الممزوجة بإمكانات مادية وسياسية متطورة، أثمرت عن تخريب سوريا بعدما نجحت في تخريب العراق، ومن قبلها أفغانستان، التي شكلت حقلاً للتجارب، وميداناً لتطوير سياسة الاختراق، والبراعة في إنتاج القنابل البشرية، وصياغة جماعات متطرفة وانتاجها على عينها ومقاسها.
إن الدول التي تعتمد على إثارة التعصب المذهبي، وتستثمر في دعم كل حركات الانفصال والانقسام والاقتتال الداخلي في الدول العربية، استطاعت أن تحقق نجاحاً ملحوظاً في ذلك، وتحاول جاهدة تعميم التجربة على كل الساحة العربية وفي أغلب الأقطار العربية والافريقية المجاورة، من خلال استغلال بيئة الاستبداد والكبت القابلة للانفجار، ولذلك فإننا نلحظ ثماراً لهذه المحاولات تظهر في لبنان، واليمن، والبحرين والسودان وغيرها..
إن الأنظمة المستبدة والمتسلطة تريد البقاء في السلطة من خلال إقناع العالم والشعوب أنهم أمام خيارين: إما هم، أو الطوفان، المتمثل بهذا البديل المرعب الذي يجز الرؤوس، ويأكل الأكباد البشرية، ويفرض الجزية، وينشر الظلام، مما يحتم على الشعوب العربية العودة إلى بيت الطاعة وأن تستمر في التسبيح للطاغية، فراراً من الموت والتشريد والفوضى العارمة.
إن النجاح الذي حققته هذه الأنظمة المستبدة هو نجاح مؤقت، ولن يستمر إلى الأبد، فسوف تنكشف الحقائق، وتبلى السرائر آجلاً أم عاجلاً، ولن يستمر حبل الزيف أمام وعي الأجيال ويقظتها، وسوف يرتد هذا السلاح إليها بطريقة مضادة.
(الدستور)
تصرفات «داعش» مستهجنة من قبل أكثر الجماعات الإسلامية تطرفاً مثل «القاعدة» وفروعها، وقد عبر كثير من القيادات السلفية، وكثير من رموز القاعدة عن استنكارهم لأفعالها وأفكارها، وأعلنوا براءتهم منها في أكثر من مناسبة، مما يدل دلالة واضحة تقترب من درجات اليقين على الشبهة الكبيرة التي تغلف هذه المنظمة، وتحيط بنشأتها وقياداتها وأهدافها ودورها وخططها.
أكثر ما يجذب الإنتباه أن دور هذه المنظمة لم يعد متوجهاً ضد النظام الحاكم، كما انه لا يقترب من معاني الحرية التي يحكم بها الشعب السوري، بل هي على النقيض تماماً، حيث أصبح دورها منحصراً في تخريب مسيرة التحرر ضد الاستبداد، وجعلت من نفسها أداة في يد القتلة والسفاحين، وهي في حقيقتها صيغة تطويرية (للشبيحة) الذين ظهروا في بدايات الثورة السورية، والذين كانوا يمثلون رأس الحربة في تقتيل المدنيين والمتظاهرين، وإثارة الرعب في نفوس سكان المدن والريف عن طريق القتل والتدمير والاغتصاب، والإقدام الممنهج على السلوكات البشعة والشائنة والشاذة من أجل إثارة مشاعر الصدمة لدى عامة الناس.
الإقدام على إعلان «فرض الجزية» في ظل الظروف السائدة في سوريا ليس له تفسير إلا شيء واحد متمثل باستراتيجية تشويه الإسلام أولاً، وتشويه كل الحركات الإسلامية المعتدلة وغير المعتدلة، وتشويه ثورات الشعوب العربية وإفشالها، وإثارة الرعب لدى كل شعوب العالم، حتى يتملكهم الخوف من البديل القادم الذي لا يعرف إلا لغة الذبح والقتل والتديمر، المصحوب بالتخلف والحقد الأعمى، والأفكار المرعبة المنبثقة من الجهل والتعصب وسوء الفهم وقلب الحقائق المتعلقة(بالإسلام) ومبادئه وقيمه الحضارية السامية وغاياته القائمة على تحرير الشعوب واحترام كرامة الإنسان، وحرمة دمه وعرضه وماله.
إن الأنظمة والدول التي عملت على اختراق هذه المنظمات وتوجيهها، وتسليحها وتدريبها، وشحنها بالآفكار والقيادات، معروفة تمام المعرفة وهناك معلومات ومؤشرات ودلائل توضح بما لا يدع مجالاً للشك في إخراج هذه المسرحيات والأفلام بطريقة قائمة على الخبرة المكتسبة عبر ما يزيد على عقدين من السنوات في التعامل مع الأحداث الجارية في العراق وأفغانستان الممزوجة بإمكانات مادية وسياسية متطورة، أثمرت عن تخريب سوريا بعدما نجحت في تخريب العراق، ومن قبلها أفغانستان، التي شكلت حقلاً للتجارب، وميداناً لتطوير سياسة الاختراق، والبراعة في إنتاج القنابل البشرية، وصياغة جماعات متطرفة وانتاجها على عينها ومقاسها.
إن الدول التي تعتمد على إثارة التعصب المذهبي، وتستثمر في دعم كل حركات الانفصال والانقسام والاقتتال الداخلي في الدول العربية، استطاعت أن تحقق نجاحاً ملحوظاً في ذلك، وتحاول جاهدة تعميم التجربة على كل الساحة العربية وفي أغلب الأقطار العربية والافريقية المجاورة، من خلال استغلال بيئة الاستبداد والكبت القابلة للانفجار، ولذلك فإننا نلحظ ثماراً لهذه المحاولات تظهر في لبنان، واليمن، والبحرين والسودان وغيرها..
إن الأنظمة المستبدة والمتسلطة تريد البقاء في السلطة من خلال إقناع العالم والشعوب أنهم أمام خيارين: إما هم، أو الطوفان، المتمثل بهذا البديل المرعب الذي يجز الرؤوس، ويأكل الأكباد البشرية، ويفرض الجزية، وينشر الظلام، مما يحتم على الشعوب العربية العودة إلى بيت الطاعة وأن تستمر في التسبيح للطاغية، فراراً من الموت والتشريد والفوضى العارمة.
إن النجاح الذي حققته هذه الأنظمة المستبدة هو نجاح مؤقت، ولن يستمر إلى الأبد، فسوف تنكشف الحقائق، وتبلى السرائر آجلاً أم عاجلاً، ولن يستمر حبل الزيف أمام وعي الأجيال ويقظتها، وسوف يرتد هذا السلاح إليها بطريقة مضادة.
(الدستور)