المشروع الوطني والسلطة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : حصر المشروع الوطني في نطاق السلطة والحكم و الإطار السياسي بمعناه الضيق تقزيم للمشروع الوطني، ويمثل شكلا من اشكال التسطيح الفكري، الذي اصاب شريحة واسعة من النخب التي تقود العمل الوطني، و التي تطفو على الساحة الإعلامية و السياسية، ما جعل التدافع الاجتماعي منحصرا في مجال الصراع على السلطة والاستئثار بها، وممارسة كل اشكال الاقصاء والتهميش للآخر.
المشروع الوطني اوسع مجالا و ارحب فكرا، واكثر شمولا من ان يكون محصورا في هذا المربع الضيق على اهميته على وجه يوحي بالخلل وينبئ بالفشل، فالمشروع الوطني مشروع نهضوي شامل، و مشروع بناء حضري واسع، يتسع للجهود الفكرية والتربوية والعلمية، ويتسع للنشاط الاقتصادي والتنموي كما يتسع للاصلاح الاجتماعي واصلاح العلاقات والروابط بين مكونات مؤسسات الدولة الكبرى والصغرى بالاضافة الى العمل بالجانب السياسي.
المشروع الوطني يهدف الى اعادة بناء الانسان و تأهيله واكسابه المهارات المطلوبة لبناء مجتمعه وخدمة وطنه، وتأهيله لحمل مشروع النهضة الشامل الذي يرتقي بالمجتمع والدولة على جميع الاصعدة وفي كل المجالات لأن النجاح في ادارة السلطة و الحكم انما هو ثمرة للنجاح في بناء المجتمع وثمرة للنجاح في بناء الانسان.
وهذا ما ينطبق تمام على حقيقة المشروع الاسلامي، فهو ليس مشروع وصول الى السلطة، بقدر ما هو مشروع بناء امة وبناء مجتمع، وبناء انسان وبناء جيل مؤهل، قادر على حمل مشروع بناء الدولة بقوة آخذا بشعار (خذ الكتاب بقوة)، والقوة هنا تأتي بمعناها الشامل قوة العقل والتفكير، قوة الايمان والعقيدة وقوة القلب والارادة وقوة الروح والعبادة وقوة البدن والجسم، وقوة المؤهلات و المهارات، التي تجعله قادرا على الفهم والتفكير وقادرا على العمل والبناء، وقادرا على امتلاك معايير التقدم والتحضر، وقادرا على توفير الجهد والوقت، وقادرا على تسخير موجودات الكون بطريقة صحيحة ومثمرة، تعود بالخير على الحياة وعلى الانسان وعلى الكون إعمارا و ازدهارا و أمنا و استقرارا.
إن الذين عملوا على حصر المشروع الوطني والمشروع الاسلامي في مربع السلطة والحكم، أخطأوا خطأً كبيرا، وأسهموا في اعاقة المشروع الوطني، و أسهموا بإعاقة المشروع الاسلامي، وأسهموا في تشويه صورة الاصلاح بوجه عام، وقدموا صورة بائسة عن مشروع الاصلاح بوجه عام، وأعتقد جازما أن أحد اهم اسباب و مآلات الامور غير الحميدة وتحولها على هذا النحو المزري الذي يعود الى ضيق الافق اولا ويعود الى عدم القدرة على فهم جوهر الاصلاح وحقيقته، ويعود بشكل أساسي الى حصر مشروع الاصلاح في هذه الزاوية الضيقة، التي لا أقلل من شأنها ولا من اهميتها، و انما اقصد انها نظرة مبتسرة، اولا و ممزوجة بحب السلطة وحب الوهج الاعلامي القاتل، الذي يقلل من قدر المشروع وهيبته واحترامه من اوساط الامة وعامة المثقفين فيها، ورجال الفكر وحملة الهم الوطني، ويقزم مفهوم النهوض، ويعزز التنازع والصراع على المكاسب، التي لا يتورع احد عن الطمع الشديد في كرسي الحكم، مهما أوتي من تدين ومهما رزق من مسوح وطنية، ومهما نطق به من افكار ثورية، ومهما تعلق من سقوف عالية وطروحات جريئة، وخاصة عندما نتذكر ما حصل من صراعات دموية في مختلف مراحل التاريخ البشري عموما و العربي خصوصا، من بعد عثمان وعلي ومعاوية و ابن الزبير ويزيد والحجاج الى يومنا هذا، والله المستعان.
(الدستور)
المشروع الوطني اوسع مجالا و ارحب فكرا، واكثر شمولا من ان يكون محصورا في هذا المربع الضيق على اهميته على وجه يوحي بالخلل وينبئ بالفشل، فالمشروع الوطني مشروع نهضوي شامل، و مشروع بناء حضري واسع، يتسع للجهود الفكرية والتربوية والعلمية، ويتسع للنشاط الاقتصادي والتنموي كما يتسع للاصلاح الاجتماعي واصلاح العلاقات والروابط بين مكونات مؤسسات الدولة الكبرى والصغرى بالاضافة الى العمل بالجانب السياسي.
المشروع الوطني يهدف الى اعادة بناء الانسان و تأهيله واكسابه المهارات المطلوبة لبناء مجتمعه وخدمة وطنه، وتأهيله لحمل مشروع النهضة الشامل الذي يرتقي بالمجتمع والدولة على جميع الاصعدة وفي كل المجالات لأن النجاح في ادارة السلطة و الحكم انما هو ثمرة للنجاح في بناء المجتمع وثمرة للنجاح في بناء الانسان.
وهذا ما ينطبق تمام على حقيقة المشروع الاسلامي، فهو ليس مشروع وصول الى السلطة، بقدر ما هو مشروع بناء امة وبناء مجتمع، وبناء انسان وبناء جيل مؤهل، قادر على حمل مشروع بناء الدولة بقوة آخذا بشعار (خذ الكتاب بقوة)، والقوة هنا تأتي بمعناها الشامل قوة العقل والتفكير، قوة الايمان والعقيدة وقوة القلب والارادة وقوة الروح والعبادة وقوة البدن والجسم، وقوة المؤهلات و المهارات، التي تجعله قادرا على الفهم والتفكير وقادرا على العمل والبناء، وقادرا على امتلاك معايير التقدم والتحضر، وقادرا على توفير الجهد والوقت، وقادرا على تسخير موجودات الكون بطريقة صحيحة ومثمرة، تعود بالخير على الحياة وعلى الانسان وعلى الكون إعمارا و ازدهارا و أمنا و استقرارا.
إن الذين عملوا على حصر المشروع الوطني والمشروع الاسلامي في مربع السلطة والحكم، أخطأوا خطأً كبيرا، وأسهموا في اعاقة المشروع الوطني، و أسهموا بإعاقة المشروع الاسلامي، وأسهموا في تشويه صورة الاصلاح بوجه عام، وقدموا صورة بائسة عن مشروع الاصلاح بوجه عام، وأعتقد جازما أن أحد اهم اسباب و مآلات الامور غير الحميدة وتحولها على هذا النحو المزري الذي يعود الى ضيق الافق اولا ويعود الى عدم القدرة على فهم جوهر الاصلاح وحقيقته، ويعود بشكل أساسي الى حصر مشروع الاصلاح في هذه الزاوية الضيقة، التي لا أقلل من شأنها ولا من اهميتها، و انما اقصد انها نظرة مبتسرة، اولا و ممزوجة بحب السلطة وحب الوهج الاعلامي القاتل، الذي يقلل من قدر المشروع وهيبته واحترامه من اوساط الامة وعامة المثقفين فيها، ورجال الفكر وحملة الهم الوطني، ويقزم مفهوم النهوض، ويعزز التنازع والصراع على المكاسب، التي لا يتورع احد عن الطمع الشديد في كرسي الحكم، مهما أوتي من تدين ومهما رزق من مسوح وطنية، ومهما نطق به من افكار ثورية، ومهما تعلق من سقوف عالية وطروحات جريئة، وخاصة عندما نتذكر ما حصل من صراعات دموية في مختلف مراحل التاريخ البشري عموما و العربي خصوصا، من بعد عثمان وعلي ومعاوية و ابن الزبير ويزيد والحجاج الى يومنا هذا، والله المستعان.
(الدستور)