" نكتة " الموسم الأردنية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : أصبح الشعب الأردني يتعامل " بالنكت " السياسية في مواجهة الاحداث والتطورات السياسية المحلية والاقليمية، وذلك من أجل تخفيف الإحتقان وتقليل التوتر المفضي الى الذبحات الصدرية والجلطات الدموية القاتلة، وقد سبقه الى ذلك الشعب المصري الذي وقع ردحاً من الزمن تحت ضغط الاستبداد والفساد الممزوج بفن الخداع والتضليل، وأسلوب الإستخفاف السياسي الذي اصبح سمة للنظام العربي .
لقد انتشرت على صفحات " الفيس بوك " هذه " النكتة " الجميلة والمعبَرة التى تقول بينما الرئيس فايز الطراونة يسير في شوارع عمان متخفياً بالليل ليتحسس أخبار الرعية سمع امرأة تقول لابنتها : يا بنية ، اخلطي بنزين (90) مع بنزين (95) ، قبل أن يطلع الفجر ، قالت الابنة لأمها : يا أماه كيف يكون ذلك، وقد نهانا فايز الطراونة عن هذا الغش ، فقالت الام ، وما أدرى فايز الطراونة بما نفعل ، قالت البنت الذكية، ولكن الله يرانا ، فبكى فايز الطراونة بكاء شديداً ، ولم يستطع الوقوف ولا المشي ، فحمله الناس الى بيته ، وقرر معالجة هذه المشكلة الخطيرة بقرار رفع سعر بنزين (90) ليصبح مقارباً لسعر البنزين (95)، رأفة بالناس ومنعاً للغش ومعالجةً لهذه الظاهرة الخطيرة التى تكاد تعصف بالمجتمع وتعصف بالمسألة الخلقية والثقافية!.
لا تبتعد هذه " النكتة " عن الواقع كثيراً ، حتى لو كانت مدعاة للضحك والتندَر لأن معظم أفعال الحكومات وسياساتها في التعامل مع الشأن الاقتصادي، والأزمة المالية، والعجز في الموازنة لا تخرج على هذا النمط من التفكير، وهذا يدين معظم الحكومات الأردنية المتعاقبة، لأنه منذ أن وعيت على الحياة وأصبحت أقرأ الصحف و أتابع الشأن السياسي المحلي، وهناك أزمة مالية، وعجز، ومنح وصلت ومنح لم تصل، وتبريرات مكرورة، ووصفة من السياسات الدائمة، التى تقوم على رفع الأسعار، وعلى رفع الدعم، ودائماً يتعرض الشعب الأردني بين الفينة والفينة الى شخصية رئيس قوية وجريئة تقدم على اتخاد رفع الأسعار بلا وجل أو خوف، وبلا حرص على الجماهيرية والشعبية، وتصارح الشعب الاردني بكل شفافية عندما يتعلق الامر بجيب المواطن لدعم الخزينة المنهوبة وتغطية النقص في المنح التى تضلَ طريقها، ولا تصل الى الخزينة العامة نتيجة طول السفر ووعورة الطريق وظلمة الليل وانتشار اللصوص وقطاع الطرق.
منذ عقود طوال والحكومات لم تستطع الاهتداء الى البديل، لا على صعيد استبدال مصادر الطاقة، ولا صعيد البحث عن سبل تخفيف العبء عن المواطن بتسهيل المواصلات العامة على الأقل، أو استثمار الموارد الطبيعية في الأردن بطريقة أمينة، بل إن المواطن الأردني على يقين بأن مهمة الحكومات مختصرة في الحفاظ على مستوى الفقر الذي يجب أن يبقى ملازماً لهذا الشعب، ومحافظتها على حصة النخب الفاسدة وتعظيم هذه الحصة.
العرب اليوم
لقد انتشرت على صفحات " الفيس بوك " هذه " النكتة " الجميلة والمعبَرة التى تقول بينما الرئيس فايز الطراونة يسير في شوارع عمان متخفياً بالليل ليتحسس أخبار الرعية سمع امرأة تقول لابنتها : يا بنية ، اخلطي بنزين (90) مع بنزين (95) ، قبل أن يطلع الفجر ، قالت الابنة لأمها : يا أماه كيف يكون ذلك، وقد نهانا فايز الطراونة عن هذا الغش ، فقالت الام ، وما أدرى فايز الطراونة بما نفعل ، قالت البنت الذكية، ولكن الله يرانا ، فبكى فايز الطراونة بكاء شديداً ، ولم يستطع الوقوف ولا المشي ، فحمله الناس الى بيته ، وقرر معالجة هذه المشكلة الخطيرة بقرار رفع سعر بنزين (90) ليصبح مقارباً لسعر البنزين (95)، رأفة بالناس ومنعاً للغش ومعالجةً لهذه الظاهرة الخطيرة التى تكاد تعصف بالمجتمع وتعصف بالمسألة الخلقية والثقافية!.
لا تبتعد هذه " النكتة " عن الواقع كثيراً ، حتى لو كانت مدعاة للضحك والتندَر لأن معظم أفعال الحكومات وسياساتها في التعامل مع الشأن الاقتصادي، والأزمة المالية، والعجز في الموازنة لا تخرج على هذا النمط من التفكير، وهذا يدين معظم الحكومات الأردنية المتعاقبة، لأنه منذ أن وعيت على الحياة وأصبحت أقرأ الصحف و أتابع الشأن السياسي المحلي، وهناك أزمة مالية، وعجز، ومنح وصلت ومنح لم تصل، وتبريرات مكرورة، ووصفة من السياسات الدائمة، التى تقوم على رفع الأسعار، وعلى رفع الدعم، ودائماً يتعرض الشعب الأردني بين الفينة والفينة الى شخصية رئيس قوية وجريئة تقدم على اتخاد رفع الأسعار بلا وجل أو خوف، وبلا حرص على الجماهيرية والشعبية، وتصارح الشعب الاردني بكل شفافية عندما يتعلق الامر بجيب المواطن لدعم الخزينة المنهوبة وتغطية النقص في المنح التى تضلَ طريقها، ولا تصل الى الخزينة العامة نتيجة طول السفر ووعورة الطريق وظلمة الليل وانتشار اللصوص وقطاع الطرق.
منذ عقود طوال والحكومات لم تستطع الاهتداء الى البديل، لا على صعيد استبدال مصادر الطاقة، ولا صعيد البحث عن سبل تخفيف العبء عن المواطن بتسهيل المواصلات العامة على الأقل، أو استثمار الموارد الطبيعية في الأردن بطريقة أمينة، بل إن المواطن الأردني على يقين بأن مهمة الحكومات مختصرة في الحفاظ على مستوى الفقر الذي يجب أن يبقى ملازماً لهذا الشعب، ومحافظتها على حصة النخب الفاسدة وتعظيم هذه الحصة.
العرب اليوم