على أعتاب الوطن .. رحل الشهيد
تتزاحم الكلمات لتحاصر ضمائرنا علّنا نشعر ببعض الراحة عندما نقولها.. هكذا هو حالنا نتفوه بالكلمات لنسجل بأنا اتخذنا موقفا أمام أنفسنا، وطبعا ليس أمام التاريخ!.
وتمر الكلمات عابرة تشجب وتندد بذبح كرامتنا على أعتاب السلاطين .. ويصدح نشيد موطني عاليا في خيام عزائنا لأرواحنا التي تحلق في سماء الموت دون أن يهتم لأمرها أحد.
كانوا يعلموننا صوت الحرية في طابور المدرسة الصباحي وأن موطني .. مجدنا وعهدنا وواجب إلى الوفا يهزنا.. وكيف نستقي من الردى ونرفض أن نكون للعدى كالعبيد، وعرفت لاحقا أنني ابنة الوطن المتبناة أعتز به ولست أنسب له إلا في المصائب .. وأفراحنا لا يحضرها إلا المتيمون بالرقص على جثثنا.
ليتهم لم يعلمونا أيها الوطن أنك الشموخ والخلود ونحن الكرامة .. ليتهم لم يعلمونا فنحن لسنا سوى الضحايا وليس غيرنا الجلاد .. نقف على مقابر شهدائنا نصلي ونقرأ الفاتحة مفتاحا للجنة ويغلق غيرنا الأبواب موصدة فلسنا نمشي في عرس الشهيد سوى أيتام من العز والمجد التليد.
استشهد الجراح .. وتبعه زعيتر ولا زلنا نفاوض على شهدائنا إن كانوا فلسطينيي الهوى أم أنهم لأردن العز ينتمون .. ولم ندرك بعد أنا صرنا أغنياء عن التعريف فنحن للعروبة ننتمي وليس لعروبتنا إلا أن تبكي ضياع ماضينا في أولاد المستقبل.
أقف على أعتابك أيها الوطن ولازلت رافعة رأسي بكبرياء رغم كل شيء .. لا لشيء إلا لأن ترابك احتضن مآسينا وحق علينا أن نفتخر بك .. ووحدك أنت من يمتلك حق أن يقطب الجبين وينتظر عرسا يليق بزفاف الشهيد وولادة توأم لكرامتنا التي وئدت منذ زمن.