jo24_banner
jo24_banner

فلسطين تستحق الحياة

منار حافظ
جو 24 :

أحاول جمع أشلاء كلماتي علها تنهض واقفة على قدميها من جديد لتروي عن غزة أحلام سعيدة.. وفرحا لم تشهده .. وحياة لا تعانق موتا.


7 سنوات عجاف في كل واحدة منهن خط قلمي شيئا ما عن ألم غزة .. ومعاناة وليد ..وصرخة طفلة ..وانكسار زوجة ..ودمعة أم ..وحسرة أب ..وعرس شهيد..


عرس شهيد.. ذاك الذي اجتمع أصدقاؤه ذات مساء يودعون معه أيام عزوبيته، يتسامرون لآخر مرة قبل حفل الزفاف، جمعوا حقائب ذكرياته معهم وألقوا بها على طاولة العشاء الأخير وخيروه بينها وبين حياته الجديدة، فكان للموت أن اختار...!!


زوجة المستقبل ارتدت ثوب زفافها تزينت وخرجت بكامل حلتها لتستقبل جثمانه، قبلت جبينه وهمست في أذنه: "سألاقيك في الجنة".


زغردت أمه وذرفت دمعة شاهدة على قلب ينفطر وعالم أصم لا يسمع وعدو كاسر لا يشبع ، ومقاومة آزرتها لأنها لن تركع .. لا لن يركعوا بإذن الله قال والد الشهيد وحسرة في عينيه بادية، يحاول أن يستجمع بقايا الحياة في عروقه عساه يمنح زوجته بعضا من قوة.


قال: "سيثأرون له فهم لم يخذلونا يوما".. ركضت الطفلة إلى حضن والدها وصرخت هل حقا مات أخي الكبير ألن نغني له وهو عريس؟؟ ... "اسمه استشهد يابا ما اسمه مات وهينا بنزغرد بعرسه أخوك شهيد يابا أخوك شهيد"..


بكى وليد ذلك الطفل الوليد وكأنه يعلم جيدا ما يجري حوله.. حملته أمه وعادت إلى منزلها بعد أن قدمت واجب العزاء... منزلها أجل منزلها الذي هدم نصفه بقصف "إسرائيلي" راح ضحيته معيلهم ولا معيل لها ولوليدها الآن سوى الله وكفى به وكيلا.. لم تعرف حينها أكانت تبكي حزن جيرانها أم ألمها ومعاناة وليد ؟!


في غزة كل شيء يحاول أن يشبه أي شيء، إلا الفرح فهو يشبه روح الصيادين التي عشقت البحر واعتلت كل الأمواج العاتية، وأصرت بأن هدفهم هو حريتهم .. وأن فلسطين رغم كل الأسى فإنها الأرض التي خلقت من أجل أن تعيش وفي سبيلها يموت الكل لأنها تستحق الحياة .

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير