jo24_banner
jo24_banner

هل من إضاءات تنير دروبنا؟

منار حافظ
جو 24 :

ما زلنا نبحث في الأفق عن إضاءات تنير دروب العرب المظلمة ونتلمس طريقا للعلوم وسط هذا النفق من العتمة، وكلما اجتهد أحدهم وفتح لنا بابا جديدا ودربا منيرا نسلكه سارعنا إلى إغلاقه بأيدينا.

مستغرب هذا الهجوم على كل ما من شأنه أن ينطلق بنا نحو فضاءات أوسع، ويطور مداركنا السياسية والإجتماعية والثقافية، وكأن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا حتى على المبادرات التي من شأنها إفادتهم.

"اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية" هذا ما قالوا.. ولكن الواقع دائما يثبت عكس ذلك، وليت لنا في غيرنا عبرة حيث تفتح الديمقراطية ذراعيها لتحتضن الجميع دون استثناء ويحتل الأنسب المكان الأنسب، وتكون الحرب الفكرية مشتعلة بالحوار لا بالنار.. والتفاهم بالعقل والمنطق لا باللسان.

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات مثالا:

أنشىء المركز في عام 2010 ليكون منارة للعلوم البحثية في العالم العربي، وهو مؤسسة بحثية فكرية مستقلة للعلوم الإجتماعية والإنسانية " والعلوم الإجتماعية التطبيقية والتاريخ الإقليمي والقضايا الجيوستراتيجية" ومقره في العاصمة القطرية الدوحة، ويديره الباحث والمفكر العربي د. عزمي بشارة.


ولعبت ثورات الربيع العربي التي انطلقت من تونس عام 2010 دورا مركزيا في تشكيل صبغة المؤسسة التي تعنى بالبحث والتحليل واستنباط كل ما يختص بقضايا المجتمعات العربية بهدف خلق تواصل فكري بين المثقفين والمختصين العرب في مجالات العلوم الإنسانية والإجتماعية.

وكمؤسسة أكاديمية عربية رائدة على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي فهي بالضرورة معنية بتشخيص أوضاع الأمة كدول ومجتمعات وطرح التحديات التي تواجهها على كافة الصعد الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية، والأسباب التي تؤدي إلى سيادتها وتلك التي تسببت بتبعيتها، إضافة إلى التعاون بين هذه الدول وتنميتها.

ويقف القارىء للمشهد العربي حائرا أمام رفض الكثيرين لمشروع نهضوي كهذا ليراوده سريعا تلك اللحظات التي حاول فيها أصحاب المصالح الخاصة على حساب الأوطان العربية أن يبنوا أمجادا زائفة مقابل قمع النجاحات.

ولهؤلاء أساليب عدة تُظهر جليا مدى السذاجة في طرحها أحيانا ومدى الخبث أحيانا أخرى، ابتداء باتهامات التخوين لكل من يخالفهم واستعدائه وانتهاء بمحاولة التخلص منه ومحوه عن الساحة السياسة والإعلامية.


ربما يحتاج العالم العربي لوقت طويل حتى يدرك الوسائل التي تتمتع بها الدول الغربية مما جعل منها موئلا حقيقيا للديمقراطية، وحتى يحين هذا الوقت فما زلنا نحن بانتظار نماذج فاعلة كنموذج المركز العربي للنهوض بالأمة.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير